استمع إلى الملخص
- يرى ألكسندر شوخين أن الأجندتين المناخية والخضراء قد تكونان مفتاحاً لتخفيف العقوبات، مشيراً إلى أهمية التعاون الدولي في ظل التغيرات السياسية المتوقعة.
- يحذر ألكسندر بانكين من الإفراط في التفاؤل، مؤكداً على قدرة روسيا على التكيف مع الضغوط الغربية وتطوير استراتيجيات تنافسية للشركات الروسية.
يبدي قطاع الأعمال الروسي تفاؤله بإمكانية تخفيف العقوبات الغربية على روسيا، في ظل عدد من المتغيرات، منها بوابة التغيرات المناخية التي تفرض تعاوناً دولياً وموقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من موسكو، في الوقت الذي توقع فيه مسؤولون عدم تغير الموقف الغربي والأميركي على المدى القريب.
وفرضت الولايات المتحدة، في ظل إدارة الرئيس السابق جو بايدن وحلفاء كييف في جميع أنحاء العالم، موجات من العقوبات على موسكو قبل ثلاث سنوات بسبب غزوها لأوكرانيا، بهدف إضعاف الاقتصاد الروسي والحد من قدرة الكرملين على مواصلة الحرب. بينما تحدث ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأكثر من ساعة، الأربعاء الماضي، في أول اتصال مباشر على مستوى الرؤساء منذ أن أجرى بوتين اتصالا مع الرئيس الأميركي السابق جو بايدن قبل وقت قصير من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
من جانبها، قالت الصحافية الروسية أولغا بولياكوفا لـ"العربي الجديد": "يمكن اعتبار التركيز على القضايا المناخية بمثابة محاولة لتغيير الصورة العامة لروسيا على الساحة الدولية. إذ أن التزام روسيا بالمعايير البيئية يمكن أن يساعد في تحسين العلاقات مع الدول الغربية، ويعزز من موقفها في المحافل الدولية، خاصة في ظل الضغوط المستمرة الناتجة عن العقوبات". وأضافت أن "الاهتمام بالأجندة المناخية ليس مجرد خطوة سياسية، بل هو ضرورة اقتصادية استراتيجية تساهم في تعزيز الاستدامة والنمو على المدى الطويل".
خطوات لتخفيف العقوبات على روسيا
وقال رئيس اتحاد الصناعيين ورجال الأعمال الروس (RSPP)، ألكسندر شوخين، إن الأجندتين المناخية والخضراء قد تمثلان خطوة أولى نحو تخفيف العقوبات الغربية المفروضة على روسيا. وأوضح شوخين أن موقف الولايات المتحدة في هذا الصدد لا يزال غير مستقر. وأضاف شوخين، في تصريحات نقلتها صحيفة آر بي كا مساء الجمعة: "لقد ناقشنا في الاتحاد كيفية بدء تخفيف العقوبات. من الواضح أننا لن نصل إلى إلغاء كامل للعقوبات قريباً"، متوقعا أن تكون "الأجندتان الخضراء والمناخية في مقدمة خطوات تخفيف العقوبات".
وعبّر شوخين عن قلقه بشأن التغيرات المناخية التي أصبحت حقيقة واقعة، مؤكدًا أنها يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد. وأشار إلى أن العالم شهد احتراراً تخطّى 1.5 درجة مئوية في 2024، مما يجعل الآليات الدولية للتنظيم أكثر أهمية، بما في ذلك بالنسبة لروسيا. وأضاف أن "الموقف الأميركي تغير مع وصول ترامب للرئاسة بشكل حاد"، مشيرا إلى أن الموقف "يتغير كل عدة سنوات، فقد خرج ترامب من اتفاق باريس للمناخ"، وأضاف "دعونا نرَ ما سيحدث في عام 2029".
تم توقيع اتفاق باريس للمناخ في 12 ديسمبر/كانون الأول 2015، بهدف الحد من ارتفاع متوسط درجة حرارة الأرض بين 1.5 و2 درجة مئوية مقارنة بفترة ما قبل الصناعة. ويتضمن الاتفاق خفض انبعاثات الغازات الدفيئة وتخصيص 100 مليار دولار سنويًا للدول النامية لمساعدتها في مواجهة التحديات البيئية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزير سيرجي لافروف ونظيره الأميركي ماركو روبيو تحدثا هاتفيا، أمس السبت، وناقشا الوضع في أوكرانيا، واتفقا على إزالة "العوائق" التي فرضتها الإدارة الأميركية السابقة. ومن المقرر أن يعقد مسؤولون أميركيون وروس محادثات خلال الأيام المقبلة بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقال عضو بمجلس النواب الأميركي مايكل ماكول، لوكالة رويترز، إن مسؤولين أميركيين وروسا يعتزمون بدء محادثات في السعودية خلال الأيام المقبلة، بهدف إنهاء الحرب الأوكرانية المستمرة منذ قرابة ثلاثة أعوام. وأضاف ماكول من ميونيخ بألمانيا إن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايك والتز ومبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف سيتوجهون إلى السعودية. ولم يتضح حتى الآن من سيلتقون من روسيا.
وبدأ أنطون سيلوانوف وزير المالية الروسي زيارة للسعودية اليوم الأحد، قبل المحادثات المقرر عقدها في المملكة بين روسيا والولايات المتحدة خلال أيام.
دعوات رسمية إلى عدم الإفراط في التفاؤل
في المقابل، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر بانكين، أنه لا توجد أي أوهام تفاؤلية بشأن احتمال تخفيف الضغط العقابي الذي تفرضه الدول الغربية على روسيا. وأكد بانكين أن الوضع سيكون صعبًا، مشيرًا إلى أن هناك حزما جديدة من العقوبات ستصدر عن الاتحاد الأوروبي ومن المحتمل أيضًا عن الولايات المتحدة.
وأوضح بانكين خلال مشاركته في منتدى دولي بعنوان "2025 - عام الفرص الجديدة"، أن روسيا قد تمكنت من التكيف مع الضغوطات المفروضة عليها، حيث صرح قائلاً: "لا أرى أي مؤشرات على أن العقوبات ستخفف أو ستُخلق ظروف ملائمة للعمل. الوضع سيكون قاسيًا". وأشار إلى أن روسيا تواجه تحديات كبيرة نتيجة العقوبات، ولكنها ستستمر في العمل على التكيف مع الظروف السائدة.
وأكد أن الشركات الروسية ستواصل جهودها في مواجهة هذه التحديات، حيث عليها الاستمرار في تطوير استراتيجيات تتماشى مع الظروف التنافسية، سواء كانت نزيهة أو غير نزيهة. كما ذكر بانكين أن بعض الخبراء في الغرب يعبرون عن آراء تشير إلى عدم فعالية العقوبات المفروضة على روسيا، مضيفًا أن الاقتصاد الروسي يظهر نتائج إيجابية رغم الضغوط. وفي ختام تصريحاته، أكد بانكين على ضرورة استمرار الجهود لمواجهة التحديات التي تفرضها العقوبات، بما في ذلك تلك المتعلقة بعمليات البيع والنقل والتأمين.