}

لا أريد أن أموت

بوريس فيان 7 يوليه 2019
ترجمات لا أريد أن أموت
بوريس فيان (من دون تاريخ/ فرانس برس)
لا أريد أن أموت
قبل أن أعرف
كلابَ المكسيك السوداء
التي تنام دون أن تحلم

وقردةَ المناطق الاستوائية
العاريةَ الضّارية
والعناكبَ الفضيَّة
في العشِّ المفخّخ بالفقاعات

لا أريد أن أموت
دون أن أعرف
ما إذا كان القمر
يقع تحت أجواء المالِ الزّائف
في زاوية حادّة
ما إذا كانت الشّمس باردة
وهل الفصولُ الأربعة
هي أربعةٌ فقط
دون أن أحاول
أن أرتدي لباساً طويلاً
في الشوارع الكبرى
دون أن أحدّق
في نظرةِ البالوعة
دون أن أضعَ قضيبي
في أماكنَ غريبة

لا أريد أن أنتهي
دون أن أعرف الجذام
أو الأمراض السبعة
التي تصيبنا هناك
لا الخير يُؤذيني ولا الشرّ

لو كنتُ أعرف
أنّني سأنال الهديّةَ الأولى
هناك أيضاً
كلُّ ما أعرف وما أحبُّ
هو أنّني أعرفُ ما يعجبني
قاعُ البحر الأخضر
حيث جدائل الطّحالب
ترقص الفالس
على الرّمل المتماوج

عشبُ حزيران المشويّ
الأرضُ المشقوقة
رائحةُ الصنوبريات
وقبلاتُ هذه المرأة
على ما هي عليه

الجميلةُ ها هنا
أورسونتي، الـ"أورسولا "
لا أريد أن أموت
قبل أن يلبسَ فمي فمَها
ويدي جسدَها
والباقي تلبسه عيناي
لن أقول أكثرَ من ذلك
يجب أن أظلَّ موقّراً

لا أريد أن أموت
دون أن تُخترعَ
الورودُ الأبدية
واليوم ذو الساعتين
البحرُ فوق الجبل
والجبل تحتَ البحر
نهايةُ الألم
والأيّامُ بالألوان
وكلُّ الأطفال سعداء
والكثيرُ من الأشياء أيضاً
التي تنام في الجماجم

مهندسون عباقرة
اشتراكيّون مُهتمّون
مخطِّطون حَضَريون
مفكّرون متأمّلون

الكثير من الأشياء
للمشاهدة والإنصات
الكثيرُ من الوقت للانتظارِ
والبحثِ في الظلام

وأنا أرى النّهايةَ
وهي تحتشد وتنقادُ
بفمِها البذيء

تفتح لي ذراعيها
مثل ضفدعةٍ تنطُّ

لا أريد أن أموت
لا يا سيّدي لا يا سيّدتي
قبل أن أتذوَّق
ما يعذبُّني

لا أريد أن أموت
قبل أن أتذوَّق
طَعمَ الموت...

بوريس فيان: كاتب وفنان فرنسي متعدّد المواهب، شاعر وروائي ومغنٍّ وممثل ومسرحي وسيناريست وعازف جاز ورسام ونحّات وناقد ومترجم ومهندس ولاعب شطرنج أيضاً. ولد في مدينة فيل دافري يوم 10 مارس/ آذار 1920 وتوفي يوم 23 يونيو/ حزيران 1959. ترك العديد من الأعمال في كلّ الأنواع الأدبية. من أعماله الشعرية: "لا أريد أن أموت"، الذي يضمّ القصائد التي كتبها بين عامي 1951 و1959. ومن رواياته المشهورة: "زبدَ الأيام"، و"سأذهب لأبصق على قبوركم"، و"خريف بكين"، وغيرها.

ترجمها عن الفرنسية: نجيب مبارك.

مقالات اخرى للكاتب

ترجمات
7 يوليه 2019

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.