أسعار الدجاج تتحدى القدرة الشرائية للمغاربة

13 يناير 2025
بائع دجاج في أحد أسواق المغرب (جيوفاني مارغات/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تشهد أسعار الدواجن في المغرب ارتفاعًا بسبب زيادة أسعار الأعلاف والتوترات الدولية، مع تدخل الوسطاء لزيادة الأرباح، مما يفاقم الفجوة بين تكلفة الإنتاج وسعر البيع.
- يواجه المنتجون تحديات مثل انخفاض الإنتاجية في الشتاء وارتفاع تكاليف الإنتاج، مما أدى إلى إفلاس العديد من المنتجين الصغار والمتوسطين، مما يستدعي دعمهم لضبط الأسعار.
- عُقدت اجتماعات بين المسؤولين والفيدرالية المهنية لمناقشة تزويد السوق بالدواجن والبيض، مع دعوات لتدخل السلطات لضبط السوق أو تسقيف الأسعار، في ظل عقود حكومية لزيادة الإنتاج.

يراقب مسؤولون وأسر في المغرب أسعار الدواجن، التي يخشى أن تواصل قفزاتها القياسية قبل شهر رمضان الذي ينتظر أن يرتفع فيه الطلب على الدجاج الذي تلوذ به الأسر في ظل القفزات القوية التي عرفتها أسعار اللحوم الحمراء. ووصل سعر الدجاج إلى حوالي ثلاثة دولارات للكيلوغرام في سوق التجزئة، حيث يتجاوز المستوى القياسي الذي بلغه في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف في 2022 التي بررت بالتوترات التي تعرفها السوق الدولية، خاصة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. 

وقفز سعر الدجاج في سوق التجزئة قبل ثلاثة أعوام بفعل التضخم الناجم عن الأعلاف المستوردة إلى 2.4 دولار للكيلوغرام، بعدما كان في فترات سابقة في حدود 1.3 دولار للكيلو الواحد. ويعزو منتجون الفرق الكبير بين سعر الكيلوغرام في الفترة الأخيرة البالغ ثلاثة دولارات وتكلفة الإنتاج التي تصل إلى 1.8 دولار، إلى سلوك الوسطاء الذين يتدخلون في السوق بهدف تعظيم هوامش أرباحهم.
وترى الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن FISA، في ظل الوضعية الحالية، أن الأسعار يحددها العرض والطلب، غير أن الوسطاء يساهمون في ارتفاع الأسعار بالنظر إلى الدور الذي يضطلعون به بين المنتج والمستهلك. 

ويذهب منتجون إلى أن انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء يفضي إلى تراجع الإنتاجية، التي تتأثر كذلك بالأمراض التي تصيب الدواجن في هذه الفترة من العام.

غير أن رئيس الجمعية المغربية لمربي دجاج اللحم، محمد أعبود، يؤكد أن سبب ارتفاع الإنتاج مرده إلى سعر الكتكوت الذي يصل إلى 1.4 دولار، في الوقت الذي يفترض ألا يتعدى 45 سنتاً. ويعتبر أعبود في تصريح لـ"العربي الجديد" أن ارتفاع التكاليف التي يتحملها المنتجون الصغار والمتوسطون، زجت بالعديد منهم إلى الإفلاس، خاصة في ظل تقلص هوامش الربح وارتفاع أسعار المدخلات مثل الأعلاف. 

ويشدد على أن كبح الأسعار رهين بالعمل على خفض سعر الكتكوت إلى 30 سنتاً والأعلاف إلى 30 سنتاً، داعياً إلى دعم المربين الصغار والمتوسطين الذين يعانون صعوبات مالية كي يساهموا في ضبط الأسعار. وتم في ظل هذه الوضعية عقد اجتماع أخيراً، بين وزير الزراعة، أحمد بواري، ومسؤولي الفيدرالية المهنية لقطاع الدواجن، حيث جرى التداول حول تزويد السوق بالدجاج والبيض استعداداً لشهر رمضان الذي يرتفع فيه الطلب.

سوق تجزئة الدجاج في المغرب

كان مجلس المنافسة بالمغرب قرر في ديسمبر/ كانون الأول الماضي الانكباب على توضيح المنافسة في سوق أعلاف الدواجن، في سياق متسم بدأب منتجين للدجاج بارتفاع أسعار الأعلاف، ما ينعكس سلباً على تكلفة الإنتاج وهوامش الأرباح والأسعار في سوق تجزئة الدجاج. 

وفي الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة على التدابير التي اتخذتها بهدف دعم القدرة الشرائية، ندد الوزير السابق وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار الذي يقود الحكومة، محمد أوجار، بمن اعتبرهم تجار أزمات وباحثين عن الربح السريع. واعتبر في الأسبوع الماضي أنه من غير المعقول أن يصل سعر اللحوم الحمراء إلى 12 دولاراً للكيلوغرام والدجاج إلى 3 دولارات، داعياً السلطات الإدارية إلى التدخل لضبط السوق أو اللجوء إلى تسقيف الأسعار، وهو إجراء معقد يحتاج إلى مباركة مجلس المنافسة. 

كان المغرب أبرم عقوداً مع المنتجين منذ حوالي أربعة عشر عاماً من أجل النهوض في قطاع تربية الدواجن، حيث وصل الإنتاج إلى 745 ألف طن من اللحوم البيضاء و6.1 مليارات بيضة، بحسب المهنيين الذين أبرموا عقد برنامج مع الحكومة بهدف زيادة إنتاج اللحوم البيضاء إلى 912 ألف طن وإنتاج البيض إلى 7.6 مليارات وحدة.