استمع إلى الملخص
- تسعى المصافي في الهند والصين للحصول على النفط من الشرق الأوسط لتعويض الإمدادات المفقودة من روسيا وإيران، مع احتمالية جذب السفن غير الخاضعة للعقوبات.
- ارتفعت أسهم شركات ناقلات النفط مثل "فرونتلاين" و"دي أتش تي هولدينغز" بسبب توقعات بزيادة مسافات الإبحار وتوظيف السفن.
رفعت شركات ناقلات النفط أسعارها مجدداً اليوم الاثنين، مع تخوف المراقبين من فوضى تصيب السوق تأثراً بعقوبات صارمة فرضتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ضد النفط الروسي يوم الجمعة الماضي، وشملت إدراج نحو 160 ناقلة على قائمتها، وهي عقوبات تهدد بقطع إمدادات السفن مع إجبار التجار على البحث عن مصادر بديلة للخام، وفقاً لما أوردت شبكة بلومبيرغ.
وفي التفاصيل، قفزت أسعار ناقلات النفط القياسية بنسبة 39%، وهي الأعلى منذ أغسطس/ آب 2024، ما أدى إلى ارتفاع أسهم أكبر مالكي السفن في العالم، علماً أنه قبل عشرة أيام من تولّي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه، فرض الرئيس المنتهية ولايته (بايدن) عقوبات على نحو 160 ناقلة نفط روسية الجمعة الفائت، بما يعني أن نحو عُشر أسطول نقل النفط الخام الحالي يخضع لإجراءات أميركية.
وبحسب بلومبيرغ، فإن هذا الارتفاع هو مجرد مثال على كيفية تهديد العقوبات الأكثر عدوانية بتعطيل سلسلة إمداد النفط الروسية، فيما لم تقم الغالبية العظمى من الناقلات التي فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات في الجولات السابقة بتحميل أي شحنات منذ ذلك الحين، وقد أدى النطاق الواسع للخطوة الأخيرة إلى زيادة سعر البرميل بأكثر من أربعة دولارات في العقود الآجلة لخام برنت.
وحتّى قبل العقوبات الجديدة المفروضة يوم الجمعة، كانت المصافي في الهند والصين تسعى على عجل إلى الحصول على النفط من الشرق الأوسط وسط مخاوف بشأن الإمدادات المفقودة المحتملة من روسيا وإيران. واليوم الاثنين، نقلت بلومبيرغ عن مسؤول كبير في الهند أن البلاد تُخطط لرفض ناقلات النفط التي فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات، مما يسلط الضوء على احتمالية أخرى لجذب مجموعة السفن غير الخاضعة للعقوبات.
وفي هذا الصدد، كتب رئيس أبحاث الشحن العالمية في شركة "أويل بروكيريدج" أنوب سينغ أن "هناك مساراً لتعزيز الأسواق بشكل ملموس على خلفية العقوبات الجديدة على السفن. وسيكون الشرط الضروري لارتفاع أسعار الشحن هو التعطيل القسري للأسطول الخاضع للعقوبات". وجاءت القائمة السوداء على نطاق واسع على خلفية الاستهداف المتكرر للسفن التي تحمل النفط الإيراني، ما زاد من الضغط على قدرة بعض الناقلات على الاستمرار في التداول وضرب إمدادات الأسطول بفعالية.
ومع ما يسمّى "أسطول الظل" أو "أسطول الشبح" الذي يحافظ على تشغيل السفن لفترة أطول، لم يتوسع أسطول ناقلات النفط الخام "الممتثل" منذ عام 2022، وفقاً لشركة "فورنتلاين مانجمنت" (Frontline Management AS)، فيما تُظهر بيانات تتبع السفن التي جمعتها بلومبيرغ أن 33 من أصل 39 ناقلة جرى تحديدها لم تنقل البضائع منذ سقوطها تحت الإجراءات الأميركية.
وارتفعت أسهم "فرونتلاين" بأكثر من 10% يوم الجمعة، وقد واصلت صعودها اليوم. كما تابعت شركات ناقلات النفط المدرجة الأخرى، بما في ذلك "دي أتش تي هولدينغز" (DHT Holdings Inc) و"إنترناشونال سيوايز" (International Seaways Inc) و"أوكيانيز إكو تانكرز" (Okeanis Eco Tankers) مكاسب كبيرة يوم الجمعة، مع ارتفاع آخر اليوم الاثنين.
وكتب محللون من شركة "برايمار بي إل سي"، بمن فيهم هنري كورا ويلينغ يي، في مذكرة، أن عمليات تسليم النفط قصيرة المدى من الموانئ الشرقية في روسيا إلى الصين قد يتعيّن تبديلها بتدفقات من الشرق الأوسط، وهو ما يتطلّب مسافات إبحار أطول بكثير. وقالوا إن "عقوبات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية هي العقوبات الوحيدة التي تقيد حقاً توظيف السفينة. ستكون هذه العقوبات مؤلمة".