إمبراطورية هندوجا مهددة بالتفكك... صراع عائلي على ثروات ضخمة

إمبراطورية هندوجا مهددة بالتفكك... صراع عائلي على تقسيم مجموعة هندية بـ18 مليار دولار

02 ديسمبر 2021
الملياردير الهندي سريشاند هندوجا (Getty)
+ الخط -

خلال طفولته في لندن، كان كرم هندوجا الذي تعود أصوله إلى الهند، يستمتع بمشاهدة أفلام بوليوود برفقة جده "سريشاند هندوجا"، الذي يقف على رأس إمبراطورية تجارية عالمية شاسعة.

لكن بعد نحو ربع قرن من الزمن، يتحول الجد والحفيد إلى جزء من دراما عائلية يتابعها عالم المال، فقصتهما أضحت أكثر تشويقاً حتى من أي حبكة بوليوودية. وعلى عكس معظم الأفلام المؤثرة التي شاهدها الجد وحفيده، فإن نهاية قصتهما ربما لن تكون سعيدة.

يعاني الجد المعروف باسم "إس بي"، البالغ من العمر 85 عاماً، من نوع من الخرف، فيما يخوض كرم مع أخته وأمه وخالته وجدته معركة في مواجهة باقي أفراد أسرة "هندوجا"، حول تقاسم المجموعة التجارية البريطانية ـ الهندية التي تقدر قيمتها بـ 18 مليار دولار.

يطالب جانب عائلة كرم، بأمر لم يكن وارداً في الماضي، ألا وهو تقسيم أصول العائلة، إلا أن أشقاء الجد "إس بي" الثلاثة، "غوبيشاند" و"براكاش" و"أشوك" يصرّون على تمسّك المجموعة بشعارها الأزلي القائل إن "كل شيء ملك للجميع، ولا شيء ملك لأحد".

في الوقت الذي تتراكم فيه الدعاوى المقدمة أمام المحاكم في لندن وسويسرا، يبدو أن لا مجال للعودة إلى الوراء. وقد يؤدي هذا النزاع المرير إلى تخبط وتفكك المجموعة البالغ عمرها 107 سنوات، ما يهدد واحدة من أكبر تكتلات الأعمال في العالم.

تضم مجموعة هندوجا الخاصة عشرات الشركات، بينها ست شركات عامة مساهمة في الهند، ويتجاوز عدد موظفيها 150 ألفاً في 38 دولة، يعملون في مجال صناعة الشاحنات والمصارف والمواد الكيميائية والطاقة ووسائل الإعلام والرعاية الصحية، وفق وكالة بلومبيرغ الأميركية.

تعليقاً على ذلك، قال كافيل راماشاندران، خبير الشركات العائلية في كلية الأعمال الهندية: "يبدو أنهم وصلوا إلى نقطة اللاعودة"، مضيفا: "من شبه المستحيل العودة إلى الفلسفة الاشتراكية القائمة على فكرة أن كل شيء ملك للجميع".

تأسست الشركة على يد الأب "بارماناند جيبشاند هندوجا" في عام 1914 في إقليم السند في الهند البريطانية، وكانت تنشط في مجال تجارة السلع، ولكن سرعان ما قام الإخوة بتنويع نشاطات الشركة، وكانت بداية مشوار النجاح من خلال توزيع أفلام بوليوود خارج الهند. وبفضل الصعود القوي للشركة، تمكن الإخوة من بناء علاقات مع شخصيات من طراز الرئيس الأميركي جورج بوش الأب، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.

في لندن، أفراد العائلة هم جيران الملكة إليزابيث، حيث يتشاركون كالرتون هاوس تيراس، وهو عبارة عن أربعة منازل متصلة فيما بينها ذات تصميم جورجي على مقربة من قصر باكينغهام، حيث يقيمون حفل ديوالي السنوي بحضور لفيف من النجوم.

ويعد الشقيقان "إس بي" و"غوبيشاند" اللذان يحملان الجنسية البريطانية، من أثرى الشخصيات في بريطانيا، بينما تقدر الثروة الإجمالية الصافية للإخوة الأربعة بـ15 مليار دولار، وهم غالباً ما كانوا يظهرون بجبهة موحدة، إذ لم يكن هناك من شيء يوحي بوجود مشاكل ضمن عائلة هندوجا.

يقول نايجل نيكولسن، الأستاذ في كلية الأعمال في لندن ومؤلف كتاب "حرب العائلات"، إن "هذه الهيكليات القديمة سوف تنهار في العالم الجديد الذي يعيشون فيه"، مضيفا "قدرة الحفاظ على الوحدة انطلاقاً من أفكار مبهمة حول الملكية المشتركة بدون هيكليات حوكمة واضحة أمر صعب".

على سبيل المثال، لدى حفيد "إس بي"، كرم البالغ من العمر 31 عاماً الذي تم تعيينه العام الماضي رئيساً تنفيذياً لمصرف "هندوجا سويسرا" في جنيف، وجهة نظر مختلفة حول ملكية شركته. إذ قال كرم: "إس بي هو مؤسس هذه الشركة، ولطالما كان ولا يزال المساهم الوحيد فيها". وأضاف: "في ظل عدم التوصل إلى اتفاق شامل، فإن أعضاء عائلتنا يملكون حصصاً فردية". وكان كرم قد غيّر اسم المصرف إلى "إس بي هندوجا بنك بريفي"، على الرغم من أن الاسم على الموقع الإلكتروني لمجموعة هندوجا لا يزال "بنك هندوجا سويسرا". ويقع مقر المصرف في مبنى متواضع عند طرف المدينة القديمة في جنيف، له باب أزرق بسيط ولوحة نحاسية صغيرة تحمل الاسم الجديد.

وبسبب الهيكلية المبهمة للحيازات، سواء من خلال صناديق ائتمانية أو مؤسسات خارجية، من الصعب تحديد ملكية الشركات التابعة للمجموعة. وصحيح أن طريقة تنظيم المجموعة نجحت في ظل الإخوة الأربعة، لكن ربما لن تنجح تحت قيادة الجيل الثالث والرابع من عائلة هندوجا الذين تسلموا اليوم زمام الأمور.

المساهمون