}

حكايات أندلسية شعبية

3 نوفمبر 2018
ترجمات حكايات أندلسية شعبية
غرناطة (Getty)

حكاية: الزوجان والقس وطيور الحجل

 

 

 كان هناك زوجان شرهان جدًا، وخاصةً الزوجة، إذ كانت تأكل كل ما يملكه الزوج. وذات يوم جاء قس تبشيري إلى القرية وكل أهل القرية دعوه. وكان الزوج يقول:

-   أرأيتِ؟ لأننا شرهان جدًا لا نستطيع أن ندعوه مثل أهل القرية.

والمرأة قالت له:

-   انظر، اشتر لي حجلين كاملين وسأطبخهما كاملين وهكذا لن آكلهما.

فخرج الرجل ليشتري حجلين وأعدتهما المرأة للطبخ.

لا كاملان ولا غير كاملين! لم تستطع المرأة أن تقاوم فأكلت قطعة.

-    ستُشفى روحي لو أكلت قطعة أخرى.

وبعد قليل أكلت قطعة أخرى.

-        ستُشفى روحي لو أكلت قطعة أخرى.

وهكذا، قطعة وراء قطعة، لم يتبق من الحجل الأول إلا العظم. وحين عاد الزوج قالت له:

-        هيا لتسن السكين حتى عندما يأتي البابا نقطع له اللحم. إن لم تفعل، كيف سنقطعه؟

وراح الزوج ليسن السكين وعندما جاء القس، قالت له:

- أيها الأب، لقد ذهب زوجي ليسن السكين ليقطع لك أذنيك!

- هل سيقطع أذنيّ أنا؟

وخرج ركضًا وقالت هي للزوج:

-   انظر إلى القس، لقد خرج ركضًا بعد أن أخذ الحجلين.

لكنه لم يكن معه شيء.

حينئذ صرخ الزوج في القس وقال له:

-        يا رجل، أعطني واحدا.

واستمر القس في الركض خشية أن يقطع له أذنًا.

 

------------

حكاية: المرأة والرجل المتوحش

 

     منذ زمن، في الحقل، كانت البيوت بعيدة جدًا عن بعضها البعض. وذات يوم قالت امرأة لزوجها:

- في المكان حيث أروح لأغسل الأشياء، أرى رجلًا متوحشًا يعبر من النهر.

والزوج أجابها:

- خذي حذرك، لأنه يحب النساء.

- ما يؤسفني فقط أن يأخذني ويبقى الطفل وحيدًا في البيت.

     ثمة من يقول إن الزوج عاد ذات مرة ولم يجد زوجته. فراح ليبحث عنها عند النهر، فلم يجد إلا ثيابها ملقاة على الضفاف. حينئذ فكر أن النهر أخذها.

    نادى الزوج لكل الناس، وراحوا يبحثون عنها في أعالي النهر. وفي النهر كانت الرمال كثيرة فرأوا آثار أقدام.

-   لا بد أنها عبرت من هنا.

وراحوا يقتفون الأثر، وظلوا في سيرهم حتى بلغوا حجرًا شديد الضخامة حيث وجدوا كهفًا، وقال الزوج:

-  إذن، لا بد أنه يخبئها هنا.

 الغوريلا، الرجل الوحشي، ولأنه كان شديد القوة، وضع أحجارًا كبيرة أمام مدخل الكهف، حتى لا يستطيع أحد انتزاع المرأة منه.

    وحين دخلوا، كان كل شيء مبعثرًا. وكان الرجل الوحشي قد جلب لها لحمًا نيئًا حتى تأكل المرأة وكانت هي قد اعتادت أن تأكل اللحم النيء.

في النهاية انتزعوها منه، وسدد الزوج طلقةً للرجل وأنقذ زوجته.

    هؤلاء الرجال المتوحشون لم يعد لهم وجود في السلسلة الجبلية، لكن كان هناك آخرون مبعثرون في الجبل. لم يكونوا دببة، لأن الدب حيوان بينما كان المتوحشون رجالًا.

     لقد حكى لي أبي، كريستوبال إيبانيث، هذه الحكاية.

 

-----------

حكاية: الخُطّاب الثلاثة

     كان هناك امرأة ورعة جدًا، وكان هناك ثلاثة يطمحون لخطبتها، وكان الثلاثة أصدقاء فيما بينهم. كل منهم كان يعطيها ميعادًا مختلفًا عن الآخرَين حتى لا يرياه، لكن جاءت لحظة وجاء الثلاثة خُطّابا، واحدًا وراء الآخر، ليطلبوا يدها للزواج.

    حينئذ أجابتهم بجواب واحد: سأتزوج ممن يبرهن أنه الأشجع.

     فقالت للأول:

- إن أردت الزواج مني عليك أن تذهب للكنيسة في الحادية عشرة مساءً، وأن ترقد في مقبرة، وأن تقضي الليلة هناك في التابوت.

- اتفقنا، لو كان ذلك فحسب- أجاب الرجل.

وطلبت من الثاني أن يذهب في الحادية عشرة والنصف مساءً وأن يقضي الليلة أمام المقبرة بشمعتين مشتعلتين. وقالت للثالث:                                                                        

-        اصعد إلى برج الجرس في الثانية عشرة وأطلق صيحات حادة جدًا من البرج حتى المقبرة وقل: "أنا شبح الكنيسة وجئت لأعاقب من في القبر ومن يقف عليه".

     عندما سمع ذلك الأول والثاني، خرجا راكضين، لكن رجل الصرخات ارتعب أيضًا.

     وبقوا ثمانية أيام مرضى من الخوف!

     وعندما عادوا ليلتقوا من جديد، سأل كل منهم الآخر:

- لماذا بقيتم كل هذه المدة من دون الخروج من البيت؟

- لا، ما من سبب.

 - المسألة أني كنت مريضًا.

     ثم حكى أحدهم الحقيقة، ثم حكاها الآخران. هكذا عرفوا جميعًا أن المرأة الورعة كانت تقابلهم جميعًا وأنها سخرت منهم.

     حينئذ قرروا أن ينتقموا من المرأة، فتقنّعوا بقناع يسوع والقديس يوحنا والقديس بطرس وراحوا لتناول العشاء في بيت السيدة الورعة.

استعدوا للعشاء، وبعد أن انتهوا قالوا لها:                                                        

- يا بنية، أنتِ كنتِ طيبة معنا فجئنا لنباركك.

- فعلًا! لا أعرف إن كنت أستحق ذلك.

- نعم يا مرأة، نعم تستحقين.

     ثم نهض القديس يوحنا والقديس بطرس وكتفاها، وقام يسوع وضربها بالسوط عدة ضربات.

    وهكذا باركوها وعرّفوها خطأها.

----- 

                                                 حكاية: الرهان

 

     كان يا ما كان، كان هناك زوجان. المرأة كانت شديدة الجمال ولا تخرج إلى الشارع لأنها تتعرض إلى المغازلات. ولم يكن يروق لها ذلك.

   ذات يوم، راح الزوج إلى كازينو مع أصدقائه، وكان أحدهم ثرثارًا فقال له:

-        أنا أضاجع أي امرأة تروق لي.

فرد عليه الزوج:

- أنا على يقين أنك لا تضاجع زوجتي.

- أنا أضاجع زوجتك وأضاجع كل من تروق لي.

- إذن فلنراهن إن كنت تضاجع زوجتي.                                                        

- علامَ نراهن؟

- سنراهن على حياتينا.

- اتفقنا، على حياتينا.

- وبعد خمسة أيام سنلتقي هنا وعليك أن تعطيني علامة مميزة في زوجتي.

- اتفقنا.

وعاد الزوج إلى بيته وقال لزوجته:

- انظري، سأخرج في سفر ولن أعود قبل خمسة أيام.

- طيب- ردت الزوجة.

     وكان الرجل الآخر ينتظر على باب البيت ليرى إن كانت المرأة تنظر من الشرفة أو تخرج إلى الشارع، لكنه لم يكن يراها، حينئذ مرت امرأة عجوز وقالت له:

- ماذا بك، أراك تراقب النافذة والشرفة، يا رجل؟

- انظري يا جدة، لقد راهنت بحياتي على مضاجعة زوجة هذا الرجل.

- لا تشغل بالك. غدًا أعطيك مواصفات جسدها.

وراحت الجدة وملأت سلةً بالبيض وحملت باقة ورود، ثم طرقت الباب وقالت:

- كيف حالك؟ أنا أخت أمك وجلبت لك هذا البيض. كم أوحشتني!

- أنا لا أعرفك، لكن لو أنك تقولين إنك أخت أمي...

وتناولا عشاءهما ثم راحا ليناما. حينئذ كانت الزوجة ستنام بعيدًا عن السيدة العجوز، لكن العجوز قالت لها:

-        لا، أنا لا أستطيع النوم بمفردي، أنا معكِ.

والزوجة، حتى لا تضايقها، وافقت.

وناما في نفس الغرفة، وحين راحت الزوجة في النوم بدأت السيدة العجوز تنظر لجسدها لتكتشف تفاصيله. وفي الصباح قالت لها:

- سأرحل يا ابنتي، وأعودك في يوم آخر.

- كما تحبين يا خالة.

وخرجت السيدة العجوز وراحت تبحث عن الرجل، وحكت له ما رأته.

-        انظر، لديها حسنة في صدرها الأيمن، وارتدت قميصًا سماويًا يحمل اسم زوجها.

ومرت خمسة أيام وعاد الزوج. راح إلى الحانة وحكى له الرجل الآخر أنه ضاجع زوجته.

- وما الأمارة على ذلك؟

- انظر، في صدرها الأيمن حسنة وارتدت قميصًا سماويًا يحمل اسمك.

- إنها حقيقة. لقد خسرتُ.

- إذن في اليوم المحدد عليّ أن أقتلك.

وعاد الزوج إلى بيته. وسألته الزوجة:

- هل أجهز لك الطعام؟

- دعيني في سلام، دعيني.

- ماذا بك؟

- اغربي من أمامي.

     وانصرف عنها. ثم عرفت من جارة لها ما جرى، هكذا راحت واشترت حذاءً وانتعلت فردة واحدة. ثم راحت حيث يجب أن يُقتل زوجها. كان ثمة أناس كثيرون في المكان ليحضروا القتل وهي وقفت بجانب الرجل الذي فاز بالرهان وقالت له:

- أهلا يا لص!

- ماذا بك؟- سألها الناس.

- هذا اللص سرق مني فردة حذائي.

- انظر، لماذا سرقت من هذه السيدة حذاءها يا رجل؟

- كيف ذلك وأنا لم أر هذه السيدة من قبل، ولم أعرفها أبدًا.

- لكن... لقد سرقت منها حذاءها!

- أنا؟ أكرر على مسامعكم أني لم أر هذه السيدة في حياتي.

- إذن، كيف تقول إنك ضاجعتني؟

وكل من كانوا هناك صاحوا:

-   هيا فلتقتلوه.

واطلقوا سراح الزوج وقتلوا الرجل الآخر.

 

 

(من كتاب: حكايات أندلسية، يصدر عن دار ذات السلاسل)          

 

 

 

                                                                                                 

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.