"ستاندرد أند بورز": تخلف أوكرانيا عن سداد الديون شبه مؤكد

"ستاندرد أند بورز": تخلف أوكرانيا عن سداد الديون شبه مؤكد

30 يوليو 2022
الاقتصاد الأوكراني انهار مع بداية الحرب (Getty)
+ الخط -

خفضت وكالة التصنيف الائتماني ستاندرد آند بورز، بشكل كبير، درجة الدين السيادي لأوكرانيا، معتبرة أن موافقة عدد من الدول الغربية على تأجيل دفعات الدين يعادل تخلفا "شبه مؤكد" لهذا الدين.

وقالت الوكالة في بيان إن "أوكرانيا طلبت من دائنيها الأجانب تأجيل سداد جميع الديون الخارجية مدة 24 شهراً"، مضيفة: "بعد هذا الطلب، نعتقد أن التخلف عن سداد الديون السيادية بالعملات الأجنبية أمر شبه مؤكد".

ووافقت مجموعة من الدائنين الغربيين، بينهم فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا واليابان وبريطانيا، في 20 يوليو/تموز الجاري، على تأجيل دفعات الفائدة على الديون الأوكرانية بعد طلب من كييف، وحثت حاملي السندات الأوكرانية الآخرين على أن يحذوا حذوها.

خطط لإعادة هيكلة الديون

وأشارت الوكالة إلى "المخاطر الكبيرة على مدفوعات خدمة الديون التجارية الأوكرانية بسبب خطط الحكومة لإعادة هيكلة الديون، والتي تنبع من الضغوط المتعلقة بالاقتصاد وميزان المدفوعات وميزانية الحرب مع روسيا".

وينص الاتفاق الموقع مع مجموعة الدائنين الغربيين على تعليق خدمة الديون الأوكرانية اعتباراً من الأول من أغسطس/ آب 2022 وحتى نهاية العام المقبل على الأقل، "مع إمكانية عام إضافي"، وفق وكالة فرانس برس.

وانهار الاقتصاد الأوكراني منذ بداية الحرب نهاية فبراير/ شباط الماضي، وقد يشهد إجمالي الناتج المحلي انخفاضا نسبته 45% هذا العام، حسب تقديرات صادرة عن البنك الدولي في يونيو/ حزيران الماضي.

وفي أجواء هذه الأزمة الاستثنائية، طلبت كييف من دائنيها تأجيل السداد، مشيرة إلى أنها تفضل استخدام "موارد العملات الأجنبية للنفقات التي تحتل أولوية والمرتبطة بالحرب".

وتفيد حسابات وكالة بلومبيرغ الأميركية بأن إجراءات تأجيل سداد أوكرانيا التزاماتها يمكن أن يسمح بتوفير ثلاثة مليارات دولار على الأقل خلال عامين.

وكانت وكالة "ستاندرد أند بورز" خفضت تصنيف أوكرانيا في 27 مايو/أيار مع آفاق سلبية، بسبب "تداعيات أكبر للهجوم العسكري الروسي". وقالت إنها تتوقع "استمرار النزاع العسكري الروسي الأوكراني".

في المقابل، رأى الكاتب البريطاني سيمون جنكينز، في مقال نشرته صحيفة غارديان، أن العقوبات الغربية على روسيا أتت بنتائج عكسية وعززت من قوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

الحرب الاقتصادية ضد موسكو غير مجدية

وقال جنكينز، وهو كاتب عمود في الصحيفة البريطانية، إنه يمكن "تبرير المساعدات العسكرية لأوكرانيا" من الدول الغربية لاستخدامها في وجه روسيا، لكن "الحرب الاقتصادية غير مجدية ضد النظام في موسكو"، على حد قوله، مشيرا إلى أن العقوبات الغربية ضد روسيا أتت بنتائج عكسية، وهي من أكثر السياسات غير المدروسة في التاريخ الدولي الحديث.

وأضاف أن "أسعار الطاقة العالمية ترتفع بشكل كبير، والتضخم آخذ في الارتفاع، وسلاسل التوريد في حالة فوضى وملايين الناس محرمون من الغاز والحبوب والأسمدة، ومع ذلك، فإن همجية بوتين تتصاعد وكذلك قبضته على شعبه".

ولفت الكاتب البريطاني في مقاله الذي نشر أمس الجمعة، وفق وكالة الأناضول، إلى أن فواتير الغاز الداخلي في بريطانيا ارتفعت 3 أضعاف خلال سنة، والمستفيد الرئيسي هو روسيا فقط، التي زادت صادراتها من الطاقة إلى آسيا، وحققت فائضاً غير مسبوق في ميزان المدفوعات.

كما أشار إلى أن العملة الروسية "الروبل" باتت واحدة من أقوى العملات في العالم هذا العام، بعد أن ارتفعت قيمتها منذ يناير/ كانون الثاني الماضي بنحو 50%.

بوتين لا يهتم بالعقوبات

وقال الكاتب البريطاني إنه رغم تجميد الأصول الأجنبية لموسكو ومعاقبة الأوليغارشيين المقربين من الرئيس الروسي، لكن لا يوجد ما يشير إلى أن بوتين يهتم، فليس لديه ناخبون ليثيروا قلقه.

وأضاف أن "الغرب وشعبه انزلق إلى ركود. اهتزت القيادة وانتشر انعدام الأمن في بريطانيا وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة". وتابع: "ألمانيا والمجر المتعطشتان للغاز على وشك الرقص على أنغام فلاديمير بوتين. وتكاليف المعيشة آخذة في الارتفاع في كل مكان".

المساهمون