"أوميكرون" يثير القلق في مصر: تأثيرات سلبية على الاقتصاد والسياحة

"أوميكرون" يثير القلق في مصر: تأثيرات سلبية على الاقتصاد والسياحة

27 نوفمبر 2021
أضرار واسعة تطاول السياحة (Getty)
+ الخط -

تعيش الحكومة المصرية حالة طوارئ، بعد الإعلان في بلجيكا عن أن اختبارًا أظهر إيجابية إصابة شخص واحد بالمتحور الجديد لفيروس كورونا، وقول مارك فان رانست، عالم الفيروسات الرائد في بلجيكا الذي اكتشف حالة المتحور الجديد، في تغريدة، إن المريض كان غير محّصن وسافر مؤخرًا من مصر.

وقالت مصادر حكومية لـ"العربي الجديد" إن اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس كورونا في حالة طوارئ على مدار الساعة، واتخذت عدة قرارات بعد إعلان منظمة الصحة العالمية أول من أمس الجمعة عن المتحور الجديد لفيروس كورونا، والذي أُطلق عليه "أوميكرون".

وأشارت المصادر إلى أن الحكومة المصرية تخشى من أن يتسبب انتشار هذا النوع الجديد من الفيروس في اتخاذ قرار بالإغلاق مرة أخرى، أو أن يؤدي إلى وضع مصر في قائمة الدول الحمراء، وبالتالي التأثير على الاقتصاد الذي يعاني أصلًا بسبب الجائحة منذ 3 سنوات، بسبب ضعف إيرادات القطاع السياحي وغيره من القطاعات.

وأكدت هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية في بيان أمس السبت، أن قطاع السياحة يحتل أهمية خاصة بالنسبة للاقتصاد المصري لعدة أسباب، تتمثل في أنه قطاع ديناميكي يتميز بارتفاع معدلات النمو وكبر مساهمته القطاعية في نمو الناتج المحلي الإجمالي.

إجراءات لمحاصرة الوباء

ويمثل قطاع السياحة، وفق السعيد، أحد المصادر الرئيسة للنقد الأجنبي في مصر، إلى جانب تميز القطاع باتساع طاقته الاستيعابية للعمالة بما تهيّئه منشآته الفندقية والسياحية من فرص عمل عديدة، فضلاً عن اتصاف القطاع السياحي بالانتشار المكاني لامتداد أنشطته لمناطق صحراوية غير آهلة بالسكان، مما يسهم في زيادة رقعة المعمور المصري، علاوة على تنامي العلاقات التشابكية للقطاع وارتباطها الوثيق بعديد من القطاعات الأخرى التي تمد الأنشطة السياحية بالمدخلات.

في الوقت ذاته قررت اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس كورونا، أول من أمس الجمعة، وقف الطيران المباشر من جنوب أفريقيا وإليها، على خلفية ما أعلنته منظمة الصحة العالمية، بشأن المتحور الجديد لفيروس كورونا، والتي اعتبرت أن هذا المتحور من الضروري أخذ الإجراءات الاحتياطية تجاهه.

وأشار المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري إلى أن هناك عددًا من الدول المستهدفة بقائمة من الإجراءات، وتتضمن تلك الدول: جنوب أفريقيا، وليسوتو، وبوتسوانا، وزيمبابوي، وموزامبيق، وناميبيا، وإسواتيني، وتلك الإجراءات مقررة للقادمين من تلك الدول عن طريق الرحلات غير المباشرة (ترانزيت) ويمثل قدومهم إلى مطار القاهرة (ترانزيت) في طريقهم إلى دول أخرى.

وتشمل الإجراءات اختبار فحص الحامض النووي السريع، وحال ظهور أي حالة موجبة تمنع من صعود الطائرة التالية، ويعود الراكب على نفس الطائرة القادم عليها، بينما للقادمين من تلك الدول عن طريق الطيران غير المباشر (ترانزيت) وتمثل القاهرة وجهتهم النهائية فسوف يتم عمل اختبار فحص الحامض النووي السريع، وحال كون التحليل موجباً يعود الراكب على نفس الطائرة القادم عليها، أما حال كان الاختبار سالباً فيقوم بعمل حجر ذاتي منزلي لمدة 7 أيام، ويتم عمل اختبار pcr في نهاية مدة الحجر، كما تستمر متابعته لمدة سبعة أيام أخرى عن طريق فريق الحجر الصحي حتى نهاية المدة القصوى لفترة حضانة الفيروس.

وأضاف السفير نادر سعد أنه سوف تخطر خطوط ومكاتب الطيران بالإجراءات، وخصوصاً ما يتعلق بضرورة توقيع الراكب على قبول إجراءات الحجر الذاتي قبل الركوب.

متابعة حثيثة

من جهتها أعلنت وزارة الصحة والسكان، بعد ظهور متحور جديد، عن مجموعة من الاحتياطات، وقالت إن الالتزام بتنفيذ تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية، بما فيها ارتداء القناع الواقي "الكمامة"، والبعد البدني، وغسل اليدين، والحصول على اللقاح، يمثل حائط الصد الأول في الوقاية والحد من انتشار فيروس كورونا.

وقال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي للوزارة في بيان أمس السبت، إن الوزارة "تتابع على مدار الساعة الوضع الوبائي في مصر والعالم، بشأن ما تم الإعلان عنه من ظهور متحور جديد من فيروس كورونا يحمل اسم "أوميكرون" وأشار إلى أن الوزارة أيضاً "تقيم جميع الإجراءات والتدابير بشكل مستمر، بحسب تطورات الوضع الوبائي لفيروس كورونا في العالم".

وقالت الحكومة البلجيكية أمس السبت إن اختبارًا أظهر إيجابية إصابة شخص واحد بالمتحور الجديد لفيروس كورونا، الذي يعرف باسمه العلمي B.1.1.529، فيما أطلقت عليه منظمة الصحة أمس اسم "أوميكرون"، أسوة بالمتحوّرات السابقة، حيث أطقلت على كلّ منها اسمًا وفقًا للأبجدية اليونانية، إضافة إلى اسمها العلمي.

في مؤتمر صحافي في بروكسل، قال وزير الصحة فرانك فاندنبروك إن الفرد أُثبتت إصابته بالمتحوّر الجديد من كوفيد - 19 "أوميكرون"، في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني.

وقال مارك فان رانست، عالم الفيروسات الرائد في بلجيكا الذي اكتشف حالة المتحور الجديد، في تغريدة، إن المريض كان غير محصن وسافر مؤخرًا من مصر.

وذكرت شبكة "ايه بي سي نيوز" الأميركية أن حالة الإصابة الأولى في أوروبا بالمتحور الجديد هي لسيدة سافرت إلى بلجيكا من مصر عبر إسطنبول، وظهرت عليها الأعراض بعد 11 يومًا من عودتها ولم يتم تطعيمها. وقال مسؤولون للشبكة إن نتائج اختبار أفراد أسرتها لكورونا جاءت "سالبة"، وإن السيدة ليست في حالة تهدد حياتها.

وشرح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، في تصريحات، أن "هذه المعلومات تحتاج إلى توثيق، لأنها لم تُذكر بشكل رسمي بل خرجت من عالم فيروسات على تويتر حتى الآن"، مشيرًا إلى أنه تم التواصل مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية في بلجيكا؛ لإرسال بيانات السفر الخاص بالحالة المصابة التي أُعلن عنها، والتحقق من مدى صحتها.

ولفت عبد الغفار إلى أن "بلجيكا ذكرت أن الأعراض ظهرت على الحالة المُصابة بعد 11 يومًا من عودتها، فهل كان مجرد ترانزيت في مصر، أم مقيمة؟ وما وضعها الحقيقي، فهذه مدة كبيرة ترجح أن يكون انتقال العدوى من خارج مصر".

من جانبه، أشار مصدر مسؤول بالوزارة، في تصريحات إعلامية، إلى أن الوزارة تُطبق اللوائح الصحية الدولية في التعامل مع الأنباء الواردة من بلجيكا، وجرى التواصل مع السلطات الصحية البلجيكية وكذلك التواصل مع منظمة الصحة العالمية؛ لتبادل المعلومات بشأن هذه الحالة.

وقال المصدر: "نعم علمنا بما ذكرته بلجيكا، ويجرى التعامل معها وفقاً للوائح الصحية الدولية".

ومن جهته أكد مسؤول بوزارة الصحة لـ"العربي الجديد" أنه "تم تكليف فريق من الخبراء والباحثين بإجراء دراسات وأبحاث حول المتحور الجديد، وطبيعته ومدى قدرته على الانتشار، وتقديم النتائج في أقصر وقت ممكن للجنة العليا لمواجهة أزمة كورونا، وذلك لمساعدتها على اتخاذ القرارات بشأن الوضع الوبائي في مصر".

المساهمون