}

أربعة متنافسين على جائزة "جون جيونو" للرواية

محمود عبد الغني محمود عبد الغني 15 نوفمبر 2019
تغطيات أربعة متنافسين على جائزة "جون جيونو" للرواية
غلاف رواية "صغار ديسمبر" للجزائرية كوثر عظيمي
اللائحة الطويلة
أُعلن يوم 2 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي عن الروايات العشر التي تشكّلت منها اللائحة الأولى الخاصة بجائزة "جون جيونو" الفرنسية، برسم سنة 2019. ويوم 6 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري انعقد الاجتماع الثاني من أجل وضع لائحة ثانية. وبعد ذلك يتمّ اختيار الفائز الذي سيُمنح شيكاً بقيمة مالية تبلغ عشرة آلاف يورو، خليفة لبول غريفياك، الذي فاز بها السنة الماضية عن روايته "أسياد وعبيد"، الصادرة عن دار "غاليمار".
والجائزة تمنح كل سنة لـ"أفضل رواية تحكي التاريخ" باللغة الفرنسية، مع "إعطاء مكانة عليا للتخييل".
الذي وقفت عنده الصحافة الفرنسية أن لائحة جائزة "جون جيونو" ضمّت روايات سبق أن تنافست على جوائز فرنسية ذات قيمة كبيرة. فرواية "حصة الابن" لجان لوك كواتاليم ظهرت في لوائح سابقة لكل من جائزة رونودو، وغونكور، والجائزة الكبرى للأكاديمية الفرنسية. كما حضرت رواية "الأرض الخفية" لهيبرت مينغاريلّي، التي رُشحت للغونكور، واعتبرها النقاد ذات أسلوب متفرّد فوتوغرافي. وأيضاً رواية "صغار ديسمبر" (عن دار النشر "سوي")، للكاتبة الجزائرية كوثر عظيمي، وظهرت في لوائح جائزة رونودو.
وبالإضافة إلى الأعمال المشار إليها أعلاه، التي اعتبرتها الصحافة والنقد الفرنسيان ذات قيمة أدبية وتاريخية كبيرة، ظهرت على اللائحة روايات أخرى منها: "قارعة الأجراس الصغير" لجيروم أطال، "اختفاء الجنرال" لجورج مارك بنعمو، "حائط متوسطي" للويس فيليب دالامبير، "كل أطفالك المتفرقون" لبايتا إيميبفيفي، "روح منكسرة" لأكيرا ميزوباياشي، و"أخت" لأبيل كونتان.
ورغم أن الصحافة والنقاد رشحوا رواية "الأرض الخفية" (192 ص - منشورات بيشي شاسل، 2019) لهيبرت مينغاريلّي (مواليد 1956)، إلا أنها لم تنل حظّها من الترشح للائحة القصيرة. ورغم ذلك فلا بد من تقديم مبررات حماسة النقاد لها. تحكي الرواية عن مدينة ألمانية احتلّها الحلفاء سنة 1945، في خضمّ الحرب لم يستطع مصور حرب إنكليزي، تابع أطوار هزيمة ألمانيا، العودة إلى بيته في إنكلترا. فبقي صامتاً أمام صور معركة التحرير التي خاضتها كتيبة عسكرية. كان المصوّر يقيم في نفس الفندق الذي يقيم فيه القبطان الذي يقود 
كتيبة التحرير. ولأنهما رأيا تقريباً الأشياء التي طبعت المعركة، فقد أصبحا صديقين. اقترح المصور فكرة على القبطان مفادها القيام بجولة في ألمانيا من أجل تصوير الناس أمام منازلهم، ربما بهدف معرفة من هم هؤلاء الناس الذين سمحوا بقيام هذه المعسكرات. فوضع القبطان رهن إشارته سيارة وسائقاً من كتيبته. وهو جندي شاب حديث الالتحاق، والذي لم يرَ شيئاً من هذه الحرب. انطلق المصور وسائقه الشاب على الطرقات بعشوائية. شعر الأول بالعار مما رآه، أما الثاني فقد كان يلاحقه عار الأحداث الشخصية التي حدثت في بلده إنكلترا. والرواية هي هذا السفر.
لذلك اعتبر الناقد إيمانويل دونّي (فرانس 3) أن كتابة مينغاريلّي مليئة بالتصوير، ولا يمكن المرور بجانب الضوء والألوان في هذه الكتابة، وهذا شيء في غاية الأهمية، فكل واحد من القراء يرى الصورة الخاصة به في أي لحظة. كما أثارت الناقدة ساندرا بينيديتي أن الحكاية بسيطة، فيها قليل من الكلام والشخصيات دقيقة لا تظهر إلا بواسطة المجهر. والروائي يكتب بين الكلمات، ينساب فوق سطح الصمت، يمدّد البياض حول الحروف (...)".

اللائحة القصيرة
بعد اللائحة الطويلة، استقرّ رأي اللجنة على لائحة قصيرة ضمّت: كوثر عظيمي، جان لوك كواتاليم، لويس فيليب دالامبير، وأكيرا ميزوباياشي.
ولدت الكاتبة الجزائرية كوثر عظيمي سنة 1986، حاملة لشهادة جامعية في الأدب الحديث. فازت روايتها "ثراءاتنا" بجائزة "رونودو" سنة 2017.
وولد الكاتب جان لوك كواتاليم سنة 1959 في باريس، حيث يعمل صحافياً. تحفر روايته "حصة الابن" في عمق حكاية عائلية، تحكي عن والده وجدّه، وروايته هذه هي من أكثر رواياته شخصية، لكن أيضاً تتناول، من خلال حكايات شخصية، صراعات القرن الحالي.
وتتناول رواية "حائط متوسطي" للويس فيليب دالامبير قصة منع امرأتين من العبور من

الساحل الليبي إلى أوروبا بطريقة شرعية. المرأة الأولى "شوشانا" من نيجيريا، والثانية "سمهار" من إثيوبيا. وقد جمع القدر بين المرأتين بعد رحلة طويلة دامت أشهراً من التيه على طرقات القارة الأفريقية، منذ أن غادرتا بلديهما الأصلي، وعملهما المستمر من أجل جمع مبلغ مالي بواسطته يقبل المهربون ترحيلهما نحو أوروبا.
ومن الروايات المرشحة، رواية "روح منكسرة" للياباني أكيرا ميزوباياشي، والزمان 1938، والمكان طوكيو. أربعة موسيقيين يحبون الموسيقى الكلاسيكية الغربية، يجتمعون بانتظام في مركز ثقافي للتمرّن. حول الأستاذ "يو"، مدرس الإنكليزية، يجتمع ثلاثة طلاب صينيين: يانفين، شينغ وكانغ، الذي بقوا في اليابان رغم الحرب.
ذات يوم، دخل الجنود وقطعوا حصة التمرين الموسيقي، فكسّر أحد الجنود كمان "يو"، وتمّ اعتقاله واتهامه بالتخابر ضد اليابان. لكن "راي"، ابن الأستاذ "يو"، شاهد كل شيء من الدولاب الذي كان مختبئاً داخله. ولم يرَ والده منذ ذلك الزمن. وقد شكّل هذا الحدث جرحاً في حياة وكيان "راي".
تجدر الإشارة إلى أن لجنة التحكيم تترأسها الناقدة والروائية الفرنسية بول كونستان، الحائزة سنة 1998 على جائزة غونكور عن روايتها "بوح من أجل البوح"، وعضو أكاديمية غونكور منذ 2013 خلفاً لروبير ساباتييه، وتضم في عضويتها الطاهر بنجلون، وكتاباً آخرين.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.