أوكرانيا تستورد كميات قياسية من الغاز الأوروبي... لهذا السبب

25 مارس 2025
منشأة غاز يوستريم في سلوفاكيا، 28 فبراير 2025 (روبرت نعمتي/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواجه أوكرانيا تحديات كبيرة في تأمين إمدادات الغاز بسبب الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة، مما أدى إلى زيادة الطلب على الغاز الأوروبي.
- تتوقع أوكرانيا استيراد ما يصل إلى خمسة مليارات متر مكعب من الغاز بين أبريل 2025 وأبريل 2026، مقارنة بمليار متر مكعب في المواسم السابقة، لتعويض النقص في المخزونات المحلية.
- الأضرار الجسيمة للبنية التحتية للغاز في أوكرانيا تزيد من تعقيد الوضع، حيث تسعى البلاد للحصول على الغاز في سوق يشهد شحاً وارتفاعاً في الأسعار الأوروبية.

تستعد أوكرانيا لاستيراد كميات قياسية من الغاز الأوروبي، إذ أدت الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة والنضوب السريع لمخزونات الوقود إلى ارتفاع الطلب. ونقلت بلومبيرغ عن ديمتري ساخاروك الرئيس التنفيذي لشركة "دي ترايدينغ" (D.Trading) الذراع التجارية لشركة "دي تي إي كيه" (DTEK)، أكبر شركة طاقة خاصة في أوكرانيا، قوله: "نعتقد أن أوكرانيا ستحتاج إلى ما يصل إلى خمسة مليارات متر مكعب خلال الموسم من إبريل/نيسان 2025 إلى إبريل 2026".

وفي مقابلة على هامش قمة فايننشال تايمز العالمية للسلع الأساسية في لوزان، سويسرا، قال ساخاروك إن "هذا الرقم يُقارن بمليار متر مكعب حداً أقصى في المواسم السابقة"، علماً أن تعليقاته تأتي في وقت أعلنت الولايات المتحدة أن روسيا وأوكرانيا اتفقتا على وقف إطلاق النار في البحر الأسود، وعلى وضع آليات لتنفيذ حظرهما على الهجمات على البنية التحتية للطاقة. وصرح ساخاروك بأن أوكرانيا استهلكت بالفعل ما يسمى بالمخزون الاحتياطي أو الكميات المخزنة في مرافق التخزين تحت الأرض كإجراء احتياطي. ويجب الاحتفاظ ببعض الغاز في مرافق التخزين تحت الأرض للحفاظ على الضغط وضمان عمليات تخزين آمنة وفعالة.

كما قال إنه "تجب إعادة بناء هذه المخزونات. ولهذا السبب فإن الكميات هنا كبيرة جداً"، مضيفاً أن الهجمات الروسية في الماضي استهدفت في الغالب نقاط التجميع حيث يتم تنظيف الوقود ثم إعادة ضخه في نظام النقل، وليس الآبار التي يُنتج فيها الغاز. ولفت إلى أنه حتى في حال توقفت الهجمات على البنية التحتية للطاقة، سيستغرق الأمر بعض الوقت حتى يعود الإنتاج المحلي لأوكرانيا إلى مستواه الطبيعي. وأضاف: "كما أننا لا نستبعد، ولا ينبغي لنا استبعاد احتمال وقوع هجمات جديدة".

يُشار إلى أن البنية التحتية للغاز في أوكرانيا تعرضت لأضرار جسيمة في إطار استراتيجية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للضغط على المواطنين خلال أشهر الشتاء. ومن المتفق عليه على نطاق واسع أن الأضرار أسوأ مما أُعلن عنه، مما يعني أنه لم يتضح بعد حجم الإمدادات اللازمة للشتاء المقبل. وستسعى البلاد للحصول على الغاز في وقت يشهد السوق شحاً متزايداً، مع ارتفاع الأسعار الأوروبية قبل موسم التخزين. ومع ذلك، أفادت مصادر مطلعة الشهر الماضي، بأن الغارات الأخيرة قلصت إنتاج الغاز من شركة "نفتوغاز" الحكومية الرئيسية بنسبة تصل إلى الثلث. وقد أجبر ذلك البلاد على شراء وقود بديل باهظ الثمن من الاتحاد الأوروبي.

المساهمون