أمن لبنان الغذائي في خطر بسبب أزمة الكهرباء

أمن لبنان الغذائي في خطر بسبب أزمة الكهرباء

16 اغسطس 2021
الأسر تُمنى بخسائر لعجزها عن تبريد الأطعمة، ما يفاقم معاناتها المعيشية (فرانس برس)
+ الخط -

قبل جموح الدولار إلى مستويات قياسية، دأبت الحاجة فوزية على تخزين ما أمكن من "مونة" البيت التي تحتاج إلى التبريد في ثلاجة كبيرة كانت قد اشترتها بـ600 دولار خصيصا لهذه الغاية، إلا أن اللحوم والحبوب والخضروات ضاعت هباء مع انقطاع كهرباء الدولة والاشتراك معا.

تقول فوزية (أم رضوان) لـ"العربي الجديد" إنها وأفراد أسرتها خسروا "مونة" تناهز قيمتها 4 ملايين ليرة بالأسعار الحالية، والسبب الرئيسي انقطاع كهرباء لبنان (رسمية) لساعات طويلة جدا، مع أنها مشتركة في مولّد خاص وتدفع نحو مليون و800 ألف لقاء 10 أمبيرات شهريا، إلا أن صاحب هذا الأخير بات غالبا ما يفتقد إلى المازوت لتشغيل مولداته وخدمة زبائنه. (الدولار يتجاوز 19 ألف ليرة حالياً في السوق السوداء).

حال أسرة هذه السيدة الستينية تحاكي وضع الكثير من الأسر اللبنانية التي تمكنت من شراء ثلاجة (فريزر) عندما كان سعر صرف الدولار 1500 ليرة أو أكثر بقليل، لكن ضمن نطاق معقول قبل أن يحلّق إلى مستويات قياسية بلغت أحيانا 23 ألف ليرة.

ولا تقتصر هذه المعاناة على المنازل فقط، إنما تمتد إلى الأسواق والمحال والمراكز التجارية، فضلا عن مخازن المستوردين ومنتجي اللحوم والخضروات والفواكه، فكلها منتجات تحتاج إلى تبريد.

في السياق، أتى اليوم الإثنين، نداء استغاثة "نقابة مستوردي المواد الغذائية" التي ناشدت المسؤولين "الإسراع في نجدة القطاع وإمداده بما يحتاجه من مادتي البنزين والمازوت لتأمين استمرارية عمله".

وكشفت أن "مخزون المازوت لدى الشركات يكفي فقط لأيام معدودة"، محذرة من أن "الأمن الغذائي للبنانيين بات في خطر ضمن نطاق زمني ضيق، نتيجة هذه العوامل الداخلية، وليس لأسباب خارجية تتعلق بعدم القدرة على الاستيراد".

وأشارت إلى أن "مختلف حلقات عمل القطاع مهددة بالتوقف بشكل كلي، وخصوصا التوزيع الذي يؤمن المواد الغذائية إلى السوبرماركت والمحال التجارية، وبالتالي إلى المستهلك"، لافتا إلى "عامل آخر أشد خطورة يتمثل في تلف المواد الغذائية التي تحتاج إلى تبريد، بالإضافة إلى أن إعادة تكوين مخزون هذه المواد تتطلب ثلاثة أشهر على أقل تقدير".

ودعت إلى "معالجة سريعة ونهائية لتأمين ديمومة تسليم المحروقات، لأنها قضية حياة أو موت".

كما عقد أصحاب مزارع الدجاج في منطقة حاصبيا اجتماعا، بحثوا فيه "الوضع المأساوي الذي يهدد الطيور بالنفوق جراء انقطاع التيار الكهربايي ومادة المازوت".

وتحدث باسمهم رئيس بلدية الماري، يوسف فياض، الذي قال: "نحن أصحاب مزارع الدجاج في العرقوب وحاصبيا، لدينا حوالى نصف مليون طير مهددة بالنفوق خلال ساعات معدودة لعدم توافر المازوت، وهذا يعني خسارة مليون دولار".

وأضاف: "إننا نحمّل الجهات المعنية كل المسؤولية عن خسارتنا هذا القطاع الذي رتّب علينا الكثير من الديون لدى المصارف والتجار".

المساهمون