إعادة إعمار لوس أنجليس بعد الحرائق تتطلّب عشرات مليارات الدولارات

14 يناير 2025
حاكم كاليفورنيا اقترح خطة مارشال لإعادة الإعمار، مدينة ألتادينا في 8 يناير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تكاليف وأضرار الحرائق: شهدت لوس أنجليس حرائق مدمرة أدت إلى إجلاء 150 ألف شخص وتدمير 12 ألف منشأة، مع خسائر اقتصادية تتراوح بين 250 و275 مليار دولار، وخسائر مؤمن عليها بنحو 30 مليار دولار.

- جهود إعادة الإعمار: أعلن الرئيس بايدن عن الحاجة لعشرات مليارات الدولارات لإعادة الإعمار، بينما تعهد حاكم كاليفورنيا نيوسوم بخطة "مارشال" محلية، مع تخصيص 2.5 مليار دولار لجهود الطوارئ.

- التحديات المستقبلية: حذرت هيئة الأرصاد من رياح عاتية قد تشعل حرائق جديدة، وتستعد شركة إديسون لإيقاف الكهرباء، مما يهدد 474 ألف منزل وشركة بانقطاع التيار.

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنّ إعادة الإعمار في لوس أنجليس، بعد الأضرار الجسيمة الناجمة عن حرائق الغابات المستعرة منذ الأسبوع الماضي في المدينة الكبيرة ستتطلّب عشرات مليارات الدولارات". 

وقال الرئيس المنتهية ولايته في تصريحات نشرتها وكالتا فرانس برس وبلومبيرغ، اليوم الثلاثاء، إنّ "إعادة لوس أنجليس إلى ما كانت عليه ستكلّف عشرات مليارات الدولارات"، وأصدرت عمدة لوس أنجليس كارين باس أمرًا تنفيذيًا يهدف إلى تسريع جهود إعادة البناء من خلال "التخلص من الروتين والبيروقراطية". وذلك في الوقت الذي تستعدّ فيه كبرى مدن ولاية كاليفورنيا لعودة الرياح العاتية، ممّا يهدّد بتأجيج حرائق الغابات التي أوقعت 24 قتيلا على الأقل. 

تكاليف عالية للحرائق في لوس أنجليس

ونتيجة للحرائق، صدرت أوامر بإجلاء حوالي 150 ألف شخص، كما تضررت أو دمرت أكثر من 12 ألف منشأة. ويُقدر وفقا لوكالة الأناضول، أن الأضرار والخسائر الاقتصادية الناجمة عن الحرائق تراوح بين 250 و275 مليار دولار.

بينما توقعت وكالة بلومبيرغ في تقرير لها اليوم الثلاثاء، أن تحتل الحرائق مرتبة بين الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة الحديث. وتقدر ويلز فارغو " Wells Fargo & Co"، و غولدمان ساكس "Goldman Sachs Group Inc". الخسائر المؤمن عليها بنحو 30 مليار دولار، وهو أعلى بكثير من 20 مليار دولار توقعها الأسبوع الماضي جي بي مورغان تشيس "JPMorgan Chase & Co". 

وساد شعور بالإحباط في أوساط السكان الذين تم إجلاؤهم وقيل لهم إنه لن يكون بإمكانهم العودة قبل يوم الخميس، على أقل تقدير عندما تتراجع حدة الرياح. اصطف البعض لساعات على أمل العودة إلى منازلهم التي فروا منها لأخذ أدويتهم أو تبديل ملابسهم. وبات العدد الكبير للأشخاص الذين يحتاجون فجأة إلى أماكن إقامة يمثّل مشكلة كبيرة بالنسبة للمدينة، مع ورود تقارير تفيد باستغلال البعض الأزمة لرفع الإيجارات. كما تعرضت بعض المنازل المنكوبة للنهب، علما أن متوسط سعر المنزل في الأحياء الراقية نحو 3.8 ملايين دولار. 

خطة مارشال في لوس أنجليس

وتعهّد حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم بأنه سيعاد بناء المدينة، متحدثا عن "خطة مارشال" لها، في إشارة إلى الدعم الأميركي الذي ساعد أوروبا على النهوض بعد الحرب العالمية الثانية. واقترح نيوسوم وفقا لبلومبيرغ تخصيص 2.5 مليار دولار إضافية من الإنفاق الحكومي على جهود الاستجابة للطوارئ والتعافي، والتي ستحتاج إلى موافقة من الهيئة التشريعية للولاية بقيادة الديمقراطيين. وقال مكتبه إن مليار دولار من التمويل سيتم تعويضه من قبل وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية.

وسيتم تعويض البعض عن مقتنياتهم الثمينة التي التهمها الحريق. فعلى سبيل المثال، وعد رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ بطل السباحة الأميركي غاري هول جونيور بأنه سيحصل على بدائل للميداليات التي نالها وخسرها في الحريق. كما مهد الحطام والمناظر الطبيعية المشوهة الطريق لكارثة مستقبلية، حيث إن أي مطر يسقط في المنطقة يهدد بإحداث انهيارات طينية خطيرة. حتى مع قيام رجال الإطفاء بمكافحة الحرائق، ما دفع نيوسوم إلى الدعوة لوضع خطة لتطهير المنطقة حتى يمكن البدء في إعادة البناء.

بينما اتهم الرئيس المنتخب دونالد ترامب المسؤولين في كاليفورنيا بـ"عدم الكفاءة، رغم عملية إخماد النيران البطولية التي لم تهدأ على مدار 24 ساعة منذ اندلع الحريق". كما تعرضت إدارة المياه والطاقة في لوس أنجليس لدعوى قضائية تتهم الشركة بعدم توفير ما يكفي من المياه لمكافحة حريق باليساديس. وظهرت الشكوى في وقت متأخر من يوم الاثنين على موقع محكمة لوس أنجليس العليا، لكن المحكمة لم تعالجها بالكامل بعد. 

تحذيرات من استمرار الحرائق

وأصدرت هيئة الأرصاد الجوية الأميركية تحذيرا لسكان لوس أنجليس ومحيطها بسبب احتمال عودة الرياح العاتية التي تعرقل جهود مكافحة الحرائق المستمرة منذ ثمانية أيام. وأوضح مسؤولو الهيئة أن تحذير "العلم الأحمر" سيظل ساريا من مساء الاثنين حتى مساء الأربعاء، بسبب مزيج من الرياح القوية وانخفاض نسبة الرطوبة.

وأشارت تقارير إلى أن الحرائق التي اندلعت في مناطق في لوس أنجليس التهمت ما يزيد على 168 كيلومترا مربعا، وهي مساحة تفوق حجم مدينة سان فرانسيسكو. وحتى مساء الاثنين، سيطرت فرق الإطفاء على 14% فقط من حريق منطقة "باليسيدز" و33% من حريق منطقة "إيتون". ومع عودة الرياح القوية، يتوقع أن تندلع حرائق جديدة في غابات المنطقة.

ووفقا لبلومبيرغ، فإن الحرائق سوّت أحياء بأكملها بالأرض، ومن المتوقع أن تشهد مساحة 2772 ميلاً مربعاً (7179 كيلومتراً مربعاً) ظروف حرائق قاسية، حيث تضرب ألسنة اللهب بعواصف تشبه سرعة الرياح التي تسببت في اشتعال الحرائق الأسبوع الماضي. ويواجه أكثر من 8 ملايين شخص في المنطقة طقساً حرجاً للحرائق في الأيام المقبلة. 

مخاوف من قطع الكهرباء عن 474 ألف منزل 

من جانبها، تستعد شركة إديسون التي تقدم خدمات الكهرباء في المنطقة لإيقاف الخدمة إذا لزم الأمر، لمنع اندلاع المزيد من الحرائق خلال نوبة الرياح العاتية التالية. ووفقًا لموقع الشركة على الإنترنت، فإن حوالي 474000 منزل وشركة معرضة لخطر انقطاع التيار الكهربائي، بالإضافة إلى 57900 منزل بدون كهرباء بالفعل.

وانخفضت أسهم إديسون بنسبة 26٪ منذ اندلاع حرائق الغابات في لوس أنجليس في 8 يناير، مما أدى إلى انخفاض بقيمة 8 مليارات دولار تقريبًا في القيمة السوقية للشركة. وانخفضت الأسهم بنسبة 12٪ يوم الاثنين إلى 57.27 دولارًا وسط مخاوف المستثمرين من أن شركة إديسون في جنوب كاليفورنيا قد تكون مرتبطة بحريق إيتون.

وأشار بيزارو في لقاء مع بلومبيرغ إلى أن كاليفورنيا وضعت أحكاماً تسمح لشركة المرافق العامة بالبقاء في وضع مالي سليم حتى إذا ثبتت مسؤوليتها عن حرائق الغابات، بما في ذلك صندوق تأمين ضد الحرائق بقيمة 21 مليار دولار. وقال بيزارو إنه إذا ثبت أن شركة إديسون هي التي أشعلت حرائق الغابات واعتبرت تصرفاتها غير حكيمة، فإن مسؤولية المساهمين في الشركة سوف تقتصر على 3.9 مليارات دولار بموجب اللوائح الحكومية.

المساهمون