أسعار النفط تواجه صعوبات في 2021 رغم لقاحات كورونا

أسعار النفط تواجه صعوبات في 2021 رغم لقاحات كورونا

30 نوفمبر 2020
تمديد محتمل لخفض الإنتاج في ظل تراجع الطلب عالمياً (Getty)
+ الخط -

رجح خبراء اقتصاد ومحللون في قطاع الطاقة أن تواجه أسعار النفط صعوبات خلال العام المقبل 2021 على الرغم من نمو التفاؤل بشأن طرح لقاحات لكبح انتشار فيروس كورونا والتمديد المحتمل لتخفيضات الإنتاج من جانب منتجين كبار.

وتوقع استطلاع للرأي أجرته وكالة رويترز، اليوم الإثنين، شمل 40 اقتصادياً ومحللاً أن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت 49.35 دولاراً للبرميل العام المقبل، دون تغيير يُذكر عن توقعات الشهر الماضي البالغة 49.76 دولارا، بينما بلغ المتوسط حوالي 42.50 دولاراً للبرميل منذ بداية 2020.

وقال محللون إن ارتفاع الإنتاج الليبي شكّل أيضا عاملاً مؤثرا على عدم صعود الأسعار، حيث يميل تحالف "أوبك+" الذي يضم منظمة أوبك والدول المنتجة الكبرى من خارج المنظمة على رأسها روسيا، إلى تأجيل الخطة الحالية للتحالف لزيادة الإنتاج في يناير/ كانون الثاني بواقع مليوني برميل يومياً لدعم السوق التي تضررت من الوباء.

وعلى الرغم من أن سباق لقاحات كوفيد-19 المتسارع، قد أثار الآمال في تعاف اقتصادي أسرع، قال المحللون إن التحفيز الناتج عن الطلب لن يتحقق على الأرجح قبل النصف الثاني من عام 2021. ومن المتوقع أن تقود الصين نمو الطلب العالمي في العام المقبل بما يتراوح بين 5.1 ملايين و6.3 ملايين برميل يومياً.

وتوقع الاستطلاع أن يبلغ متوسط ​​العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 46.40 دولاراً للبرميل في عام 2021، مقابل 46.03 دولاراً في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ونزلت أسعار النفط الخام، اليوم الإثنين، إذ يترقب المستثمرون قرار "أوبك+" بشأن ما إذا كانت ستمدد تخفيضات كبيرة للإنتاج لموازنة الأسواق العالمية.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يناير/ كانون الثاني، التي ينتهي أجلها في وقت لاحق، اليوم الإثنين، 1.01 دولار أو ما يعادل 2.1% إلى 47.17 دولارا للبرميل في منتصف التعاملات، بينما بلغ عقد برنت لشهر فبراير/ شباط الأنشط تداولا 47.29 دولارا للبرميل منخفضا 96 سنتا.

كما نزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي لشهر يناير/ كانون الثاني 86 سنتا أو ما يعادل 1.9% إلى 44.67 دولارا للبرميل.

ورغم هذا التراجع ما يزال الخامان يتجهان صوب الارتفاع بأكثر من 20% منذ بداية نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، في أقوى مكسب شهري منذ مايو/ أيار، بدعم من آمال بشأن لقاحات كورونا المرتقبة.

وبحسب الاتفاق الساري الذي أبرم في إبريل/ نيسان الماضي، تبلغ اقتطاعات الإنتاج حالياً 7.7 ملايين برميل في اليوم، ويفترض أن يخفض هذا العدد إلى 5.8 ملايين برميل اعتباراً من يناير/ كانون الثاني2021، إلا أن العديد من المراقبين يتوقعون إرجاء لخفض الاقتطاعات لثلاثة أشهر على الأقل، وربما ستة أشهر، بناء على القمة التي يعقدها تحالف "أوبك+" اليوم وغدا الثلاثاء.

وفي وقت سابق هذا الشهر، اتفقت الدول الأعضاء في "أوبك+" على أنها يجب أن تكون مستعدة لاتخاذ إجراءات بشأن تخفيضات الإنتاج من أجل منع حدوث تراجع آخر في الأسعار.

وجاء في بيان مشترك صدر عقب الاجتماع الشهري للمجموعة: "يتعين على جميع الدول المشاركة توخي اليقظة والتحلي بالاستباقية والاستعداد للتصرف عند الضرورة وفقاً لمتطلبات السوق".

إلا أن الارتفاع الأخير بالأسعار، التي دعمها إعلان مختبرات "أسترازينيكا" و"موديرنا" و"فايزر/بيونتيك" عن اقتراب توصلها لقاح فعال ضد الوباء، يزيد من غموض الأجواء الذي عهدته القمم السابقة في الآونة الأخيرة.

وانتهت القمة الأولى لعام 2020 التي عقدت في مقر المنظمة في النمسا، بفشل ذريع. ومطلع شهر مارس/آذار، دخلت روسيا والسعودية في حرب أسعار.

ولن يظهر أثر حملات التلقيح الكبرى وتأثيرها على انتعاش النشاط الاقتصادي المتعثّر من جديد، وبالتالي استهلاك النفط على المستوى العالمي، إلا خلال أشهر، فيما تهدف أوبك إلى معالجة مسألة الإنتاج والأسعار على المدى القصير أي خلال الربع الأول من العام الجديد، وعلى الأكثر الربع الثاني من 2021.

المساهمون