}

"هالو دونالد ترامب".. لنبحث عن حل أفضل من الجدران

صوفي سيرس 30 سبتمبر 2019
ترجمات "هالو دونالد ترامب".. لنبحث عن حل أفضل من الجدران
"هالو دونالد ترامب".. يصدر بعدّة لغات
صدر حديثاً كتاب للأطفال بعنوان "هالو دونالد ترامب" باللغة الألمانيّة، مع ترجمات مرافقة بعدّة لغات، وهو من تأليف الكاتبة النيوزيلنديّة صوفي سيرس والتي انتقلت لها دار نشر عائلتها في عام 2015، ومنذ ذلك الوقت تقوم بنشر كتب للأطفال ذات جودة عالية، بالإضافة إلى كتابتها قصصاً للأطفال والكبار. رسوم الكتاب من أعمال الفنانة آن فيلنوف التي تعيش في مونتريال/ كندا.

هنا ترجمة كاملة للكتاب:

*****
الرسالة الأولى
مرحبا دونالد ترامب،
أنا أسكن مع عائلتي في ألمانيا، ولأنّهُ يجب عليّ أن أتقاسم غرفتي مع أخي الكبير أكتبُ لكَ اليومَ هذه الرسالة. هذا لسوء حظي، لأنّ أخي عصبيّ؛ وينطبق عليه تماماً وصفكَ عن الشخص غير المرغوب فيه.
شاهدتُكَ ليلة البارحة في نشرة الأخبار، وكنتَ تقولُ بأنّكَ تُريدُ أن تبني جداراً. استولت عليّ هذه الفكرة؛ من المُحتمل أن أحتاجَ أنا أيضاً هكذا جدار!
مع أطيب تحيّاتي
سام.

 

الرسالة الثانية
مرحباً دونالد ترامب،
مشكلتي تتلخّص في أنّ أخي ينقر على هاتفه الذكيّ طوال الليل، رغم أنّه غير مسموح له بذلك. هذا الشيء الأحمق الذي يظلُّ ساطعاً، يمنعني حتى أن أغفو.
حسناً، لقد اقترحتُ على أمي وأبي بناء جدار أفقي داخل غرفتنا.
لقد قالا: لا.
تحيّاتي
سام.

 

الرسالة الثالثة
مرحباً دونالد ترامب،
تحدّثنا الليلة، خلال طعام العشاء، عن الجدران، عن جدرانك وجدراني. أنا لا أعرف كيف تجري الأمور عندكَ في أميركا، أما هنا فلا تلاقي الخطةُ ترحيباً.
أخي يرى أنّ كلا الجدارين من الأفكار الغبيّة تماماً.
قالت أمي: إذا أصبحتَ مثل الرجال الآخرين، الذي تعرفهم هي، عندها ستثرثر طويلاً جداً دون أن تبني أبداً ذلك الشيء.
والدي لم يُعلّق إطلاقاً على ذلك.
مع وافر الاحترام
سام.

 

الرسالة الرابعة
مرحباً دونالد ترامب،
في المدرسة أيضاً كان جدارُك الموضوع الأول. في الحقيقة، أعتقد أنّ لا أحد استحسنَ فكرتكَ. لكن لا عجب في ذلك، فالأطفال الآخرون لا يعرفون أبداً كيف يكون الأمر، عندما يجب عليك أن تتقاسم غرفتك مع آخرين.
معلّمُنا، السيد جرون (جرون في الألمانيّة يعني أخضر)، حدّثنا اليوم عن أكثر الجدران شهرة في العالم، وقال بأنّ الكثير منها لم تُعط ثمارها كما خُطّطَ لها. لذلك أجبتُه: خطّة جداري ستُعطي ثمارها على أيّة حال.
مع وافر الإحترام
سام.

 

الرسالة الخامسة
مرحباً دونالد ترامب،
أخذنا اليوم والدنا، أخي وأنا، معه إلى الصيد. كان يرغب بأن يُناقشنا حول الجدار.
قال لنا بأنّه ينبغي علينا أن نتحاور مع بعضنا البعض حتى نجد طريقاً ما، كي تجري الأمور من جديد بشكل أفضل.
قلتُ حينها: الأفعال لا تتطلب الكثير من الكلمات لنقولها.
أعتقد أنّك كنتَ ستُجيب هكذا بكلّ تأكيد، لو كنتَ في هذا الوضع.
تحياتي القلبيّة
سام.

 

الرسالة السادسة
مرحباً دونالد ترامب،
لقد اكتشفتُ بأنّني أستطيع بناء الجدران بشكل جيّد، لقد بنيتُ جدارين في الحديقة، أحدهما فوق البركة بأكملها مثل سدّ. استخدمتُ الرمل والحجارة للبناء. والدي وجدَ أنّ جدار البركة الذي بنيتُه يشبه إلى حدّ كبير سور الصين العظيم والشهير!
إنّه أعظم جدار بُنيَ على الإطلاق، قال بابا، ليحمي البلاد من المعتدين الأشرار. بالضبط كالجدار الذي أحتاجه أنا.
صديقكَ سام.

 

الرسالة السابعة
مرحباً دونالد ترامب،
أخي تصرّفَ مثل معتدٍ شرير؛ لقد وصلتْ مخالبهُ إلى لعبة "حرب النجوم المدمّرة"* الخاصّة بي. هذا يعني الحرب!
شكوت هذا الأمر مباشرة لأمي. وقلتُ لها بأنّها إذا سمحت لي ببناء الجدار فلن تقع الحرب أبداً. لكنّها ضحكت فقط.
أراهنُ أنّ لا أحد سيستهزئ من فكرتك حول الجدار.
ليلة سعيدة أتمناها لك
سام.
Star Wars Destroyer*

 

الرسالة الثامنة
مرحباً دونالد ترامب،
لكي تتقدّم الأمور بشكل أسرع مع جداري استعرتُ كتابين من المكتبة العموميّة. الجدار الصينيّ يُعتبر ببساطة جبّاراً. أمي تجده جدراً قديماً رائعاً ذاك الجدار الذي في زيمبابوي. وبعد ذلك "سور هادريان"** الذي كان يذهب عبر إنكلترا بطول 135 كيلومتراً.  حقاً رائع.
غرفتي هي فقط أربعة أمتار، أنا لا أفهم أين هي المشكلة.
المُحبط سام.
** سور هادريان، وبالإنكليزيّة Hadrian's Wall هو سور حجري وتحصينات بناها الإمبراطور الروماني هادريان في عام 122 م بعرض إنكلترا الحاليّة (ويكيبيديا)

 

الرسالة التاسعة
مرحباً دنالد ترامب،
قال روبرت، وهو صديقيّ المُقرّب، اليوم في المدرسة، بأنّ المرء يستطيع رؤية جدار الصين من الفضاء.
قالت "بيلا" بأنّ ذلك غير صحيح نهائيّاً.
عندما أكبر سأصبحُ رائدَ فضاء، وبذلك أستطيع أن أتأكّدَ من ذلك بنفسي!
في صغركَ هل كنتَ ترغبُ ببناء الجدران؟
أطيب الأمنيات
سام

 

الرسالة العاشرة
مرحباً دونالد ترامب،
قضيت عطلة نهاية الأسبوع عند جدّتي. عندها كلّ شيء رائع؛ لأنّني أحصلُ على غرفتي الخاصّة، ولأنّها تدعُني أفعلُ كلّ شيء. كلّ شيء أرغبُ به. حسناً، على الأقل كلّ شيء.
كان الشيء الأبله الوحيد هو أنني لم أستطع أن أغفو في الليل، لأنّني سمعتُ ضجيجاً غريباً.
استلقيتُ وأنا مستيقظ، وأقوم بعدَّ الجدران، تلك التي ترقدُ بين غرفتي وغرفة الجدّة. كانوا ستة جدران. تستطيعُ أن تثقَ بي حقاً؛ لقد قمتُ بعدّها مراراً.
سلام يا كاكاو
سام

 

الرسالة الحادية عاشرة
مرحباً دونالد ترامب،
عندما كنتُ عند جدّتي، تبادلنا الحديث في المنزل مع بعضنا البعض، بشكلٍ واضحٍ جداً، بأنّ أخي يستخدم الآن كلمات مُضحكة مثل الوفاق والمشاركة. وهو يقول بأنّنا لا نحتاج هذا الجدار أبداً في غرفتنا.
لم يُقنعني بذلك. أنا مُتمسّكٌ برأيي! 
إلى اللقاء
سام

 

الرسالة الثانية عشرة
مرحباً دونالد ترامب،
ما زلتُ الشخص الوحيد في البيت؛ الذي يرى أنّ الجدار هو فكرة جيّدة.
يجب عليّ ببساطة أن أستمرّ في ذلك. أيضاً في حال سألني أخي، إذا ما كنتُ أسمح له باستعارة سكين الجيب خاصتي. (عادة هو لا يسأل أبداً!!!). هو الذي كان مع موبايله طوال ليلة البارحة تحت البطانيّة، لذلك كانت الغرفة مُعتمة بالنسبة لي.
مع فائق الاحترام
سام

 

الرسالة الثالثة عشرة
مرحباً دونالد ترامب،
لقد أمعنتُ التفكير في الجدار من جديد.  البارحة قام أخي بوضع ثيابي المغسولة على سريري. (يقوم في العادة برميها أمام السرير أو على الأرضيّة). شكرتُه وأعدتُ له الطاقيّة التي استعرتُها منه قبل عدّة أسابيع.
صارت الأمور تجري بيننا، حقيقة، بشكل أفضل.
على العشاء قال والدي بأنّه فخورُ بنا جداً. بعدها حكى لنا حكاية طويلة عن جدار برلين، والذي هُدمَ قبل سنواتٍ طويلة.
"أن نناقشَ بعضنا البعض ونبحثَ عن حلّ، هو دائماً أفضل من بناء جدران بين الناس"، قالَ والدي. أعتقد أنّني فهمتُ، ولو ببطء، ماذا كان يعنيه بذلك.
إلى اللقاء
سام

 

الرسالة الرابعة عشرة والأخيرة
مرحباً دونالد ترامب،
أرجو أن تعذرني، لأنّني سأُسقطُ فكرة الجدار بشكلٍ نهائيّ.
لكي نختصرَ الأمر: إذا كان المرء يعيش في هذه اللحظة أسوأ كابوس من بين كوابيسه الكثيرة، فإنّه من الجيّد جداً أن يتقاسمَ غرفته مع أخيه الأكبر. من حسن الحظ أنّني لم أبدأ البناءَ بعد.
أشعرُ بالسذاجة نوعاً ما؛ لأنّني الآن عدلتُ عن فكرتي. ولكن أخي وجد الأمر رائعاً، كما قال.  من جهتها قالت أمي بأنّها يُعجبها الرجال الذينَ يعترفون بخطئهم عندما يُخطئون.
والدي لم يتكلّم مطلقاً.
أتمنى لكَ حظاً سعيداً مع جداركَ.
هل من المحتمل أن تكتفي به صغيراً جداً؟
تحياتي
سام 


الترجمة عن الألمانيّة: عارف حمزة

مقالات اخرى للكاتب

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.