"أمير اللقاحات" أدار بوناوالا: الشاب الهندي الذي كوّن ثروة من كورونا

"أمير اللقاحات" أدار بوناوالا: الشاب الهندي الذي كوّن ثروة من كورونا

مصطفى قماس

avata
مصطفى قماس
03 يوليو 2021
+ الخط -

دفعت الجائحة أدار بوناوالا إلى بؤرة الضوء، بعدما علقت الكثير من الآمال على مجموعته "معهد الأمصال الهندية" التي تتولى إنتاج لقاح أسترازينيكا في الهند. فقد أدى هذا النشاط الذي ترافق مع انتشار فيروس كورونا إلى تعظيم إيرادات المجموعة، لتصنف مجلة فوربس بوناوالا ضمن الأربعين شخصية بعمر أقل من أربعين عاما الأكثر تأثيراً في العالم.

قدرت صحيفة "تايمز أوف أنديا" ثروته بحوالي 15 مليار دولار، ليحتل مع عائلته المركز السادس في لائحة العائلات الغنية في الهند، بعدما أصبحت شركته تنتج نصف جرعات لقاح أسترازينيكا التي تضخ في السوق العالمية، حسب صحيفة "الغارديان" البريطانية.

ينحدر بوناوالا من أسرة غنية، ما أهله لأن يدرس في جامعة سانت ادموندز في بريطانيا. وتأثر بوالده سيروس مربي الخيول، الذي أسس معهد الأمصال الهندية في 1996، بعد نقاش مع طبيب بيطري حول تنويع أنشطته.

التحق الابن بالشركة في 2011 بعد حصوله على شهادته الجامعية، ليصبح الرئيس التنفيذي للشركة التي كانت أكبر منتج للقاحات حتى قبل الأزمة الصحية، حيث عرفت بإنتاج لقاحات ضد شلل الأطفال والدفتريا والكزاز.

غير أن أزمة كورونا شكلت تحولا في مسار المجموعة التي يقودها، حيث بادرت في النصف الأول من العام الماضي، عندما كان العالم غير مستوعب بعد للصدمة الناجمة عن الفيروس، في إبرام اتفاق مع المختبر البريطاني أسترازينيكا بهدف إنتاج مئات الملايين من جرعات اللقاح الذي طورته جامعة أوكسفورد.

لقد كانت مغامرة كبيرة تلك التي أقدم عليها الشاب الهندي الذي يوصف بـ "أمير اللقاحات"، فقد استثمر في ذلك اللقاح البريطاني 250 مليون دولار، غير أن المجموعة كانت مستعدة لمثل هذا التحدي. ففي 2015 كان مؤسس مايكروسوفت بيل غيتس، قد نبه إلى أن العالم ليس مستعدا لجائحة جديدة، داعيا للتأهب لمثل ذلك الاحتمال. يحكي أمير اللقاحات أن ذلك التحذير دفعه إلى مضاعفة تجهيزات الإنتاج والتخصص أكثر في اللقاحات منخفضة التكلفة، حيث أضحت المجموعة تتوفر اليوم على خمسين مصنعا موزعا على خمسين هكتاراً.

يقول بوناوالا في تصريحاته "لقد غير بيل غيتس نظرتي للأشياء. بدأت أتطلع إلى قدرات إنتاج كبيرة مع زيادة التخطيط. وبينما يخطط مصنعو الأدوية لستة أشهر، شرعنا في وضع خطط استباقية لأربعة وستة أعوام".

لا يكف هاتفه عن الرنين. يتصل به وزراء صحة، ورؤساء حكومات وحتى رؤساء دول، وأصدقاء انقطع التواصل معهم منذ سنوات، وذلك من أجل الحصول على اللقاح الذي توفره مجموعته العملاقة بالهند، حسب ما تقول وسائل إعلام دولية.

والمجموعة التي يتولى بوناوالا إدارتها مدرجة في بورصة بومباي، تحقق رقم معاملات في حدود مليار دولار وتوفر 5200 فرصة عمل. وكانت الشركة أنتجت في 2019 ملياراً و600 مليون جرعة من اللقاحات، 70 في المائة منها صدرت لحوالي 170 بلداً.

يقول رجل الأعمال الهندي الذي يرشحه مظهره لأن يكون أحد نجوم بوليوود: "لم أكن أتصور قبل عام أنني سأسعى للحصول على الأموال والمخاطرة في مواجهة وضعيات عدم يقين كبيرة. هذا رائع أن توفر اللقاحات لبلدنا والعالم".

جون جوزيف بيانو، المتخصص في شؤون الهند، يشير إلى أن الحديث عن رجل الأعمال بدأ مع الجائحة، حيث أضحى يتمتع بشعبية كبيرة بالهند، بفضل تحوله إلى أول مصدّر من حيث الحجم للقاحات إلى بلدان العالم.

لا يخفي علامات الثراء، هو الذي تزوج بسيدة الأعمال الهندية ناتاشا بوناوالا التي رزق منها بولدين. مكتبه الثاني يوجد على متن طائرة إيرباص، هو الذي يملك 35 ماركة من السيارات النادرة، كما يهوى جمع لوحات الفن التشكيلي، مثل تلك التي أنجزها بيكاسو ورامبرانت.

كان أول مزود لآلية "كوفاكس" باللقاحات الموجهة للدول الفقيرة بأفريقيا، غير أن ذلك كان قبل قرار الحكومة الهندية بتفضيل تلقيح مواطنيها إِثر موجة الإصابات الكبيرة التي عرفها البلد الآسيوي، حيث كبحت المجموعة صادراتها بعدما خاطب أدار بوناوالا عبر تويتر البلدان الأخرى، ودعاها إلى التحلي بالصبر.

ذات صلة

الصورة
أطفال فلسطينيون جرحى في غزة (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)

مجتمع

يمثّل غياب اللقاحات الدورية عن محافظَتي غزة وشمال غزة خطراً إضافياً يهدّد حياة الأطفال الفلسطينيين، إلى جانب القصف الإسرائيلي المتواصل منذ نحو 98 يوماً.
الصورة
أطفال يمنيون في مركز صحي في اليمن (محمد الوافي/ الأناضول)

مجتمع

في قطاع صحي منهك من جرّاء تداعيات حرب اندلعت قبل نحو تسعة أعوام، يواصل اليمن مواجهة مرض الحصبة الذي أودى بحياة مئات الأطفال في خلال أشهر فقط.
الصورة

منوعات

أثارت الرئيسة الهندية دروبادي مورمو جدلاً حاداً خلال دعوتها لعشاء قادة مجموعة العشرين، حيث استخدمت عبارة "رئيس بهارات" بدلاً من "رئيس الهند". هذا الخبر أثار تساؤلات ونقاشاً حول تغيير اسم البلاد.
الصورة

سياسة

تأسست مجموعة "بريكس" كجبهة اقتصادية وسياسية طموحة تعكس تحولاً جذرياً في النظام العالمي. جمعت البرازيل وروسيا والهند والصين في بادئ الأمر لتشكيل هذه المنظمة في عام 2006، تحت اسم "بريك"، وتم انضمام جنوب أفريقيا إليها في عام 2011، ليصبح الاسم "بريكس".

المساهمون