}

إجماع على استبعاد أميركا من جائزة "مان بوكر" البريطانية

سناء عبد العزيز 30 مارس 2018

عقب فوز جورج ساندرز بجائزة مان بوكر البريطانية، 2017، عن روايته الأولى "لينكولن في البرزخ"، ظهر الكثير من المخاوف بشأن "أمركة" الجائزة، خصوصًا أن ساندرز هو ثاني أميركي يحصل عليها بعد بول بيتي. وكانت الجائزة، منذ تأسيسها في عام 1968، مخصصة لكتاب بريطانيا وأيرلندا ودول الكمنولث، وفي عام 2014 قررت تغيير قواعدها بفتح الطريق أمام الرواية المكتوبة بالإنكليزية من دون التقيد بالنطاق الجغرافي، ما سمح لكتاب أميركا بالدخول إلى ساحة المنافسة.

 

تغيير هوية البوكر

كتبت سيان قايين في مقال بصحيفة "الغارديان"، البريطانية، تحت عنوان "دعوة جماعية من كبار الكتاب لإسقاط الأميركيين من جائزة البوكر"، أن أغلبية ساحقة من المؤلفين بأكاديمية فوليو، التي تضم بين صفوفها، مارغريت أتوود وإيان ماكيوان وزادي سميث، تطالب جائزة "مان بوكر" بالعودة إلى نهجها الأول،والاقتصار على البريطانيين والأيرلنديين ودول الكومنولث فحسب؛ اعتراضًا على الهيمنة الأميركية التي شهدتها الجائزة في الآونة الأخيرة.

واعتبر بعض النقاد أن فوز ساندرز بالجائزة بمثابة نذير شؤم، عمل على تغيير هوية الجائزة وعزَّز الوجود الثقيل للكتاب الأميركيين على حساب المؤلفين غير المعروفين في دول الكومنولث، وأن هؤلاء الذين استفادوا، سابقاً، من دعم الجائزة، أصبحوا الآن في وضع أقل حظاً. يقول الكاتب جون بانفيل، الذي فاز بالبوكر عام 2005، الذي أيد، في البداية ، توسيع نطاق "مان بوكر": "كانت الجائزة فريدة من نوعها منذ إطلاقها وحتى لحظة التغيير. لقد فقدت هذا التفرد، فهي الآن مجرد جائزة ضمن الجوائز الأخرى. أنا مقتنع بأن على مؤسسة البوكر اتخاذ خطوة جريئة الآن، تتمثل في الإقرار بأن التغيير كان خطأ فادحًا، وبوسعهم التراجع عنه.

 ويرى فرانسيس سبوفورد، مؤلف "التل الذهبي"، أن الجوائز الأدبية الأميركية الكبرى تستهدف الأميركيين فقط، ولا تسمح لجنسيات أخرى بالترشح إليها. ولابد أن تمتد، هكذا حماية، إلى المؤلفين البريطانيين وإيرلندا ودول الكومنولث البريطاني. كما يرى أن "تأثير فتح" مان بوكر للكتاب الأميركيين، من دون أي تغيير مقابل في قواعد جوائز بوليتزر، وجوائز الكتب الوطنية، وما إلى ذلك من جوائز أميركية، يقلص فرص الكتاب البريطانيين والإيرلنديين والهنود والكنديين والأستراليين والنيوزيلنديين والجنوب أفريقيين في التنافس والفوز. 

 

ثقافة تحتضن الجميع

ولا تبتعد الروائية البريطانية تيسا هادلي عن وجهة النظر نفسها حين تتحدث عن شخصية الجائزة التي تبدلت تماما منذ دخول الأميركيين: "اعتادت جائزة مان بوكر على تركيز بؤرة اهتمامها، كل عام، على الرواية البريطانية ونتاج دول الكومنولث، أستشعر بأن تركيزها على هذا الأدب في حد ذاته كان يجعلها متفردة، فأعمال البريطانيين والكومنولث كانت إلى حد ما "تتحدث مع بعضها البعض" ... الآن، يبدو أننا مجموعة فرعية فقط من الرواية الأميركية، وسنضيع في هوامشها.

وبينما صوَّت حوالي 99 في المائة من كبار الكُتاب لصالح عودة جائزة مان بوكر إلى قواعدها الأولى قبل السماح لكتاب أميركا بالتقدم لها، جاء رأي الناقد سام ليث  في صالح التغيير. إذ يرى -على الرغم من تصاعد الغضب تجاه ثقل الوجود الأميركي وهيمنته على الجائزة- أن هناك مغزى أدبيا واضحا من فتح الباب لمختلف الجنسيات، يبتعد بها عن الإقليمية ومحدوديتها ويفتح أفقًا لعالمية الجائزة.

وردًا على ملاحظة في مؤتمر صحفي حول "أمركة" الجائزة، وبخاصة وأن نصف المؤلفين تقريباً كانوا من أميركا. أوضحت يونغ بأن "الجنسية ليست قضية في اتخاذ قرار بشأن الفائز"، وأضافت للغارديان بأن "كل ما نستطيع قوله هو أننا نقيِّم الكتب المقدمة لنا، ولا نجعل حكمنا يستند إلى الجنسية أو الجنس، بل بالأحرى إلى ما هو مكتوب". كما أعلنت المؤسسة أنها "تعانق اللغة الإنكليزية وهى تتدفق عفيّة بحرية مفصحة عن مواهبها وحيويتها ومجدها أينما كان"، معتبرة أنها بتلك التعديلات قد "أسقطت القيود الجغرافية وتجاوزت الحدود". كما أعلن جورج ساندرز في حفل تسليم الجائزة: "إننا نسمع فى الولايات المتحدة الآن كثيرا عن الحاجة لحماية الثقافة، حسنا هذه هي ليلة الثقافة. الثقافة العالمية التي تحتضن الجميع".

 

جائزة فوليو كمنافس للبوكر

تم الإعلان عن جائزة فوليو للمرة الأولى في عام 2011 كرد فعل على قرار جائزة البوكر بشأن التركيز على الأعمال سهلة القراءة، إذ ظهرت الدعوة إليها بعد استياء مجموعة من الكتاب في بريطانيا من الاتجاه الذي اتخذته جائزة مان بوكر، حيث رأوا أنها تميل نحو الروايات الرائجة أكثر من الروايات الأدبية. وقد استقبلتها وسائل الإعلام باعتبارها منافساً نوعياً لجائزة البوكر. وهي أول جائزة للكتب المكتوبة باللغة الإنجليزية يشارك فيها كتّاب من شتى أرجاء العالم، فضلا عن فتح طريقها للكتابة غير الروائية مؤخرًا. ما يعني التغاضي عن نوع العمل المقدم. فقد اشتملت قائمتها القصيرة عام 2017 على أربع روايات، وكتاب عن أعمال الفنان الإسباني فيلاسكويز، وعملين من التأملات في السيرة الذاتية، وكتاب تحليلي عن الثورة والحرب. أي أن تأسيس جائزة راثبون فوليو في تلك السنة كان نوعا من التحدي المباشر لجائزة البوكر المرموقة.

ويصرح كيد بأنه في حين كانت فوليو ردا على "الإحباط" بين الكتاب على بوكر في عام 2011، فإن العلاقة بين الجائزتين أصبحت الآن وثيقة، مع تميز جائزة فوليو في عام 2017 من خلال الاعتراف أيضًا بكتب غير أدبية: "نحن لا نقول إنه يجب عليهم تغييرها مرة أخرى. الأمر متروك لهم لاتخاذ قرار. هذا لا يتعلق بنا في مقابل بوكر، ربما كان ذلك في البداية". وفي فبراير/ شباط الماضي، وقع 30 ناشرًا رسالة تحث منظمي مان بوكر على العودة إلى ما قبل التغيير، أو المخاطرة بـ "مستقبل أدبي متجانس". وردّت مؤسسة البوكر بقولها إنه لا يوجد دليل على أن التنوع في الجائزة قد تأثر. "إن الأمناء يعتقدون أن هذه المهمة لا يمكن تقييدها أو اختراقها بفعل الحدود الوطنية".


القائمة المختصرة لجائزة راثبون  2018

1-    أي شيء ممكن لإليزابيث ستروت

إليزابيث ستروت هي الأميركية الوحيدة المرشحة لجائزة راثبون هذا العام. وقد اشتهرت بروايتها السابقة؛ "اسمي لوسي بارتون" وتعمل هنا في روايتها "أي شيء ممكن" عبر مجموعة من الحكايات المتشابكة بطمس الأنواع الأدبية أو ما يمكن تسميته بالكتابة عبر النوعية. وهي تستدعي شخصياتها من روايتها السابقة لتستأنف حياتهم في أجواء مغايرة تمامًا.

2-   أحاديث مع الأصدقاء لسالي روني

ازدهرت الرواية الأيرلندية منذ عدة سنوات بظهور موجة أدبية جديدة، تقتحمها سالي روني في روايتها "أحاديث مع الأصدقاء" بجرأة مدهشة، ما جعلها تحظى باستحسان النقاد وإشادتهم بأسلوبها الساخر. تدور الرواية حول علاقة شاعرة تبلغ من العمر 21 عامًا بممثل متزوج يكبرها بسنوات. والرواية تطرح سؤالا حول فوزها بالجائزة: هل يمكن أن يكون 2018 أول عام تمنح فيه فوليو جائزتها لرواية أولى؟

3-   الخروج من الغرب لمحسن حميد

رواية حميد "الخروج من الغرب" تتناول قضايا كبرى في عصرنا - العولمة والهجرة والنظام الدولي الجديد، من خلال قصة زوجين، مثلهما مثل الملايين من الناس، الذين يتم اقتلاعهم من بلادهم جراء الحرب. كان حميد قد اشتهر بروايته الثانية، "الأصولي الرافض"، لكن روايته الرابعة، التي كانت ضمن القائمة المختصرة لـ "مان بوكر"، تنافس هنا بقوة.

4-   أشباح تسونامي لريتشارد لويد باري

ريتشارد لويد باري صحافي مقيم في طوكيو وكان يعيش ويعمل في اليابان عندما ضرب زلزال هائل توهوكو في عام 2011، تلاه تسونامي والانهيار النووي اللاحق. وتعج أشباح تسونامي بأصوات المجتمعات المترنحة من الكارثة التي أودت بحياة يابانية أكثر من أي حدث منفرد منذ الحرب العالمية الثانية، وهي تركز على  طريقة استجابة البشر لمآسٍ استثنائية.

5-   حدث ذات مرة في الشرق لزياولو غو

مذكرات زياولو غو، "حدث ذات مرة في الشرق"، عالمية في نطاقها وشخصية في تركيزها. وهي ترسم رحلة غو منذ نشأتها في ريف الصين وحتى انتقالها إلى لندن في مطلع القرن. وتعتبر غو كاتبة غزيرة الانتاج، ولها أعمال باللغة الصينية قبل أن تنتقل إلى الكتابة بالإنجليزية منذ حوالي عقد من الزمان. وتختبر كتابتها تجربة الانتقال بين الثقافات وتبدل الغايات في قلب الانسان.

6-   صهريج 13 لجون ماكغريغور

"صهريج 13" هي الرواية الرابعة لجون ماكغريفور الذي بدأ في روايته الأولى الصادرة عام 2003 "إذا لم يتحدث أحد عن أشياء رائعة"، بتجريب يتعلق بالشكل. وصهريج 13 رواية  مثيرة تدور أحداثها بين سكان قرية بريطانية في أعقاب اختفاء فتاة في سن المراهقة، وقد حصلت بالفعل على جائزة كوستا للرواية.

7-   اليوم الذي فُقد لريتشارد بيرد

كتب ريتشارد بيرد تسعة كتب سابقة، لكن القارئ حين ينتهي من كتابه العاشر يشعر بأن هذا هو الكتاب الذي كان يحتاج إلى كتابته. "اليوم الذي فُقد" أقرب إلى مذكرات عن وفاة شقيق بيرد الأصغر الذي غرق في عطلته عندما كان المؤلف في الحادية عشرة. وترسم الرواية صورة لعائلة ولفترة تاريخية، متأملة في الصمت الذي يؤطر الخسارة.

 

8-   دموع بيضاء هاري كونزرو

في "دموع بيضاء"، يستفيد الروائي البريطاني هاري كونزرو، المقيم في نيويورك، من الموسيقى للوصول إلى نوع من التأمل حول قضية العرق في أميركا. وهي رواية كونزرو الخامسة، وقد اعتبر بعض النقاد عدم وصولها إلى قوائم مختصرة أخرى بمثابة حكم غير عادل.

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.