مخابز تعز تغلق أبوابها احتجاجاً على انهيار العملة اليمنية

 مخابز تعز تغلق أبوابها احتجاجاً على انهيار العملة اليمنية

09 ديسمبر 2020
تزايد الأزمات المعيشية لليمنيين (فرانس برس)
+ الخط -

بدأت المخابز في مدينة تعز جنوب غربي اليمن، الثلاثاء، إضرابا عن العمل احتجاجا على انهيار العملة المحلية. وقال سكان محليون لوكالة الأناضول، إن مختلف المخابز في المدينة الواقعة تحت سيطرة الحكومة، أغلقت أبوابها أمام المستهلكين منذ صباح اليوم.
وأضاف السكان أن إغلاق المخابز، جاء احتجاجا على انهيار العملة، وارتفاع أسعار الدقيق بشكل ملحوظ. ويريد أصحاب المخابز رفع أسعار رغيف الخبز من 25 ريالا إلى 30، بسبب تراجع الريال اليمني مؤخرا، حسبما أفاد مواطنون للأناضول.

وتواجه كثير من الأسر اليمنية مشقة كبيرة في توفير متطلبات الحياة المعيشية التي غدت قاسية عليهم مع توسع دائرة الصراع في البلاد على كافة المستويات لتمس بشكل مباشر أرزاق الناس ولقمة عيشهم، وانعدام وجود السلطات الرسمية التي يمكنها أن تعمل على التخفيف من معاناتهم المتفاقمة.
يأتي ذلك في الوقت الذي تراجعت فيه قيمة الريال اليمني خلال الأيام الماضية، بشكل غير مسبوق، ما أدى إلى ارتفاع أسعار مختلف أنواع السلع. وسجل الدولار قرابة 900 ريال يمني في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية، بما فيها تعز، وسط حالة من السخط الشعبي.
وخلال الأيام الماضية، شهدت عدة مناطق يمنية وقفات احتجاجية طالبت بوقف تدهور العملة، وتحسين الخدمات الأساسية.

ويشهد اليمن حربا منذ أكثر من ست سنوات، أودت بحياة 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وللنزاع امتدادات إقليمية، منذ مارس/ آذار 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء. 

وتجتاح أزمات الوقود معظم المناطق اليمنية في ظل حرب طاحنة وصراع وسلطات متعددة وتمردات قوضت المؤسسات العامة. ويوضح الخبير في المرصد الاقتصادي اليمني علي سيف كليب، أستاذ الاقتصاد في جامعة صنعاء، أن السواد الأعظم في اليمن هم الذين يدفعون ثمن الصراع الدائر في البلاد والأزمات المعيشية الناجمة عنه. ويرى في حديث سابق لـ"العربي الجديد"، أن ما يعانيه اليمن من أزمات غذائية وتحديات إنسانية واقتصادية جسيمة تتطلب حلولا جذرية سريعة، لأن انشغال السلطات الرسمية وجميع الأطراف بالصراعات الطاحنة بينهم لتحقيق مكاسب ذاتية على حساب معاناة الناس وأزماتهم ومنها نقص الخبز، يسرع من اقتراب كارثة المجاعة الشاملة التي ستعم كافة المناطق اليمنية.

المساهمون