أفغانستان تسعى لتوقيع اتفاقية مع روسيا لنقل الغاز الطبيعي المسال

11 يناير 2025
محطة غاز في روسيا، 30 نوفمبر 2021 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تسعى كابول لتوقيع اتفاقية مع روسيا لنقل 50 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال إلى جنوب شرق آسيا، مما يعزز العلاقات الاقتصادية لأفغانستان وروسيا بعيدًا عن أوروبا.
- وافق مجلس الوزراء البلجيكي على حظر إعادة تصدير الغاز الطبيعي المسال الروسي، تماشيًا مع العقوبات الأوروبية، ويتطلب القرار موافقة المجلس الأعلى البلجيكي.
- فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على نقل الغاز الروسي عبر الموانئ الأوروبية، مما أثر على شركة "فلوكسيس" البلجيكية، بينما زادت واردات الغاز الروسي إلى أوروبا.

أفاد رئيس مركز الأعمال الروسي في أفغانستان، رستم حبيبولين، بأن كابول ترغب في توقيع اتفاقية مع الجانب الروسي لنقل 50 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال عبر أراضيها.

وفي تصريح لوكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي"، أمس الجمعة، قال حبيبولين إن كابول تخطط لتوقيع العقد خلال منتدى كازان 2025، حيث سيُنقل الغاز إلى جنوب شرق آسيا بواسطة الناقلات. وأشار حبيبولين إلى أنه قد تم بالفعل إجراء شحنات تجريبية. وأضاف أنه في عام 2023، وُقِّع عقد لنقل 50 مليون طن من المنتجات النفطية الروسية سنويًا.

وفي السياق ذاته، قالت الصحافية الروسية أولغا بولياكوفا لـ"العربي الجديد": "هذا التعاون يعكس قدرة روسيا على إيجاد بدائل فعالة للأسواق الأوروبية. في ظل التوترات الحالية، تتمكن روسيا من تعزيز علاقاتها بدول جديدة، ما يساهم في تنويع أسواقها وزيادة نفوذها في المنطقة. كذلك فإن هذه الاتفاقيات توفر فرصًا جديدة لأفغانستان لتعزيز اقتصادها".

ووافق مجلس الوزراء البلجيكي يوم الجمعة على مشروع قرار يحظر إعادة تصدير الغاز الطبيعي المسال من روسيا، وذلك تماشيًا مع العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي سابقًا. ووفقًا لبيان صادر عن الحكومة نقلًا عن وكالة "تاس"، فإن "مشروع المرسوم الملكي يتضمن مجموعة من الالتزامات وآليات الرقابة التي تهدف إلى ضمان الامتثال للحظر بموجب اللائحة الأوروبية 2024/1745". ويشمل قرار الحكومة البلجيكية حظرًا على عمليات إعادة تحميل الغاز الطبيعي المسال من روسيا، بالإضافة إلى تقديم أي خدمات تقنية أو مالية مرتبطة بذلك. ومع ذلك، يجب أن يحصل هذا القرار على موافقة المجلس الأعلى البلجيكي، الذي يراقب مدى التزام البلاد بالقوانين المحلية.

عقوبات تحدّ من نقل الغاز الروسي

في يونيو/ حزيران 2024، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات ستدخل حيز التنفيذ في مارس/ آذار 2025، ما سيحد من تقديم خدمات نقل الغاز الطبيعي المسال الروسي عبر الموانئ الأوروبية للدول الثالثة. ومع ذلك، سيسمح لدول الاتحاد الأوروبي بمواصلة شراء الغاز من روسيا كما كان سابقًا. يشمل الحظر عمليات إعادة تحميل الغاز من سفينة إلى أخرى، وكذلك عمليات إعادة التحميل على الساحل.

يُذكر أن ميناء زيبروغ في البحر الشمالي يحتوي على محطة كبيرة للغاز الطبيعي المسال تديرها شركة "فلوكسيس" البلجيكية. وقد أبرمت الشركة عقدًا في عام 2015 لتخزين وإعادة تحميل الغاز الروسي مع مشروع "يامال للغاز الطبيعي المسال"، الذي بدأ تنفيذه في عام 2019 ويستمر حتى عام 2039، وتقدر قيمته بمليار يورو. كان هذا العقد يحقق للشركة إيرادات سنوية تقدر بنحو 50 مليون يورو.

وحسب التقارير الإعلامية البلجيكية، فإن التخلي عن تنفيذ هذا العقد قد يكلف شركة "فلوكسيس" نحو 750 مليون يورو. في يونيو من العام الماضي، بعد إعلان الحزمة الرابعة عشرة من العقوبات على روسيا، التي شملت الغاز الطبيعي المسال الروسي، انخفضت أسهم شركة "فلوكسيس" إلى أدنى مستوياتها، حيث تراجعت أكثر من 6% في يوم واحد. وأفادت صحيفة "ذا غارديان"، استنادًا إلى بيانات من شركة "ريستاد إنيرجي"، يوم الخميس الماضي، بأن أوروبا استوردت في العام الماضي كمية قياسية من الغاز الطبيعي المسال من روسيا، بلغت 17.8 مليون طن. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الكمية تمثل زيادة ملحوظة مقارنة بعام 2023، حيث كانت الكمية المستوردة 15.1 مليون طن، وفي عام 2022 بلغت 16.4 مليون طن.

ووفقًا لبيانات "ريستاد إنيرجي" التي نقلتها الصحيفة، فإن إمدادات الغاز الروسي عبر الأنابيب إلى أوروبا في العام الماضي تجاوزت تقريبًا ضعف الكميات المنقولة عبر السفن، حيث بلغت حوالى 49.5 مليار متر مكعب. يُذكر أن الاتفاقية الموقعة في عام 2019 بشأن عبور الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية انتهت في 31 ديسمبر 2024. وقد وردت شركة "غازبروم" خلال العام الماضي حوالى 15 مليار متر مكعب من الغاز عبر هذا المسار، ما يمثل 4.5% من إجمالي استهلاك الاتحاد الأوروبي. وقد أكدت السلطات الأوكرانية على مدار عام 2024 أنها لا تنوي تمديد عقد الترانزيت. كذلك أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنه لن يكون هناك عقد لنقل الغاز عبر أوكرانيا مرة أخرى.

المساهمون