استمع إلى الملخص
- بدأت "أوبر" المشروع في عهد ترافيس كالانيك واستثمرت ثلاثة مليارات دولار قبل بيعه لشركة أورورا، وتعتمد الآن على شراكات لتوفير سيارات الأجرة الآلية.
- تشمل شراكات "أوبر" شركات مثل "فولكسفاغن" و"ويرايد"، واستثمرت في Wayve لتجربة سيارات الأجرة الآلية في لندن، مما يعكس التزامها بتوسيع الخدمة عالمياً.
تسعى شركة "أوبر"، أكبر منصة تأجير السيارات في العالم بعمليات في أكثر من 70 دولة و10 آلاف مدينة، إلى إحياء طرح مشروع سيارات قيادة ذاتية للخدمة. يأتي ذلك وسط تحديات ومخاطر عديدة تواجه المشروع، فلا تزال لدى الجهات التنظيمية في العديد من الدول تحفّظات على خدمات القيادة الذاتية. وسيحتاج المستهلكون أيضاً إلى إقناعهم بأنه لم تعد هناك مخاطر لهذا النوع من القيادة.
ورغم التحديات، يبدو أن الرئيس التنفيذي الحالي لشركة أوبر، دارا خسروشاهي، بات أكثر انشغالاً بخدمة السيارات ذاتية القيادة، حسب محللين لصحيفة ذي إيكونوميست. يساعد أوبر على اقتحام تلك الخطوة تطور أدوات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتطورة، وهو ما يتيح إنتاج سيارة ذاتية القيادة بالكامل دون أي تدخل بشري. ويُقر خسروشاهي بأن تسويق سيارات الأجرة الآلية لا يزال في مراحله "المبكرة جداً".
وربما تعمل 1500 سيارة منها في أميركا وحوالي 2000 في الصين، أكبر سوقين، مع عدد قليل منها في أماكن أخرى من العالم. لكن هذه الأرقام قد ترتفع بشكل كبير؛ إذ يُقدر بنك غولدمان ساكس لأميركي أن 35 ألف سيارة ذاتية القيادة قد تكون على الطرق في أميركا وحدها بحلول عام 2030. ويؤكد رئيس "أوبر" بوضوح أن شركته تريد أن تكون في مقعد القيادة (الشاغر).
وُلد خسروشاهي عام 1969 في العاصمة الإيرانية طهران لعائلة ثرية كانت تملك أعمالاً ناجحة في مجال الأدوية والتغليف، واستقرت أسرته بعد ذلك في الولايات المتحدة، ثم بدأ حياته المهنية محللاً مالياً في بنك الاستثمار "Allen & Company"، ومن هذه المحطة دخل عالم الأعمال، ثم التحق بإحدى شركات الملياردير الأميركي باري ديلر، فصعد تدريجياً إلى قمة القيادة في شركة "إكسبيديا" عام 2005، وفي أغسطس/آب 2017، تولى قيادة "أوبر".
وخلال عهد الرئيس السابق للشركة، ترافيس كالانيك، بدأت "أوبر" تطوير تقنية القيادة الذاتية داخلياً. وأفادت التقارير بأنها استثمرت حوالي ثلاثة مليارات دولار في المشروع قبل أن تعتبره صعباً ومحفوفاً بالمخاطر، بعد أن صدمت إحدى مركباتها أحد المشاة وأودت بحياته، في أول حالة وفاة ناجمة عن سيارة ذاتية القيادة. وباعت المشروع في عام 2020 لشركة أورورا، وهي شركة ناشئة تُركز على الشاحنات ذاتية القيادة. ومع بدء الشركات الأخرى في إتقان هذه التكنولوجيا، تتمثل استراتيجية "أوبر" الجديدة في عقد صفقات مع أكبر عدد ممكن منها. فهي توفر لهم طريقة فورية للوصول إلى الركاب على نطاق واسع، من خلال السماح للعملاء بحجز رحلات سيارات الأجرة الآلية عبر تطبيق أوبر.
ومن بين شركائها حتى الآن "فولكسفاغن" التي ستبدأ في تقديم خدمة سيارات الأجرة الآلية في لوس أنجليس العام المقبل؛ كما ستتعاون شركة ويرايد (WeRide) الناشئة الصينية مع "أوبر" في 15 مدينة حول العالم على مدى السنوات الخمس المقبلة، بالإضافة إلى أبولو جو (Apollo Go)، ذراع السيارات ذاتية القيادة لشركة بايدو، عملاق التكنولوجيا الصيني، وستقدم رحلات في آسيا والشرق الأوسط، وتأمل في القيام بذلك في أوروبا.
كما استثمرت "أوبر" مبلغاً لم يُكشف عنه في شركة Wayve، وهي شركة بريطانية ناشئة في مجال المركبات الآلية، وأعلنت في يونيو/حزيران أنهما ستبدآن معاً تجربة رحلات سيارات الأجرة الآلية في لندن العام المقبل.