أسعار النفط عند أعلى مستوى في 4 أشهر بسبب تأثير العقوبات على روسيا

14 يناير 2025
النفط قد يصل إلى 85 دولاراً للبرميل نتيجة العقوبات على النفط الروسي (أرشيف/العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تراجعت أسعار النفط لكنها بقيت قريبة من أعلى مستوياتها في أربعة أشهر بسبب العقوبات الأمريكية على النفط الروسي، مما قد يقلص المعروض النفطي العالمي ويرفع أسعار خام برنت.
- توقفت 65 ناقلة نفط في المياه الدولية بسبب العقوبات، مما زاد من الضغوط على أسطول الناقلات العالمي ورفع الأرباح اليومية لناقلات النفط العملاقة بأكثر من 10%.
- تراجعت صادرات النفط الروسي عبر أوكرانيا بنسبة 16% في عام 2024، مع استمرار تدفق النفط إلى شرق أوروبا، وتقديم حزب أوكراني معارض مشروع قانون لوقف نقل النفط الروسي.

تراجعت أسعار النفط في بداية تعاملات الأسواق، اليوم الثلاثاء، لكنها ظلت قرب أعلى مستوياتها في أربعة أشهر مع بحث المشترين الصينيين والهنود عن موردين جدد في أعقاب عقوبات فرضتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على النفط الروسي هي الأكثر صرامة حتى الآن. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 22 سنتاً، أو 0.27%، إلى 80.79 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 01.22 بتوقيت غرينتش، كما خسرت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 16 سنتاً، أو 0.2%، إلى 78.66 دولاراً للبرميل.

جاء ذلك بعد مكاسب بنحو 2% في تعاملات أمس الاثنين، بعدما فرضت وزارة الخزانة الأميركية، يوم الجمعة، عقوبات على شركتي غازبروم نفت وسورغوت نفتي غاز بالإضافة إلى 183 ناقلة تعمل في شحن النفط في إطار ما يطلق عليه اسم "أسطول الظل" الروسي. ويتوقع مسؤول أميركي أن تكلف هذه الخطوة روسيا مليارات الدولارات شهرياً.

وقال محللون لدى "آي إن جي" في مذكرة: "تم فرض عقوبات على جزء كبير من أسطول الظل من ناقلات النفط الروسية، ما يجعل من الصعب على روسيا والمشترين التحايل على سقف الأسعار الذي فرضته مجموعة السبع. ومن المحتمل أن تؤدي هذه العقوبات إلى سحب ما يصل إلى 700 ألف برميل يومياً من المعروض من السوق، وهو ما من شأنه أن يبدد الفائض الذي نتوقعه لهذا العام".

لكن المحللين أضافوا أنّ التأثير الفعلي ربما يكون أقل، إذ سيتمكن البائعون والمشترون من إيجاد طرق لمواصلة التحايل على العقوبات. ويرى رئيس استراتيجية السلع الأساسية والكربون في "ويستباك" روبرت ريني أنّ الإجراءات الجديدة قد تؤثر على 800 ألف برميل يومياً من صادرات النفط الخام الروسية "لفترة ممتدة" وما يصل إلى 150 ألف برميل يومياً من صادرات الديزل. 

وقال ريني إنّ أسعار خام برنت قد تقترب نتيجة لذلك من 85 دولاراً للبرميل، مشيراً أيضاً إلى تمديد تخفيضات أوبك+ للإنتاج. وذكر بنك غولدمان ساكس، يوم الجمعة، أنّ أسعار خام برنت قد تتجاوز 85 دولاراً للبرميل في الأمد القريب و90 دولاراً إذا تزامن انخفاض الإنتاج الروسي مع انخفاض الإنتاج الإيراني.

لكن ضعف الطلب من الصين، وهي مشتر رئيسي، قد يخفف من تأثير انخفاض المعروض. وأظهرت بيانات رسمية، أمس الاثنين، أن واردات الصين من النفط الخام هبطت في عام 2024 للمرة الأولى منذ عقدين باستثناء فترة جائحة كوفيد-19. ودعت ست دول أوروبية الاتحاد الأوروبي، أمس، إلى خفض السقف السعري البالغ 60 دولاراً للبرميل بالنسبة للنفط الخام والمنتجات النفطية المكررة المنقولة بحراً من روسيا، وهي إجراءات تهدف إلى الحد من قدرة روسيا على مواصلة الحرب في أوكرانيا. 

وارتفعت أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الماضي بنسبة 6.2%، في حين بلغت نسبة الزيادة خلال الثلاثين يوماً الماضية 8.85% وخلال العام الماضي 3.8%. ورغم ذلك يقل سعر خام برنت حالياً بنسبة 5.8% عن مستواه قبل 3 سنوات. 

ناقلات النفط الروسي تتوقف في المياه الدولية

في السياق، أظهرت بيانات تتبع السفن أنّ ما لا يقل عن 65 ناقلة نفط توقفت في العديد من المواقع، منها مواقع قبالة سواحل الصين وروسيا، منذ أعلنت الولايات المتحدة عن حزمة عقوبات جديدة في العاشر من يناير/ كانون الثاني. وأظهر تحليل أجرته وكالة رويترز، أمس الاثنين، استناداً إلى بيانات تتبع السفن من مارين ترافيك ومجموعة بورصات لندن، أنّ خمساً من هذه الناقلات توقفت قبالة الموانئ الصينية وسبعاً قبالة سنغافورة، بينما توقفت ناقلات أخرى بالقرب من روسيا في بحر البلطيق ومنطقة الشرق الأقصى. 

ويؤدي توقف التداول بالنسبة لهذه الناقلات إلى مزيد من الضغوط على السفن التي تضررت بالفعل من العقوبات الأميركية السابقة. وأظهر تحليل تتبع السفن أن من بين هذه السفن 25 ناقلة نفط متوقفة في مواقع مختلفة، منها قبالة الموانئ الإيرانية وأيضاً بالقرب من قناة السويس. واتخذت بعض الموانئ إجراءات بالفعل قبل العقوبات الجديدة، وهو ما يفرض المزيد من الضغوط. وقال متعاملون الأسبوع الماضي إنّ مجموعة موانئ شاندونغ منعت الناقلات الخاضعة للعقوبات الأميركية من التوقف في موانئها.

وتشير تقديرات المحللين إلى أنّ نحو 10% من أسطول ناقلات النفط العالمي خاضع لعقوبات أميركية. وقال عمر نوكتا، المحلل لدى "جيفريز"، في مذكرة، أمس الاثنين: "تأثير هذه العقوبات من شأنه أن يدعم سوق الناقلات مع انكماش المعروض من السفن في الأسطول الأوسع نطاقاً".

ووفقاً لتقديرات السوق، قفز متوسط الأرباح اليومية لناقلات النفط العملاقة بأكثر من 10% الاثنين عن الأحد، لتصل إلى نحو 26 ألف دولار. وحاول بعض المستأجرين بالفعل الحصول على سفن يوم الجمعة، بعد الإعلان عن العقوبات، ما يشير إلى شح في السفن. وقالت منصة كبلر للتحليلات التجارية إن "زيادة الطلب على الصادرات إلى الهند والصين من خارج روسيا سترفع الطلب على الناقلات غير الخاضعة للعقوبات". 

تراجع صادرات النفط الروسي عبر أوكرانيا

ولم تتوقف أزمة النفط الروسي عند العقوبات الأميركية، فقد قالت شركة الاستشارات الأوكرانية إكسبرو إنّ حجم النفط الروسي المنقول عبر أراضي أوكرانيا في 2024 انخفض 16% إلى أدنى مستوى له منذ إعلان استقلال أوكرانيا في عام 1991. وأضافت أن حجم الإمدادات المنقولة عبر أوكرانيا انخفض إلى نحو 11.36 مليون طن.

وأوقفت أوكرانيا هذا الشهر نقل الغاز الروسي ولكنها تواصل السماح لروسيا بضخ النفط إلى شرق أوروبا. وبلغ متوسط حجم النفط المنقول يومياً في الأسبوع الأول من يناير/ كانون الثاني الجاري نحو 34.9 ألف طن، بزيادة 14% عن ديسمبر/ كانون الأول. 

وقالت "إكسبرو"، أمس الاثنين، إنّ معظم النفط، أو أكثر من 4.7 ملايين طن، كان متجها إلى المجر. وأضافت أنه تم نقل نحو 3.9 ملايين طن إلى سلوفاكيا و2.7 مليون إلى جمهورية التشيك. وتقدم حزب أوكراني معارض هذا الشهر بمشروع قانون يدعو الحكومة لوقف السماح بنقل النفط الروسي عبر أراضي أوكرانيا.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون