إضراب نقابات فرنسا يعطّل المرافق العامة ويخفّض إنتاج الكهرباء

18 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 19:51 (توقيت القدس)
محتجون من نقابات العمال ضد التقشف، باريس 18 سبتمبر 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت فرنسا احتجاجات وإضرابات عمالية بمشاركة أكثر من مليون متظاهر، مما أثر على المرافق العامة مثل المواصلات والكهرباء، احتجاجًا على سياسات التقشف للرئيس ماكرون.
- يطالب المتظاهرون بإلغاء الخطط المالية السابقة، وزيادة الإنفاق على الخدمات العامة، وفرض ضرائب أعلى على الأثرياء، والتراجع عن تعديلات نظام التقاعد. تعهد رئيس الوزراء الجديد لوكورنو بقطيعة مع الماضي، لكن الغضب الشعبي مستمر.
- تواجه الحكومة ضغوطًا من المتظاهرين والأحزاب اليسارية والمستثمرين، ويشهد البرلمان انقسامًا حادًا، مما يجعل تمرير ميزانية 2026 تحديًا كبيرًا، مع استمرار الدعوات للإضرابات والمظاهرات.

شهدت فرنسا الخميس يوماً من الاحتجاجات والإضرابات العمالية التي جمعت أكثر من مليون متظاهر، بحسب ما أعلنته نقابات العمال الفرنسية وأصابت الكثير من مرافق الحياة بالشلل. وتأتي هذه الإضرابات كردة فعل من النقابات على سياسات التقشف التي ينتهجها الرئيس إيمانويل ماكرون والتي تسبب حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي. 

وتقول وكالة الأنباء الفرنسية في تقرير عن الاحتجاجات، إن معلمين وسائقي قطارات وصيادلة وموظفي مستشفيات قد شاركوا في الإضراب ضمن يوم الاحتجاجات، فيما أغلق مراهقون العشرات من المدارس الثانوية. وتأثرت المرافق العامة ومنها المواصلات وشبكات الكهرباء بالإضراب، حيث أفادت شركة الكهرباء الفرنسية EDF  إن إنتاجها من الكهرباء التي يجري توليدها من المحطات النووية قد انخفض بمقدار 1.1 غيغاوات بسبب الإضراب.

ويطالب المتظاهرون بإلغاء الخطط المالية التي وضعتها الحكومة السابقة، وزيادة الإنفاق على الخدمات العامة، وفرض ضرائب أعلى على الأثرياء، والتراجع عن التعديل غير الشعبي الذي يجبر الناس على العمل فترة أطول للحصول على معاش تقاعدي.

وذكرت وكالة فرانس إن الاحتجاجات أدت إلى توقف وسائل النقل العام، وإغلاق المدارس أبوابها، ونزول عشرات الآلاف من الأشخاص إلى الشوارع في مظاهرات تخللتها اشتباكات متفرقة مع الشرطة. وتعهّد رئيس الوزراء الجديد سيباستيان لوكورنو، وهو سابع رئيس حكومة في عهد ماكرون، بقطيعة مع الماضي في محاولة لاحتواء أزمة سياسية متفاقمة بعد توليه المنصب الأسبوع الماضي. لكن تعيين وزير الدفاع السابق البالغ من العمر 39 عاماً، وهو أحد المقربين من ماكرون، لم ينجح في تهدئة غضب النقابات والكثير من الفرنسيين.

ووجّه العديد من المتظاهرين انتقادات مباشرة إلى ماكرون، الذي لم يتبق له سوى 18 شهراً في الحكم ويعاني من أدنى مستويات شعبية في مسيرته السياسية. وشكا العديد من المتظاهرين من أن إجراءات التقشف تطاول الفقراء بشكل أكبر. وقال برونو كافالييه، 64 عاماً، من مدينة ليون، ثالث أكبر مدينة فرنسية: "كل يوم يزداد الأغنياء غنى والفقراء فقرًا"، وكان يحمل لافتة كتب عليها: "ابتسم، أنت تدفع الضرائب".

"آلاف الإضرابات"

ولا يزال المحتجون غاضبين من مسودة الموازنة التي قدمها سلف لوكورنو، فرانسوا بايرو، والتي تضمنت سلسلة إجراءات قال إنها ستوفر 44 مليار يورو (52 مليار دولار). وقد حاول لوكورنو تهدئة الغضب بوعده إلغاء الامتيازات التي يحصل عليها الوزراء السابقون مدى الحياة ووقف خطة مثيرة للاستياء لإلغاء عطلتين رسميتين.

وفي مشهد نادر من الوحدة النقابية، دعت النقابات إلى الإضرابات، حيث توقف نحو واحد من كل ستة معلمين في المدارس الابتدائية والثانوية عن العمل، فيما أُغلقت تسع من كل عشر صيدليات. وعانى الركاب من اضطرابات حادة في مترو باريس، حيث كانت ثلاثة خطوط أوتوماتيكية بدون سائق هي الوحيدة التي تعمل بشكل طبيعي.

وقالت صوفي بينيه، زعيمة اتحاد النقابات العمالية CGT الغضب كبير، وكذلك التصميم. رسالتي إلى السيد لوكورنو اليوم هي: الشارع هو من يجب أن يقرر الميزانية". وأضافت أن 400 ألف شخص شاركوا في تجمعات صباحية في أنحاء فرنسا، مع مظاهرات أخرى لاحقًا بما في ذلك واحدة في باريس.

ويتعرض ماكرون ولوكورنو لضغوط من جانب المتظاهرين والأحزاب اليسارية المعارضة لخفض الميزانية، ومن جانب آخر من المستثمرين القلقين بشأن العجز في ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو. كما يشهد البرلمان انقساما حادا ولا تملك أي من كتله الرئيسية الثلاث أغلبية.

وبلغ عجز ميزانية فرنسا العام الماضي ما يقارب ضعف الحد الأقصى الذي يسمح به الاتحاد الأوروبي وهو 3% لكن رغم رغبة لوكورنو في خفضه، فإنه سيواجه معركة صعبة داخل البرلمان – الذي لا يسيطر على أغلبيته – لتمرير ميزانية عام 2026.