أزمة الطيران الأميركي... تسريح في أميركان إيرلاينز وإنذار يشل مطار ريغان

04 نوفمبر 2025   |  آخر تحديث: 22:36 (توقيت القدس)
طائرة أميركان إيرلاينز بمطار لوس أنجلوس، 30 أكتوبر 2025 (باتريك فالون/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواجه شركات الطيران الأميركية تحديات مالية كبيرة، حيث أعلنت "أميركان إيرلاينز" عن تسريح موظفين لتقليص التكاليف بعد خسائر الربع الثالث، وتراجعت أسهمها بشكل ملحوظ.
- من الناحية الأمنية، تسبب تهديد بوجود قنبلة على طائرة "يونايتد إيرلاينز" في تعليق الرحلات بمطار رونالد ريغان، مما زاد المخاوف الأمنية وتدخل مكتب التحقيقات الفيدرالي.
- حذر وزير النقل الأميركي من احتمال إغلاق نظام الطيران المدني بسبب إغلاق الحكومة، مما قد يؤدي إلى فوضى وإلغاء آلاف الرحلات بسبب نقص الموظفين.

يشهد قطاع الطيران الأميركي اضطرابات متلاحقة بين ضغوط مالية داخلية وإنذارات أمنية طارئة، إذ أعلنت شركة "أميركان إيرلاينز" عن تسريح مئات الموظفين الإداريين عقب تسجيل خسائر في الربع الثالث من العام، فيما تسبب تهديد بوجود قنبلة على متن طائرة تابعة لـ"يونايتد إيرلاينز" في تعليق الرحلات مؤقتاً في مطار رونالد ريغان بالعاصمة واشنطن قبل استئنافها لاحقاً.

وقالت مصادر مطلعة لوكالة بلومبيرغ، اليوم الثلاثاء، إن التخفيضات الوظيفية في "أميركان إيرلاينز" تشمل موظفين من الدرجات المتوسطة والدعم الإداري، معظمهم في المقر الرئيسي بمدينة فورت وورث بولاية تكساس، مشيرة إلى أن الإجراءات بدأت هذا الأسبوع. وأوضح متحدث باسم الشركة أن الخطوة تأتي في إطار "إعادة هيكلة محدودة لتتلاءم مع حجم الأعمال الحالي"، مضيفًا أن الهدف هو رفع كفاءة الأداء وتقليص التكاليف التشغيلية من دون أن يحدد عدد الوظائف المستهدفة.

وكانت الشركة قد أعلنت عن خسارة معدلة قدرها 17 سنتًا للسهم الواحد في الربع الثالث من 2025، مقارنة بأرباح بلغت 30 سنتًا في الفترة نفسها من العام الماضي، رغم أن الخسارة جاءت أقل من توقعات وول ستريت. وتراجعت أسهم "أميركان إيرلاينز" بنحو 4.3% في تعاملات نيويورك بعد الإعلان، فيما انخفض السهم أكثر من 24% منذ بداية العام مقابل ارتفاع نسبته 16% في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500".

وتأتي هذه الإجراءات في وقت تشهد فيه صناعة الطيران الأميركية موجة تسريحات واسعة؛ فقد خفّضت شركة "ساوث ويست إيرلاينز" نحو 1,900 وظيفة في أول عملية تقليص للعمالة في تاريخها، بينما فصلت "سبيريت إيرلاينز" أكثر من 2,000 موظف بعد تقديمها طلباً للحماية من الإفلاس للمرة الثانية خلال أقل من عام.

وفي موازاة ذلك، ساد القلق في مطار رونالد ريغان الوطني قرب واشنطن بعدما تمّ تعليق الرحلات الجوية مؤقتًا إثر تهديد بوجود قنبلة على طائرة تابعة لـ"يونايتد إيرلاينز"، بحسب ما أفاد مصدر مطلع لبلومبيرغ. ورفعت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية (FAA) قرار "توقيف الطيران" قرابة الساعة الواحدة بعد الظهر بالتوقيت المحلي، مشيرة إلى أن الرحلات الوافدة ما زالت تواجه تأخيرات بمتوسط 51 دقيقة. ولم يُعرف بعد مدى جدّية التهديد، بينما أحالت "يونايتد إيرلاينز" جميع الاستفسارات إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) الذي لم يعلّق بعد.

وأعلنت إدارة المطار عبر منصة "إكس" أن جميع العمليات توقفت مؤقتًا أثناء نقل ركّاب الطائرة المشبوهة إلى مبنى الركاب بالحافلات، مؤكدة أن الطائرة أُبعدت عن البوابة ريثما تنتهي التحقيقات الأمنية. وتزامن الحادث مع إنذارات بوجود قنابل في عدد من مراكز الاقتراع في سبع مقاطعات بولاية نيوجيرسي، ما أدى إلى إغلاقها مؤقتًا خلال اليوم الانتخابي، في وقت تتزايد فيه المخاوف الأمنية على خلفية تصاعد التوترات الداخلية في الولايات المتحدة.

ويشير محللون إلى أن قطاع الطيران الأميركي يواجه ضغوطًا مزدوجة بين تراجع الأرباح وارتفاع التكاليف التشغيلية من جهة، والتهديدات الأمنية والسياسية من جهة أخرى، ما يضع الشركات الكبرى أمام تحدي الحفاظ على الاستقرار المالي والتشغيلي في بيئة متقلبة.

وفي تصريح أثار عاصفة من القلق داخل أروقة شركات الطيران والمطارات الأميركية أمس الاثنين، قال وزير النقل شون دوفي إن إدارة الرئيس دونالد ترامب قد تتخذ قراراً "بإغلاق نظام الطيران المدني الأميركي بالكامل" إذا رأت أن استمرار إغلاق الحكومة يجعل السفر الجوي غير آمن. وأوضح دوفي، في مقابلة مع شبكة سي أن بي سي (CNBC) الأميركية أن "السلامة تأتي أولاً، وإذا شعرنا بأن الوضع لم يعد آمناً، سنغلق المجال الجوي بالكامل، ولن نسمح للناس بالسفر"، مستدركاً بأن الولايات المتحدة "لم تصل إلى هذه المرحلة بعد، لكن هناك تأخيرات كبيرة بالفعل، والمخاطر تتزايد مع استمرار الشلل الحكومي".

وجدد الوزير تحذيره اليوم الثلاثاء، محذراً من فوضى في قطاع الطيران المدني الذي يعيش ارتباكاً غير مسبوق منذ بداية إغلاق الحكومة الذي يدخل أسبوعه الثالث، ما أدى إلى إلغاء أكثر من 27 ألف رحلة داخلية ودولية خلال الأيام العشرة الماضية، وفق بيانات موقع فلايت أوير (FlightAware) المتخصص بتعقّب الرحلات الجوية. وبحسب تقرير أوردته رويترز، اليوم الاثنين، فإن عدة مطارات كبرى، مثل مطار جون كينيدي في نيويورك ومطار هارتسفيلد جاكسون في أتلانتا ولوس أنجليس الدولي، تواجه ضغطاً هائلاً بسبب نقص الموظفين، إذ لم يتقاضَ آلاف من العاملين في مراقبة الملاحة الجوية وأمن المطارات رواتبهم منذ أسابيع.

بدورها، أوردت "أسوشييتد برس" أن نقابة المراقبين الجويين وجهت نداء عاجلاً للإدارة الأميركية تحذّر فيه من أن "نقص الكوادر وتزايد ساعات العمل الإضافي يرفعان احتمال وقوع الحوادث في رحلات الطيران المدني بشكل خطير". كما أشارت الوكالة إلى أن بعض المراقبين "اضطروا إلى النوم في سياراتهم قرب المطارات لتجنّب التأخير في نوبات العمل". أما شركات الطيران، فتواجه خسائر يومية بملايين الدولارات. وبحسب تقرير نشرته "بلومبيرغ"، اليوم الاثنين، ألغت شركتا "أميريكان إيرلاينز" و"يونايتد إيرلاينز" معاً أكثر من 6000 رحلة خلال أسبوع واحد فقط، فيما أعلنت "دلتا إيرلاينز" أنها تخسر نحو 15 مليون دولار يومياً بسبب اضطرابات التشغيل وتعويضات الركاب.

المساهمون