استمع إلى الملخص
- تورطت شركات أميركية مثل "غوغل" و"أمازون" و"مايكروسوفت" في تزويد الجيش الإسرائيلي بتقنيات الذكاء الاصطناعي، مما زاد من فعالية العمليات العسكرية الإسرائيلية، خاصة خلال حرب غزة.
- أصبح وادي السيليكون الإسرائيلي مركزًا رئيسيًا للتكنولوجيا الفائقة، مع تزايد التعاون بين وزارة الدفاع الأميركية وشركات التكنولوجيا، مما يعزز مكانة إسرائيل كمركز للتكنولوجيا العسكرية.
أكدت مجلة "972+" الإسرائيلية المستقلة أنه من المتوقع أن تتزايد شراكات التكنولوجيا العسكرية بين الجيش الإسرائيلي ورجال الأعمال الأميركيين ورؤساء الشركات في ظل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لدعم وادي السليكون الإسرائيلي.
وفي "قمة التكنولوجيا الدفاعية" الأولى في إسرائيل، التي عُقدت أواخر العام الماضي، أعلن قادة الشركات ومسؤولو الجيش الإسرائيلي علانية عن إبرام شراكات اقتصادية قوية في مجال صناعة تكنولوجيا الحرب والمراقبة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي مع مستثمرين أميركيين.
وعقب تولي ترامب الرئاسة بـ48 ساعة، أعلن استثمار 500 مليار دولار في مشاريع البنية التحتية للذكاء الاصطناعي ضمن مشروع ستارغيت (STARGATE)، الذي يضم شركات: "أوبن أي آي"، و"سوفت بنك"، و"أوراكل"، والتي شاركت في قمة التكنولوجيا الدفاعية (الحربية) الإسرائيلية، وتُستخدم برامجها في الحروب.
ويتعارض هذا مع قول ترامب قبل توليه منصبه بأسبوعين: "سأطرد دعاة الحرب، وسأنفذ عملية تنظيف ضرورية للغاية للمجمع الصناعي العسكري، لوقف التربح من الحرب"، بحسب موقع "ريسبونسيبول ستاتكرافت" في الخامس من يناير/ كانون الثاني الماضي.
وبالتزامن، فضحت صحيفة "واشنطن بوست" في 21 يناير الماضي دور شركات التكنولوجية الأميركية في مساعدة وزارة الحرب الإسرائيلية، ونشرت وثائق لتورط "غوغل" منذ 2021 في تزويد الجيش الإسرائيلي بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي خلال حرب غزة بملايين الدولارات.
ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اعتمدت القوات الإسرائيلية على مجموعة من الأسلحة وأنظمة المراقبة التي تصنعها أو تصونها شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة مثل "بالانتير" و"أمازون" وغوغل" و"مايكروسوفت"، في القصف الجوي والبري على غزة. وقدمت هذه الشركات برامج اشترتها إسرائيل وأميركا لها بملايين الدولارات، مثل أنظمة استهداف الذكاء الاصطناعي "لافندر" و"الإنجيل"، لزيادة أعداد القتلى في جميع أنحاء غزة.
دعم التكنولوجيا الإسرائيلية
وعلى مدى العام الماضي، تسابقت شركات تكنولوجيا كبيرة لإنشاء مراكز بيانات ضرورية لتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل "تشات جي.بي.تي" لشركة "أوبن أيه" وبرنامج "جيميني" لشركة "غوغل"، بعد ضخ استثمارات ضخمة في هذا المجال، وهي المجالات التي كشفت الصحيفة الأميركية أنها قدمت خدماتها لإسرائيل.
وأكدت الشركات الثلاث المشاركة في مشروع تمويل البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، ستارغيت "Stargate Project" أن المشروع يهدف إلى تعزيز الريادة الأميركية في مجال الذكاء الاصطناعي، وتوفير فوائد اقتصادية كبيرة، حيث سيوفر أكثر من 100 ألف وظيفة جديدة في الولايات المتحدة.
لكن مجلة "972+" الإسرائيلية المستقلة كشفت أن من أهداف صناعة التكنولوجيا العسكرية الأميركية والذكاء الصناعي دعم إسرائيل في حربها وإنعاش وادي السليكون الإسرائيلي، وأكدت أن "حملة كفاءة الحكومة" التي يخطط لها ترامب، والتي يشرف عليها إيلون ماسك، تدعم مشاريع مشتركة بين المقاولين العسكريين الكبار والشركات التقنية الأصغر، وخاصة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والحرب بطائرات بدون طيار.
مليار دولار لوادي السليكون الإسرائيلي
وفي العاشر من ديسمبر/ كانون الأول الماضي اجتمع مسؤولون عسكريون إسرائيليون ومصنعو أسلحة ومستثمرون أميركيون في جامعة تل أبيب لحضور أول قمة على الإطلاق لتكنولوجيا الحرب. وكانت أبرز الشركات المشاركة "بالانتير"، وهي شركة البرمجيات المعروفة بتوفير برامج المراقبة والاستهداف بمساعدة الذكاء الاصطناعي لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل، وكانت المناقشات والمشاريع المطروحة تدعم شركات وادي السليكون بمشاريع تقدر بقرابة مليار دولار.
وتؤكد مجلة "972+" الإسرائيلية أن فكرة وادي السيليكون الذي بدأ كتجربة لوزارة الدفاع الأميركية، وكان ينتج أجهزة الكمبيوتر المركزية والمعالجات الدقيقة التي وجهت العمليات العسكرية الأميركية أثناء الحرب الباردة، سرعان ما أصبح له مثيل في إسرائيل، بعدما افتتحت شركتا "آي بي إم" و"إنتل" مكاتبهما لأول مرة في سبعينيات القرن العشرين، وتبعتهما شركات عملاقة أخرى في العقود التالية.
وقالت إن صناعة التكنولوجيا في إسرائيل أصبحت مدينة لتدفقات الأموال الأميركية، وبات الباب الدوار الوثيق بين القطاع العسكري والقطاع التكنولوجي يشكل السمة المميزة لعلامة إسرائيل التجارية الناشئة للاقتصاد العسكري التكنولوجي.
وكشفت المجلة أن شون ماغواير، الشريك في شركة "سيكويا كابيتال" الأميركية، برأس المال الاستثماري والمدافع الصريح عن الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية في غزة، كان أحد داعمي وادي السليكون والمجمع الصناعي العسكري الإسرائيلي.
ويقع وادي السيليكون الإسرائيلي حيث تتمركز شركات التكنولوجيا الفائقة في منطقة في السهل الساحلي بين مدينة حيفا شمالاً وحتى الأجزاء الجنوبية من ضواحي تل أبيب جنوباً وصولاً الى منطقة غلاف غزة.
وتمتلك العديد من شركات التكنولوجيا العالمية مرافق للبحث والتطوير في هذه المنطقة، وتضخ فيها استثمارات ضخمة، مثل شركات: Intel، IBM، Google، Facebook، HP، Philips، Cisco Systems، Oracle Corporation، Microsoft، Motorola. كما تتمركز فيها العديد من شركات التكنولوجيا الفائقة الإسرائيلية.
ومع وصول دونالد ترامب المعروف بعلاقاته الوطيدة مع إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم ومالك شركات إكس وتسلا وسبيس إكس، إلى سدة الحكم، تتزايد الاحتمالات حول اتجاه وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) للتعامل مع شركات التكنولوجيا في وادي السيليكون، وتأتي على رأسها شركات ماسك، مثل "سبيس إكس"، وذلك على حساب التعاون مع شركات الأسلحة التقليدية، وفق ما يرى موقع "تيليبوليس" الألماني.