أسعار اليوريا تقفز مع تصاعد الحرب في المنطقة... لماذا؟

23 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 19:15 (توقيت القدس)
مزارعون على ضفة قناة السويس المصرية، 27 مارس 2021 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت أسعار اليوريا العالمية، المكون الرئيسي للأسمدة، ارتفاعاً حاداً بسبب تصاعد الحرب في المنطقة، مما يهدد بتقليص الإمدادات من منطقة إنتاج رئيسية. اليوريا تُعد حجر زاوية في دعم الأمن الغذائي وصحة الإنسان.

- تُنتج نصف صادرات اليوريا العالمية في الخليج العربي، وقد تأثرت الإمدادات بسبب الضربات الأخيرة. خفضت مصر وإيران إنتاجهما، مما أثر على 20% من تجارة اليوريا العالمية.

- ارتفعت أسعار اليوريا الفورية في خليج المكسيك والشرق الأوسط، مما يعكس تأثير الأزمة على التجارة العالمية، مع بحث المشترين عن أسواق بديلة.

شهدت أسعار اليوريا العالمية، وهي المكون الرئيسي للأسمدة، ارتفاعاً حاداً بالتزامن مع تصاعد الحرب في المنطقة، بما يهدّد بتقليص إمدادات هذه المادة الغذائية للمحاصيل من منطقة إنتاج وتصدير رئيسية. فما واقع هذه المادة بالأرقام وما أهميتها للاقتصاد العالمي؟

اليوريا مركب بسيط لكنه بالغ الأهمية، سواء في العمليات الحيوية داخل جسم الإنسان أو في التطبيقات الصناعية والزراعية. تعتبر حجر زاوية في دعم الأمن الغذائي (من خلال الزراعة) وصحة الإنسان (عبر الطب). ووفقاً لبلومبرغ إنتليجنس، يتم الحصول على ما يقرب من نصف صادرات اليوريا العالمية من منشآت التصنيع في الخليج العربي، وقد عرضت الضربات الأخيرة هذه الإمدادات للخطر. وقد خفضت مصر وإيران بالفعل إنتاجهما، وهما الدولتان اللتان كانتا مسؤولتين بمفردهما عن نحو 20% من تجارة اليوريا العالمية العام الماضي، وفقاً لرئيس قسم الأسمدة في شركة CRU Group الاستشارية، كريس لوسون.

وتُعدّ اليوريا، أكثر الأسمدة النيتروجينية استخداماً في العالم، أحد العناصر الغذائية الأساسية التي تدعم إنتاج الغذاء العالمي. وقد ارتفعت أسعار اليوريا الفورية في خليج المكسيك، وهي معيار عالمي، بنحو 16% خلال الأسبوع الماضي، وفقاً لبيانات Green Markets، كما ارتفعت الأسعار في الشرق الأوسط بنسبة 11%.

في مصر، أوقف منتجو الأسمدة عملياتهم منذ 13 يونيو/حزيران الجاري بسبب تعليق التدفقات من حقول الغاز الإسرائيلية الرئيسية، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأن الأمر غير معلن. وأضافوا أن استئناف إمدادات الغاز الطبيعي لمصانع الأسمدة قد تأجل لمدة أسبوع آخر في أعقاب الضربات الأميركية على إيران.

وفي الوقت نفسه، أغلقت إيران جميع منشآتها السبع لإنتاج الأمونيا واليوريا، وفقاً للوسون، المحلل في CRU، الذي قال إنّه علم بالأحداث من مصادر محلية. وأضاف لوسون أنه من المرجح أن تستمر الأسعار في الارتفاع هذا الأسبوع، وأن الأزمة قد عطلت بالفعل تدفق التجارة العالمية. وقال إنه في حين فشلت الهند في ملء مناقصة حديثة وسحبت أوروبا عروضها، فقد يضطر مشتري المنتجات الإيرانية، بما في ذلك البرازيل وتركيا، إلى البحث عن أسواق أخرى خلال الأسابيع المقبلة إذا ظل الإنتاج ضعيفاً.

تجدر الإشارة إلى أنه في الزراعة، تُعد اليوريا أكثر أنواع الأسمدة النيتروجينية استخداماً في العالم. وتحتوي على حوالى 46% نيتروجين، وهي نسبة عالية جداً. وتُستخدم لتحفيز نمو النباتات وزيادة المحاصيل. وفي الصناعات الكيميائية، تُستخدم لصناعة الراتنجات (مثل يوريا–فورمالدهيد)، وتدخل في تصنيع بعض أنواع البلاستيك والمواد اللاصقة، كما تُضاف إلى أعلاف المواشي بوصفها مصدراً غير بروتيني للنيتروجين، خاصة في تغذية المجترات.

أيضاً، تُستخدم مادة "أدبلو" (AdBlue) وهي محلول يحتوي على اليوريا، في تقنيات تقليل انبعاثات أكاسيد النيتروجين من محركات الديزل، أما في الطب ومستحضرات التجميل، فتدخل في تركيبة بعض الأدوية، خاصةً المُدرّات البولية. وتُستخدم في كريمات البشرة لعلاج الجفاف، الإكزيما، والتقرن (تركيزات مختلفة حسب الاستخدام).

المساهمون