استمع إلى الملخص
- أكد على أهمية إعادة التصنيع محليًا وهدد بفرض تعريفات جمركية على المنتجات غير المصنعة محليًا، منتقدًا السياسات الاقتصادية السابقة وتعهد بخفض الضرائب.
- انتقد الاتحاد الأوروبي لسياساته تجاه الشركات الأميركية، وأعلن عن خطط لزيادة إنتاج الوقود الأحفوري، مشيرًا لدور الصين كوسيط في الحرب الأوكرانية.
قالت وكالة رويترز إن أسعار النفط انخفضت بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب للحضور في منتدى دافوس الاقتصادي، التي أكد فيها اعتزامه مطالبة أوبك بخفض الأسعار.
وعبر تقنية "فيديو كونفرانس"، قال ترامب لحاضري المؤتمر الأكثر شهرة في عالم الأعمال والاستثمار إنه "سيطلب من السعودية ومنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) خفض تكلفة النفط". وأضاف أنه سيطلب من الرياض "زيادة حزمة الاستثمارات المزمعة في الولايات المتحدة إلى تريليون دولار من 600 مليار". وأضاف ترامب أنه "إذا انخفضت الأسعار، فستنتهي حرب روسيا وأوكرانيا على الفور. الأسعار مرتفعة بما يكفي الآن لتستمر الحرب، عليكم خفض سعر النفط".
وكرر ترامب تهديده بفرض تعريفات جمركية لإعادة التصنيع إلى الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنه سيطالب بخفض فوري لأسعار الفائدة التي أدت إلى تفاقم العجز الأميركي وإلى ما وصفه بالكارثة الاقتصادية خلال فترة إدارة سلفه جو بايدن. وأكد أنّ "هذا يبدأ بمواجهة الفوضى الاقتصادية التي تسببت بها السياسات الفاشلة للإدارة السابقة. خلال السنوات الأربع الماضية، أهدرت حكومتنا 8 تريليونات دولار على إنفاق عجز غير مجدٍ، وفرضت قيودًا على الطاقة، ولوائح تنظيمية مرهقة، وضرائب خفية لم يسبق لها مثيل".
وأشاد ترامب بالتزامات الشركات للاستثمار في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى خطط مجموعة سوفت بنك لبناء بنية تحتية للذكاء الاصطناعي، وتعهد وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان بتوسيع الاستثمارات والتجارة مع الولايات المتحدة بقيمة 600 مليار دولار. وأكد أنه سيضغط على وليّ العهد لرفع هذا الرقم إلى تريليون دولار، معبّرًا عن استيائه من أن السعوديين وأعضاء أوبك لم يتحركوا حتى الآن للمساعدة في خفض أسعار النفط. وأضاف أن خفض أسعار النفط يمكن أن يسهم في تقليل التضخم وخفض أسعار الفائدة، كذلك سيضغط على روسيا لإنهاء حربها في أوكرانيا.
وقال ترامب: "مع انخفاض أسعار النفط، سأطالب بخفض فوري لأسعار الفائدة في الولايات المتحدة وحول العالم". وأكد أن دفع الإنتاج الصناعي للعودة إلى الولايات المتحدة سيكون محورًا رئيسيًا في ولايته الثانية. وأوضح: "إذا لم تصنع منتجك في أميركا، فسيكون عليك دفع تعريفات جمركية تُوجه مئات المليارات من الدولارات، وربما التريليونات، إلى الخزانة الأميركية".
وظهر ترامب في المنتدى الاقتصادي العالمي عبر بثّ فيديو مباشر من مكتبه في البيت الأبيض، وحظيت كلمته بتصفيق الحضور. وقالت بلومبيرغ إنه أجاب عن أسئلة من رئيس المنتدى، إضافة إلى مجموعة من كبار المسؤولين التنفيذيين من شركات مثل بلاكستون، وبنك أوف أميركا، وتوتال إنرجي، وبانكو سانتاندير.
وأثار ترامب مجددًا مخاوف بشأن السياسات المصرفية لبعض المؤسسات المالية، قائلاً: "آمل أن تفتحوا أبوابكم للمعاملات المالية، لأن الكثير من المحافظين يشتكون من أن البنوك لا تسمح لهم بالتعامل معها، بما في ذلك بنك أوف أميركا". وقد نفت المؤسسة هذه الاتهامات سابقًا، مشيرة إلى أنها تقدم خدماتها إلى العديد من المنظمات المحافظة.
وعلى الصعيد الدولي، كرر ترامب انتقاداته للاتحاد الأوروبي، معتبرًا أن دول الاتحاد "تتعامل بشكل غير عادل للغاية" مع الشركات الأميركية، مشيرًا إلى قضايا ضرائب وتنظيمات تستهدف شركات مثل آبل وغوغل وفيسبوك، كما تعهد بضمان أمن الطاقة في أوروبا، في وقت تواجه فيه الشركات الأوروبية تكاليف طاقة مرتفعة. وأعلن خططًا لزيادة إنتاج الوقود الأحفوري في الولايات المتحدة والتراجع عن سياسات سلفه المناخية، واصفًا ذلك بأنه "ضروري لخفض التكاليف وتعزيز تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي".
وفي ما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، قال ترامب إنه يمكن للصين أن تلعب دور الوسيط لتحقيق السلام بين أوكرانيا وروسيا، مضيفًا أنه مستعد لتقديم ضمانات بشأن الأسلحة النووية لتهدئة المخاوف. وشدد على أن خفض الضرائب ورفع التصنيع المحلي سيكونان مفتاحين للحد من التضخم وخلق فرص العمل.
وخلال خطابه، أظهر ترامب ثقته في أن عودته إلى البيت الأبيض ستقود إلى "عصر ذهبي" للولايات المتحدة، رغم مخاوف قادة العالم بشأن تأثير سياساته الحمائية والمواقف الصارمة تجاه الهجرة. ورغم التحفظات، يبدو أن العديد من قادة الأعمال والسياسة حول العالم قد تقبلوا الواقع الجديد، مؤكدين أهمية إيجاد طرق للتعامل مع الرئيس خلال السنوات الأربع المقبلة.