أسعار البصل في المغرب تأبى الانخفاض بعد رمضان... فما السبب؟

07 ابريل 2025
كشك لبيع الخضراوات في المدينة الجديدة، المغرب، 21 فبراير 2024 (راكيل باغولا/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت أسعار البصل في المغرب ارتفاعًا ملحوظًا بعد رمضان بسبب تراجع العرض الناتج عن قلة المتساقطات المطرية وضعف التخزين، مع توقع انخفاض الأسعار بطرح البصل الأخضر في السوق.
- يلعب الوسطاء دورًا كبيرًا في تحديد الأسعار، حيث يتمتعون بقوة تفاوضية كبيرة، مما يثير القلق حول شفافية السوق بسبب تواطؤ تجار التجزئة وتخزين البصل لزيادة الأسعار.
- قررت الحكومة تعليق تصدير البصل ودعم الفلاحين بمليار دولار لتعزيز الإنتاج المحلي وتحسين قدرات التخزين.

تأبى أسعار البصل الجاف الانخفاض بعد رمضان في المغرب، حيث قفزت إلى مستويات قياسية في سوق التجزئة، بسبب تراجع العرض الذي ساهمت فيه قلة المتساقطات المطرية وضعف تخزين تلك السلعة. ولم تكف أسعار البصل الجاف الذي ينتج في المغرب بين يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول، عن الارتفاع في الفترة الأخيرة، فقد تجاوزت في بعض دولاراً واحداً للكيلوغرام في أسواق التجزئة، بعدما وصلت في أسواق الجملة للخضر والفواكه إلى نحو 90 سنتاً.

ويؤكد رئيس جمعية منتجي البصل في منطقتي الحاجب وبوفكران، عبد النبي الزيراري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن ارتفاع الأسعار عائد إلى تلف جزء من البصل المعد للعرض في السوق المحلي. وأوضح أن تلف جزء من المخزون الذي جرت العادة على تسويقه إلى غاية شهر مايو/أيار من كل عام، عائد إلى طبيعة البذور المستعملة في إنتاج البصل. وأضاف أن البصل الجاف الذي أنتج بالاعتماد على بذور محلية يحافظ على جودته في الأماكن التي يُخزّن فيها، مؤكداً أن الإنتاج الذي طاوله التلف تأتى بفعل استعمال بذور هجينة مستوردة، ما أفضى إلى عدم صمود المحصول المخزن لفترة طويلة.

وجرت العادة على أن يفقد المزارعون نحو 40% من الإنتاج، بسبب ضعف قدرات التخزين، رغم استعمال بعض المبردات التي لا تكفي لاستيعاب جزء من الإنتاج الذي يراد تصريفه على فترات. غير أن التخزين ليس السبب الوحيد الذي أفضى إلى ارتفاع الأسعار، إذ إن المزارعين يشيرون إلى قلة المتساقطات المطرية التي ساهمت في انخفاض الإنتاج في العام الحالي. ويتوقع عبد النبي الزيراري على أن يفضي الشروع في طرح البصل الأخضر في السوق سيمكن من خفض الأسعار في أسواق الجملة والتجزئة في الفترة المقبلة.

ولا يسلم سوق البصل من تدخل الوسطاء الذين يسعون إلى توسيع هوامش أرباحهم. هذا ما أكده تقرير للمجلس الاقتصادي، الذي أشار أن الوسطاء يتمتعون بقوة تفاوضية كبيرة تتيح لهم تحديد الأسعار بالنظر للموقع الذي يحتلونه في التسويق بين المنتج والمستهلك، مشيراً إلى أن المنتج للخضر والفواكه لا يتحصل سوى على ما بين 30% و40% من السعر النهائي. ويلاحظ أن سوق التجزئة للخضر والفواكه يعرف سيادة نوع من التواطؤ بين تجار التجزئة الذين يعملون على تحديد هوامش مضاعفة بمرتين أو ثلاث مرات، ما يثير الكثير من القلق حول شفافية عمل سوق التجزئة.

ويذهب مزارعون إلى أن الوسطاء يعمدون في بعض الأحيان إلى شراء البصل الجاف بأبخس الأثمان وتخزينه من أجل خفض العرض، واللجوء إلى بيعه بأسعار مرتفعة عندما يرتفع الطلب. ويصل إنتاج البصل الجاف في المغرب في الأعوام العادية إلى نحو 900 ألف طن، غير أنه ما فتئ يتباين حسب مستوى التساقطات المطرية، فقد تراجع في العام ما قبل الماضي إلى نحو 500 ألف طن. وتوفر منطقة فاس مكناس قرابة نصف الإنتاج الوطني من البصل، متبوعة بالدار البيضاء سطات وبني ملال الخنيفرة ومراكش آسفي وطنجة تطوان الحسيمة ومنطقة الشرق.

وكانت الحكومة قد قررت في الربع الأول من العام ما قبل الماضي، في ظل ارتفاع الأسعار التي ناهزت 1.5 دولار للكيلوغرام في السوق المحلي إلى تعليق التصدير إلى أسواق أفريقية. وأعلنت في العام ما قبل الماضي، عن رصد دعم استثنائي بمليار دولار للفلاحين في الموسم الحالي، وسيهم ذلك بذور الحبوب وبذور البصل والطماطم والبطاطس والأسمدة الآزوتية والأعلاف.

المساهمون