استمع إلى الملخص
- طريق ليسيان في تركيا يمتد من أولودينيز إلى جيكبايري، ويستغرق 30 يومًا لاجتيازه، ويمر عبر مواقع تاريخية مثل أطلال أوليمبوس، ويتيح استكشاف التراث الثقافي والطبيعي.
- درب ما وراء القوقاز يمتد لأكثر من 3000 كيلومتر، يربط بين متنزهات وطنية ومواقع اليونسكو، ويتطلب التحضير الجيد بسبب التضاريس الصعبة.
تعتبر رياضة المشي واحدة من أجمل الرياضات التي يمكن ممارستها خلال فصل السياحة والصيف، خاصة في المناطق الجبلية حيث يكون الطقس مناسباً جدّاً، بعيداً عن الرطوبة والحرارة المرتفعة. بحسب تقارير تعنى بالقطاع السياحي، فإن بعض المسارات الجبلية حول العالم، تُحفر في الذاكرة بفضل مناظرها الطبيعية، وتعد بمثابة علاج للكثير من الأمراض النفسية والجسدية. وبعض المسارات أسطورية لما تتطلبه من جهد وتحمل خارقين للوصول إلى نقطة النهاية.
بالنسبة لبعض المتسلقين، يكمن السر في الوجهة، وما ينتظرهم في نهاية المسار. أما بالنسبة لآخرين، فيتعلق الأمر بالرحلة نفسها، وفرصة بناء صداقات على طول الطريق، إضافة إلى التعرف على ثقافات وتقاليد متعددة. ووفق تقرير صادر عن شركة ماكينزي عام 2024، فإن توجهات السياح نحو الأماكن الطبيعية والسياحة ذات الطابع الرياضي باتت تشكل ما يقارب من 26% إجمالي الرحلات. فإن كنتم تسعون لزيارة واحدة من هذه المسارات خلال الصيف الحالي، فإليكم أبرز الوجهات.
وادي لانغتانغ وقمة يالا
تمتد الرحلة في وادي لانغتانغ وقمة يالا ما بقارب من 8 أيام، يستطيع خلالها قاصدي السياحة اكتشاف مسارات رائعة وأماكن استثنائية. يبدأ مسار الرحلة عبر تسلق عبر وادي لانغتانغ الخصب قبل أن يتجه فوق خط الأشجار لتسلق قمة يالا الجليدية، وهي إحدى القمم غير المتقنة القليلة في جبال الهيمالايا. وتعد القمة من أكثر الأماكن خطورة وتشويقاً ويستغرق عبورها أكثر من ثماني ساعات، وتتطلب استخدام المسامير الجليدية والفؤوس الجليدية. تتطلب هذه الرحلة مرشداً سياحياً. تقع القمة في متنزه لانغتانغ الوطني شمال نيبال. على ارتفاع 5,550 مترًا. تجذب قمة يالا الراغبين في تسلق قمم تراوح ارتفاعاتها بين 6000 و7000 متر، لكنهم لا يعرفون كيف سيبدو شعور أجسامهم. إنها قمة مثالية لمن يرغبون في تسلق جبل ضخم لأول مرة.
تتمتع المنطقة من وادي لانغتانغ إلى القمة، بتنوع بيولوجي مذهل، يمر السائح عبر غابات الشوكران والرودودندرون. كما أن لانغتانغ هي واحدة من منطقتين فقط يُمكنكم فيهما رؤية الباندا الحمراء، وهو نوع متوطن في نيبال.
السياحة مشياً على طريق ليسيان- تركيا
يتبع طريق ليسيان، ساحل ليسيان في جنوب تركيا من أولودينيز إلى جيكبايري (قرية بالقرب من أنطاليا)، وهو واحد من أطول المسارات للسير واكتشاف أنماط مختلفة من البيئة الجيولوجية. يتتبع المسار الساحل عبر غابات التنوب، على طول المنحدرات الصخرية، ويمر عبر الخلجان الخلابة حيث يمكن التوقف للسباحة. تشمل أبرز المعالم أطلال مدينة أوليمبوس القديمة وزانثوس، بالإضافة إلى شاطئ باتارا، الذي يُقال إنه الأكثر جمالاً في تركيا. السير في هذا المسار ليس بسيطاً ويتطلب ما يقارب من 4 أسابيع أي نحو 30 يوماً إلى حين إكماله.
بدأ الناس باكتشاف المسار منذ العام 1999، وهو أول مسار طويل للمشاة في تركيا. أنشأته كيت كلو، المتجولة والمؤرخة البريطانية التي سعت إلى ربط 18 مدينة ليسيانية قديمة بالطرق الرومانية عبر مسار مشاة. يتبع المسار سلسلة من المسارات المميزة، وحتى قنوات المياه الرومانية القديمة، وهو يشق طريقه عبر بقايا المقابر الصخرية والتوابيت الحجرية عبر الجبال وعلى طول بعضٍ من أروع سواحل البلاد.
درب ما وراء القوقاز
درب ما وراء القوقاز هو مسار لقاصدي السياحة خاص بالمشي لمسافات طويلة يحتاج إلى ما يقارب من 8 أيام حتى يتمكن السائح من عبوره، يمتد لأكثر من 1864 ميلاً (3000 كيلومتر)، ويمتد على طول جبال القوقاز الكبرى والصغرى، وهي منطقة ثقافية فريدة تقع عند تقاطع أوروبا وآسيا والشرق الأوسط. وعلى الحدود بين أوروبا وآسيا، يربط المسار أكثر من 20 متنزهًا وطنيًّا، وعددًا لا يُحصى من المواقع المُدرجة في قائمة اليونسكو، والمناطق المحمية في أذربيجان وجورجيا وأرمينية، المعروفة مجتمعةً باسم جنوب القوقاز. وتحتاج الرحلة إلى المرور أولاً بمنطقة سفانيتي العليا في جورجيا، ثم تأخذكم عبر خمسة ممرات جبلية رئيسية، مرورًا بغابات كثيفة، وصولًا إلى قمم جبال القوقاز الجليدية.
يتطلب هذا المسار الكثير من التحضير لمن يقصدون السياحة في هذه المنطقة. يجب أن يتم التنزه فيه فقط بين يونيو وسبتمبر، حيث إن الثلج خارج هذا الموسم يجعل أجزاء من المسار غير قابلة للوصول، حتى إنه في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، ترتفع درجات الحرارة على طول جزء كبير من المسار إلى أكثر من 32 درجة مئوية ونظرًا إلىندرة المياه، يحتاج السائح إلى زجاجات بسعة بضعة لترات، إضافة إلى جهاز تنقية لإعادة تعبئتها. لإكمال المسار، لا بد للسائح أن يقضي ستة أسابيع، والمشي لمسافة 20 كيلومترًا تقريبًا يوميًّا.
جبل كليمنغارو
يُعد جبل كليمنغارو، الذي يبلغ ارتفاعه 5895 مترًا، أعلى جبل في أفريقيا، ويمكن تسلقه من دون الحاجة إلى معرفة مسبقة بتسلق الجبال. هناك عدة طرق مختلفة للوصول إلى قمة كليمنغارو - يُعرف مسار ماشامي باسم "مسار الويسكي" لأنه أصعب من المسار الأكثر شيوعاً، وهو "مسار كوكاكولا" (مسار مارانغو). على مسار ماشامي، يخوض السائح رحلة عبر الغابات المطيرة، قبل أن يشق طريقه عبر الصخور البركانية، ويتسلق جدار بارانكو، يمكن للسياح التخييم في معسكر قاعدة بارافو قبل التوجه إلى القمة. يحتاج المسافر إلى السير لمدة 8 أيام، لإكمال المسار، وسيكون قادراً على التعرف على أنماط مختلفة من البيئات الجيولوجية والطبيعية المختلفة.
على الرغم من عدم الحاجة إلى مهارات تسلق تقنية، يُشكّل الارتفاع ومعدل الصعود تحديات كبيرة، وهناك ستة مسارات رئيسية، تختلف كل منها في مدتها ومناظرها ومستويات صعوبتها. يُعد التدريب على تسلق الجبال، أمراً مهماً ويتطلب تدريباً ووقتاً كافياً للتكيف مع الارتفاع.