إصابة ترامب تعمّق أزمات الاقتصاد الأميركي وسط محاولات لتسريع التحفيز

إصابة ترامب تعمّق أزمات الاقتصاد الأميركي وسط محاولات لتسريع التحفيز

05 أكتوبر 2020
الكثير من الأحداث أثرت على الاقتصاد (Getty)
+ الخط -

ضغط الرئيس دونالد ترامب للتوصل إلى صفقة بشأن جولة أخرى من المساعدات الوبائية لتحقيق الانتعاش الاقتصادي الأميركي، قائلاً إن البلاد "تريد وتحتاج" الحوافز المالية في تغريدة أطلقها يوم السبت حيث كان يتلقى العلاج في مستشفى والتر ريد العسكري خارج واشنطن بعد أن ثبتت إصابته بفيروس كورونا.

وقالت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي الجمعة إن المفاوضات مع البيت الأبيض ستمضي قدما وإن تشخيص ترامب بفيروس كورونا، قد يغير مسار المحادثات من خلال التأكيد على خطورة الوباء.

وفشل الجمهوريون والديمقراطيون في ضخ أموال جديدة في الاقتصاد ونظام الرعاية الصحية لأشهر حيث يخشى الحزب الجمهوري من الإنفاق الجامح ويضغط الديمقراطيون من أجل حزمة إغاثة شاملة، وفق تقرير نشرته "سي أم بي سي".

وأقر الديمقراطيون حزمة إغاثة بقيمة 2.2 تريليون دولار ليلة الخميس، بينما عرض البيت الأبيض مشروع قانون بقيمة 1.6 تريليون دولار. وقد توصل الجانبان إلى أرضية مشتركة حول المدفوعات المباشرة للأميركيين، وقروض الأعمال الصغيرة، ومساعدات شركات الطيران وكبح التسريح. وتشمل موضوعات الخلاف، التأمين ضد البطالة والإغاثة للولايات والبلديات والمال الخاص بفحص كورونا وتعقبه...

 

ويتعارض المرشحان المتنافسان في الانتخابات الرئاسية الأميركية الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي جو بايدن، اقتصادياً. كل منهما لديه برنامجه، وكل منهما يسعى للتحرك في سوق شديد التقلب بفعل انتشار فيروس كورونا وهبوط أسعار النفط وتصاعد الأزمات والركود حول العالم.

أول البنود الخلافية هي الضرائب، حيث يعتزم الرئيس الجمهوري خفضها فيما يريد خصمه الديموقراطي زيادتها. وإذا ما انتخب جو بايدن في الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر، فإن الشركات الكبرى وكبار الأثرياء الأميركيين سيدفعون ضرائب إضافية بقيمة أربعة آلاف مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة، وفق "فرانس برس".

ويعتزم بايدن بحسب برنامجه إعادة توظيف هذه العائدات الضريبية في برامج اجتماعية وفي التعليم، وكذلك في البنى التحتية المترهلة التي تعود مسألة تحديثه باستمرار في الخطاب السياسي الأميركي. وفي حال فوز ترامب بولاية ثانية، فسيواصل العمل بالتخفيضات الضريبية التي استفادت منها خصوصاً الشركات الكبرى وكبار الأثرياء خلال ولايته الأولى.

وأكد ترامب أن إدارته "ولدت أفضل اقتصاد في تاريخ البلاد"، متوقعاً انهياراً في حال فوز بايدن. وكانت كل المؤشرات الاقتصادية جيدة قبل الوباء. ويؤكد بايدن من جهته أن سياسة خصمه تفيد بصورة رئيسية الأكثر ثراء.

وقال "أصحاب الملايين والمليارات مثله ينجون بأنفسهم بشكل جيد من أزمة كوفيد-19"، مشيراً إلى أنه يعتزم "بناء اقتصاد" أكثر مراعاة للبيئة. وإذا تخلى بايدن عن السياسات التي يطبقها ترامب في مجال التجارة الخارجية والهجرة، فإن ذلك وفق محللين قد يعطي دفعاً إضافياً للنمو. 

وشهدت الولايات المتحدة الأميركية منذ بداية العام الحالي أحداثاً غير متوقعة أثرت على اقتصادها. لم يكن بوسع أحد أن يكتب سيناريو فظيعاً لقتل كثير من الأميركيين، وتعطيل حياة كثيرين بسبب فيروس ضرب العالم، ومع اقتراب موعد الانتخابات خلال شهر واحد فقط، ها هي البلاد منقسمة سياسياً وتناقش احتمالات لم تكن تخطر على بال أحد، هل يكمل الرئيس دونالد ترامب مساره نحو الانتخابات؟ سؤال يعتبر الأبرز الآن.

الأحداث، بعضها يحدث مرة واحدة في عقود أو مرة واحدة في القرن، وهي تلعب الآن في انسجام تام. وفي تقرير نشرته "واشنطن بوست". ليس هناك فترة راحة. أكبر الأزمات يتمثل في الوباء وانهيار الاقتصاد وهبوط سعر النفط، وفي الوقت ذاته نشأت حركة ضد التمييز العرقي لتترك صدمة من نوع مختلف...

وكأن كل هذا لم يكن كافياً، فقد تجلّت التغيرات في مناخ العالم في حرائق الغابات في كاليفورنيا، مما أدى إلى الموت وتدمير الممتلكات والدخان المنجرف الذي حجب مؤقتاً الشمس في مدن بعيدة. تعرض الاقتصاد الأميركي لصدمات كبيرة في عام 2020، ولكن لم يتمكن أي شيء حتى الآن من إخراج الانتخابات من المسار الذي كانت عليه، إلا أن مرض ترامب يضيف أزمة جامحة أخرى إلى هذا المزيج.

المساهمون