استمع إلى الملخص
- يخطط قادة الاحتجاجات في إسرائيل لتنظيم مظاهرة كبيرة في القدس ضد نية الحكومة إقالة رئيس الشاباك، مع إقامة طويلة الأمد في معسكرات الخيام بعد التصويت.
- أثارت نية الإقالة تساؤلات حول تأثيرها على الأسواق المالية، حيث قد تؤدي التوترات السياسية إلى ردود فعل سلبية من المستثمرين وضعف الشيكل.
دعا منتدى الأعمال الإسرائيلي، الذي يمثل معظم العاملين في مئتين من أكبر شركات البلاد، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى التراجع عن نيته إقالة رئيس الشاباك رونين بار، واصفاً هذه الخطوة بأنها "مدمرة".
ونقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن منتدى الأعمال قوله في بيان إن "إسرائيل تمر حالياً بإحدى أصعب الفترات في تاريخها من الناحية الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وآخر شيء تحتاجه إسرائيل هو حدوث صراع داخلي يُقيلُ فيه رئيسُ الوزراء، في ظل تضارب مصالح حاد، كبارَ مسؤولي الأجهزة الأمنية، وذلك في انتهاك للقانون، خاصة في هذا الوقت الصعب".
وبدلاً من ذلك، حثّ المنتدى نتنياهو على التركيز على "ما هو مهم حقاً الآن، أي إعادة الـ59 رهينة الذين اختطفوا وهو في المسؤولية، وتشكيل لجنة تحقيق رسمية بموجب موافقة الرئيس، وإعادة تأهيل الاقتصاد، والمجتمع".
يأتي ذلك فيما قال عشرات من قادة جماعات الاحتجاج في أنحاء إسرائيل إنهم يخططون لتنظيم مظاهرة كبيرة في القدس الأربعاء، داعين الإسرائيليين إلى الاحتجاج على نية الحكومة إقالة رئيس الشاباك رونين بار.
وبعد اجتماعها في تل أبيب صباح اليوم، أعلنت المجموعات عن خطتها لتنظيم مسيرة حاشدة أمام مقرّ الحكومة، بالتزامن مع اجتماع الوزراء للتصويت على إقالة بار، وستبدأ الساعة الثامنة صباحاً بمسيرة حاشدة وتختتم في مقر الحكومة، وبعد انتهاء التصويت، يخطط المتظاهرون للتوجه إلى مقرّ إقامة رئيس الوزراء في وسط القدس، إذ يستعدون لإقامة طويلة الأمد، في معسكرات من الخيام.
تأثير إقالة رئيس الشاباك على الاقتصاد
وأعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مساء الأحد أنه قرّر إقالة رئيس جهاز الشاباك، إثر أزمة ثقة بينهما، على حدّ قوله، إلّا أن القرار يواجه معارضة قانونية كبيرة، إذ قضت المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهاراف-ميارا، بأن نتنياهو مُلزم بالتشاور معها.
وتثير عمليات التسريح، التي من المتوقع أن تثير عاصفة سياسية، سؤالاً مهما: كيف ستتفاعل الأسواق؟ فهل هذه مجرد صدمة سياسية عابرة، أم أن حالة عدم اليقين المحيطة بالتسريح ستؤدي إلى رد فعل قوي من جانب المستثمرين؟
وشرح موقع "غلوبس" أنه عموماً لا تتفاعل الأسواق عادةً مع كل حدث سياسي، وخاصةً عندما يتعلق الأمر بتعيين أو إقالة رئيس جهاز أمني مثل الشاباك وهو أمر لا يؤثر مباشرةً على السياسة الاقتصادية، مع ذلك ازدادت حساسية الأسواق الإسرائيلية للصدمات السياسية والتوترات الاجتماعية على نحوٍ ملحوظ خلال العامين الماضيين.
ومن الأمثلة البارزة على ذلك الشائعات حول إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت في مارس/آذار 2023، التي أدت إلى انخفاضات حادة في سوق رأس المال وانخفاض كبير في قيمة الشيكل، وكما كان الحال آنذاك، هناك الآن مخاوف من أنّ إقالة رئيس جهاز الشاباك من شأنها أن تثير ردود فعل عامة واسعة النطاق وتعمّق عدم الاستقرار السياسي، الأمر الذي قد يؤثر أيضاً على الأسواق.
يبدو، وفق صحيفة "غلوبس"، أن أحداث الليلة الماضية قد أثرت هذا الصباح على سوق الصرف الأجنبي المحلي، إذ ارتفع سعر الدولار بنحو 1% مقابل الشيكل المحلي، ليصل إلى 3.67 شواكل، كما ارتفع سعر اليورو بوتيرة معتدلة مقابل الشيكل، ليصل إلى 3.97 شواكل.
ويقول رافي جوزلان، كبير الاقتصاديين في بنك الاستثمار آي بي آي للصحيفة الإسرائيلية: "من غير الواضح ما إذا كان من الممكن تنفيذ هذه الخطوة بالفعل، ومن المرجح جداً أن يتعين عليها المرور عبر محكمة العدل العليا، إن الأسواق تتذكر التوترات الاجتماعية والسياسية التي شهدناها هنا في أعقاب الإصلاح القانوني."
وقال إن الأسواق تفاعلت حتى الآن سلبياً مع التحركات التي أعادت إشعال التوترات السياسية، وهذا يتجلى في ارتفاع علاوة المخاطر في إسرائيل، وضعف الشيكل، وضعف أداء الأصول المحلية، وما دامت الحكومة مستمرة في هذا الاتجاه، فمن المنطقي توقع رد فعل سلبي في الجولة الحالية أيضاً، إضافةً إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أن انخفاض علاوة المخاطرة لإسرائيل قد توقف مؤخراً، ويعود ذلك جزئياً إلى حالة عدم اليقين المحيطة بأزمة تنفيذ الاتفاق مع حماس، كما يضيف.
يوضح أوري غرينفيلد، الخبير الاقتصادي وكبير الاستراتيجيين في شركة ليدرز لإدارة الاستثمارات: "هذا ليس حدثاً اقتصادياً، وبالتالي لا يوجد يقين مطلق بشأن التغيير الذي ستحدثه الأسواق بعد إقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، تُجسّد الأسواق توقعات البيئة الاقتصادية، وليس لإقالة رئيس جهاز الأمن العام أي تأثير اقتصادي مباشر"، وتابع "إذا كان هناك رد فعل، فإنه سوف يتأثر أساساً بردود فعل الجمهور الإسرائيلي وتفاقم حالة عدم اليقين السياسي التي يخلقها هذا الحدث".