أميركا أنفقت 28 مليار دولار لإبادة غزة خصماً من أموال الإطفاء فاحترقت ممتلكات بـ 150 ملياراً
استمع إلى الملخص
- في ظل هذه الكارثة، أنفقت الولايات المتحدة 28 مليار دولار لدعم إسرائيل في حربها على غزة، مما أثار انتقادات حول أولويات الحكومة في تخصيص الأموال.
- تسببت الحرائق في تدمير آلاف الأفدنة والمباني، مما أثر على سوق التأمين بارتفاع الأقساط وتقليل توفره، مع شكوك في قدرة شركات التأمين على تغطية التكاليف.
مع بدء تكشف أرقام الخسائر المالية الباهظة لحرائق لوس أنجليس، والحي الراقي للأثرياء ومشاهير السياسة والفن، والتي قدرتها شركة "أكيو ويذر" Accuweather الخاصة للتنبؤات الجوية بقرابة 150 مليار دولار، شرع أميركيون في محاسبة عسيرة لحكومتهم، وعقد مقارنات بين ما أُنفق لإبادة غزة، وما خُصم من أموال دائرة الإطفاء بالمدينة، والذي تسبب في خسائر أشبه بضرب لوس أنجليس بقنبلة نووية، كما قالت عمدة المدينة.
وقالت صحف أميركية إن الولايات المتحدة أنفقت قرابة 28 مليار دولار على الإبادة الجماعية في غزة عبر تزويد إسرائيل بنحو 78% من قنابلها، بينما خفضت ميزانية رجال الإطفاء في لوس أنجليس بنحو 17.5 مليون دولار. وكشف موقع "إنترسبت" الاستقصائي، في 8 يناير الجاري، أن ميزانية الإطفاء تمثل 6% فقط من ميزانية المدينة، مقارنة بـ 15% لإدارة الشرطة.
وأكد أن عمدة المدينة أقرت، في يونيو الماضي، ميزانية بقيمة 12.8 مليار دولار للسنة المالية 2024-25، تضمنت خفضاً بمقدار 17.5 مليون دولار (2%) في تمويل إدارة الإطفاء، مع خفض معظم الإدارات، باستثناء الشرطة، التي حصلت على زيادة قدرها 126 مليون دولار.
وتداول أميركيون على مواقع التواصل صوراً لغزة والدمار الشامل فيها، وقارنوها بصور لوس أنجليس، وحي "باسيفيك باليسايدز" Palisades الذي يعتبر أرقى وأغنى المناطق في أميركا، ويقدر سعر المنزل فيه بقرابة 35 مليون دولار، وأصبح يشبه غزة، متسائلين: إلى متى ستقوم أميركا بتمويل حروب إسرائيل وتخصمها من الإنفاق علينا؟
California is burning while the government splashes billions on war, leaving fire hydrants dry and communities defenseless. Priorities?
— Alfred Lanning (@alfred_lanning1) January 10, 2025
Sorry, America—your tax dollars are busy killing babies and children in Gaza.
Jabalia Refugee Camp in Gaza vs. Pacific Palisades, California. pic.twitter.com/V1aK0FMhFI
ونشر هؤلاء صورة مخيم جباليا وقالوا: "أنفقت الحكومة الأميركية 28 مليار دولار (صفقات سلاح لإسرائيل منذ بدء حرب غزة) لتدمير الممتلكات الفلسطينية، وبجانبها صورة لوس أنجليس، منتقدين خصم قرابة 18 مليون دولار من أموال الإطفاء في لوس أنجليس، فاحترقت وتدمرت ممتلكات تقدر بـ 57 مليار دولار (150 ملياراً في أحدث الأرقام).
Sur la première photo, il est écrit "Camp de Jabalia, où le gouvernement a dépensé 20 milliards pour ce faire"
— Ribere Fabrice (@RibereF) January 10, 2025
Sur la deuxième photo, il est écrit "la région des Palissades, où le gouvernement a réduit de 18 millions de dollars les dépenses liées à la lutte contre les incendies" pic.twitter.com/Y37LJW9MSz
وقالت منظمة "كود بينك" codepinkalert النسائية للسلام، على موقع إنستغرام: "عندما تذهب الضرائب الأميركية إلى حرق الناس أحياء في غزة، لا يمكننا أن نفاجأ عندما تعود هذه الحرائق إلى ديارنا". و"عندما يجلى الناس في كاليفورنيا من منازلهم نتذكر أن أهل غزة جرى إجلاؤهم على مدى الـ 15 شهراً الماضية. بدلاً من تمويل الدمار، لنضع الأموال في خدمة المواطنين".
وقارنت الناشطة الأميركية "أوليفيا" في منظمة "كود بينك"بين تمرير الكونغرس 8 مليارات دولار للاحتلال لقصف غزة، بدلاً من إنفاقها على ضحايا الحرائق في أميركا.
وفي 4 يناير الجاري، قررت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، صفقة أسلحة جديدة لإسرائيل قيمتها ثمانية مليارات دولار، بحسب موقع "أكسيوس" الأميركي. وكانت إدارة بايدن وافقت في أغسطس الماضي 2024 على صفقات أسلحة لإسرائيل بقيمة تتجاوز 20 مليار دولار. وحسب صحيفة "واشنطن بوست" في 10 مايو 2024، حصلت إسرائيل على مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة بين عامي 1946 و2023، بنحو 206 مليارات دولار. ويعني ذلك أن إسرائيل تلقت من أميركا أسلحة بقيمة 234 مليار دولار لإبادة غزة وحرمت الأميركيين من الخدمات، وهو مبلغ أكثر مما حصل عليه حلفاء الحرب العالمية الثانية، بحسب الصحيفة الأميركية.
150 مليار دولار خسائر الحرائق بسبب مشاكل الإطفاء
وفي تقدير أولي، قالت شركة "أكيوويذر" Accuweather الخاصة للتنبؤات الجوية إنها تتوقع خسائر تتراوح بين 135 مليار دولار و150 مليار دولار مع انتشار الحرائق في منطقة تضم بعض أغلى العقارات في الولايات المتحدة.
AccuWeather has increased the preliminary estimate for the total damage and economic loss for the Southern #California #wildfires to a staggering $135 billion to $150 billion.#AccuWeather meteorologists say more gusty winds and an elevated #fire risk are expected next week. pic.twitter.com/6N3DJWSFlg
— Bill Wadell (@BillWadell) January 9, 2025
وقال خبراء في وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني إنهم يتوقعون أن تصل الخسائر المؤمن عليها، الناجمة عن حرائق مقاطعة لوس أنجليس، إلى مليارات الدولارات، نظراً للقيمة العالية للممتلكات التي احترقت. وقال "دانيال سوين"، عالم المناخ في جامعة كاليفورنيا، في بث مباشر نشره على موقعه الخاص للتواصل الاجتماعي، "إن حرائق الغابات في كاليفورنيا ستكون الأكثر كلفة في تاريخ الولايات المتحدة".
وبحسب تقديرات "الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي"، فإن إعصار كاترينا في عام 2005 هو الكارثة الطبيعية الأكثر تكلفة في الولايات المتحدة، حيث بلغت تكلفته نحو 200 مليار دولار، وتليه حرائق لوس أنجليس، المتوقع أن تبلغ خسائرها الاقتصادية 50 مليار دولار، وفق صحيفة "لوس أنجليس تايمز"
وقالت شبكة "بي بي سي نيوز" يوم الجمعة الماضي إن صناعة التأمين تستعد لضربة كبيرة، حيث توقع محللون من شركات مثل "مورنينغ ستار" و"جيه بي مورغان" خسائر مؤمنة تزيد عن ثمانية مليارات دولار، مقابل تعويضات تأمين ممتلكات تعرض للحريق. ونقلت عن دينيس رابموند، المحللة البارزة في وكالة موديز للتصنيف الائتماني، إن "الحرائق ستكون لها تأثيرات سلبية واسعة النطاق على سوق التأمين الأوسع في الولاية".
وأكدت رايموند أن "ارتفاع تكاليف التعافي من المرجح أن يؤدي إلى ارتفاع أقساط التأمين، وقد يقلل من توفر التأمين على الممتلكات"، وولاية لوس أنجليس ستواجه أضراراً طويلة الأجل لقيم الممتلكات، وضغوطاً على المالية العامة.
وقدرت شركة إعادة التأمين الأميركية "جونيبر ري" أن تبلغ خسائر الممتلكات السكنية المؤمن عليها حوالي تسعة مليارات دولار، متوقعة أن يصل الإجمالي إلى ما بين 15 مليار دولار إلى 20 ملياراً في حالة تضمين المطالبات التجارية وتأمينات السيارات. وقالت شركة التأمين العملاقة "أون Aon" إن ارتفاع قيمة الممتلكات في الحرائق سيجعل التكاليف والخسائر أكبر، وستكون واحدة من أكثر خمس حرائق غابات تكلفة في قائمتها، ولو أضفنا الممتلكات غير المؤمنة، ستكون الخسائر الإجمالية أكبر.
وأدى هذا لتراجع أسهم شركات التأمين الأميركية في تعاملات يوم الجمعة، بعد أن قدر المحللون أن الخسائر "المؤمن عليها" فقط من حرائق لوس أنجليس تصل إلى 20 مليار دولار، ما يجعلها الكارثة الأكثر تكلفة في تاريخ كاليفورنيا، بحسب وكالة "رويترز". وانتقد الرئيس المنتخب دونالد ترامب الوضع الحالي للحرائق في لوس أنجليس، معتبراً أنها قد تُسجل على أنها "الأسوأ من حيث قيمتها المالية في تاريخ أميركا".
وأشار ترامب في منشور له على منصة "تروث سوشيال" إلى أن العديد من الخبراء يشككون في قدرة شركات التأمين على تغطية تكاليف هذه الكارثة.
واندلعت الحرائق في خمسة مواقع مختلفة أخطرها "حريق باليساديز" غرب لوس أنجليس، وأتت الحرائق على ما يقرب من 36,000 فدان بالفعل، وفقًا لخدمة الطواري "CalFire"، حيث انتشر حريق باليساديز عبر أكثر من 20,438 فداناً في المنطقة الواقعة بين ماليبو وسانتا مونيكا، واحتوي بنسبة 8% حتى يوم الجمعة، وحريق إيتون، شمال باسادينا، الذي أتى على ما يقرب من 14 ألف فدان واحتوي بنسبة 3% حتى يوم الجمعة، فيما بلغت مساحة حريق كينيث، الذي اندلع في منطقتي كالاباساس وهيدن هيلز، 1,000 فدان، واحتوي بنسبة 35%.
أما حريق "هيرست"، فأتى على 771 فداناً في وادي سان فرناندو، بنسبة 37%، وحريق "ليديا" امتد على مساحة 395 فداناً في منطقة ريفية جبلية بالقرب من أكتون، بنسبة 75%، والخامس هو حريق "صن ست" في هوليوود هيلز واحتوي بنسبة 100%.
وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية يوم السبت، طاول حريق "باليساديز"، وهو أول وأكبر حريق في ولاية لوس أنجليس، قرابة 21,317 فداناً، ولم يُحتو إلّا بنسبة 8% حتى ظهر يوم الجمعة، مما يعني أن رجال الإطفاء أنشأوا خطوط تحكم (خنادق واسعة) حول 8% من الحريق. ويقول المسؤولون إن التقديرات الأولية تشير إلى أنه دمّر ما لا يقل عن 5,300 مبنى بين جبال سانتا مونيكا والمحيط الهادئ، ويقدر رجال الإطفاء أنه ثالث أكثر حرائق الغابات تدميراً في تاريخ كاليفورنيا.