"تانكر تراكرز": الباخرة الإيرانية تحمل خاماً لسورية وليست للبنان

"تانكر تراكرز": الباخرة الإيرانية تحمل خاماً لسورية وليست للبنان

02 سبتمبر 2021
الناقلة التي وصلت قبل أيام إلى سورية تحمل 730 ألف برميل من الخام الإيراني (Getty)
+ الخط -

نفت شركة "تانكر تراكرز" TankerTrackers المتخصصة في تتبع حركة السفن، على حسابها عبر "تويتر" اليوم الخميس، ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن أن الباخرة الإيرانية المحمّلة بالمازوت والمتوجهة إلى لبنان قد وصلت إلى المياه الإقليمية السورية.

الخدمة المتخصصة المعروفة عالميا قالت في تغريدة، إن "الناقلة التي وصلت قبل أيام إلى سورية تحمل 730 ألف برميل من النفط الخام الإيراني لا البنزين"، مشيرة إلى أنه "يتم تسليم النفط الخام عدة مرات في الشهر لاحتياجات سورية وليس لاحتياجات لبنان. والناقلات الثلاث التي نتعقبها صحيحة".

وكشفت وكالة "فارس" أن الباخرة الإيرانية المحمّلة بالمازوت الموجه إلى لبنان دخلت المياه الإقليمية السورية أمس الأربعاء، على أن تكون وجهتها النهائية جنوبا باتجاه لبنان عن طريق البر.

الوكالة نقلت عن مصادر قولها إن حمولة الباخرة ستُنقل بالصهاريج إلى لبنان، بعد تفريغها في أحد الموانئ السورية، علما أن الشُحنة كان أعلن الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، انطلاقها من الساحل الإيراني في عاشوراء.

وفي معلومات أوردتها الوكالة نقلا عن المصادر، فإن جزءاً من حمولة الباخرة سيقدّمه "حزب الله" هبة إلى المستشفيات الحكومية ودور الرعاية، على أن تتولى شركة خاصة لم يُكشف عنها حتى الساعة، الإعلان عن آلية البيع للمؤسسات الخاصة وأصحاب مولّدات الكهرباء التي تعوّض غياب الإمداد من مؤسسة كهرباء لبنان.

ومن المتوقع أيضا وصول سفينتين أُخريين تباعاً بالآلية نفسها، بحسب المصادر، التي لم تكشف ما إذا كانت الباخرة الأولى محمّلة بالمازوت أو بالبنزين أو بالاثنين معاً، مع احتمال انطلاق سفينة رابعة قريبا.

وأمس، ذكرت خدمة "تانكر تراكرز" نفسها على "تويتر" أن صور الأقمار الصناعية أظهرت الأربعاء، أن ناقلتين تحملان وقودا إيرانيا إلى لبنان لم تُبحرا بعد. وأضافت شركة التتبع أنه "ينبغي أن تكون الناقلة الأولى في الجزء الجنوبي من البحر الأحمر الآن". وتابعت: "ننتظر تأكيدا بصريا".

واليوم قالت الشركة نفسها عن هذا الموضوع عبر "تويتر": "نعلن علنا أسماء الناقلات الثلاث مرة واحدة، إذا اجتازت قناة السويس إلى البحر المتوسط. وحتى ذلك الحين، العملاء فقط هم من يعرفون".

وكان وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال، ريمون غجر، قال أمس الأربعاء، إنه لم يتلقّ طلباً لاستيراد وقود إيراني. ورداً على سؤال عمّا إذا كانت سفن وقود إيرانية قد حصلت على إذن بنقل الوقود إلى لبنان، قال الوزير: "نحن لا معلومات لدينا. لم يتمّ طلب إذن منا. هذا ما أقوله فقط"، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".

وكان نصر الله قال يوم الجمعة الفائت، إنه تمّ الاتفاق على البدء بتحميل سفينة ثالثة بالوقود الإيراني لتخفيف النقص الحاد الذي يعاني منه لبنان. وأضاف أن "الأيام القادمة ستكذب من يشككون في السفن القادمة بالمحروقات (...) والحديث سيكون واضحاً عندما تصل السفينة الأولى إلى لبنان".

يأتي ذلك فيما تسيطر السوق السوداء على العديد من القطاعات الحيوية، ومنها المحروقات، بعد عمليات تهريب يصفها عدد من المتابعين بالضخمة نحو سورية التي تعاني هي الأخرى من أزمة نقص حاد في المحروقات. 

وقال حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إنه باع في يوليو/تموز 2021 ما مجموعه 293 مليون دولار، إضافة إلى موافقات سابقة بـ415 مليون دولار، أي ما مجموعه 708 ملايين دولار لاستيراد البنزين والمازوت، و120 مليون دولار لاستيراد الفيول إلى كهرباء لبنان، أي ما مجموعه 828 مليون دولار لاستيراد المحروقات.

وشرح سلامة في بيان حمل عنوان "مصارحة اللبنانيين" أنه "رغم كل ذلك، لا يزال اللبنانيون يعانون من الشح في مادة المازوت، إلى حدِّ فقدانها بالسعر الرسمي المدعوم ونشوء سوق سوداء يتم من خلالها ابتزاز اللبنانيين في أبسط حقوقهم، منها الكهرباء عبر المولدات".

وتنفذ القوى الأمنية حملات مداهمة مستمرة لمخازن المحروقات والأدوية، التي بينت تورط غالبية الأحزاب اللبنانية التي تسيطر على السلطة فيها. فيما يطلق الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملات متواصلة تصوّب على تأثير تمدد الاحتكارات الحزبية على القطاعات الأساسية، ومن ضمنها الوقود والمازوت، التي سبّبت استفحال الأزمة وتزايد المشكلات المعيشية التي تطاول اللبنانيين.