}

ما الذي لم يتهشّم بعدُ؟

أميري بركة 3 أكتوبر 2017

 

 

 

قصيدة إلى عشّاق الجاز الحالمين

 

أخيراً، وجد طريقه

إلى غابة

الإلهام. لم يكن هناك

بوم ولا صيادون. لا عشاق لـ "الليدي تشاترلي"

يضطجعون هانئين على ظهورهم، إذ أتوا

بالاشتراكية إلى بريطانيا

كيفما اتُّفق.

الأمرُ أن الأفكار

ومعارِضيها

مثيلان،

حقاً إنه

في التِّيْه.

 

 

 

 

 

توطئة لرسالة انتحار من عشرين مجلَّداً

 

أدمنتُ في الآونة الأخيرةِ الطريقةَ التي

تنفتح بها الأرض وتطويني داخلَها

كلّما أخرجتُ كلباً لقضاء حاجته في الخلاء.

أو الموسيقا البذيئة مطلقة العنان التي

تُصدرها الريحُ كلما جريتُ في طلب الحافلة.

 

قد آلتِ الأشياءُ إلى ما هي عليه الآن.

 

والآن، أعدُّ النجومَ كلَّ ليلة.

وكلَّ ليلة أصلُ الرقمَ نفسه.

وحين يحدث أن لا أعدها،

أعدُّ الفجواتِ التي تتركها مكانها.

 

ثم في آخر ليلة مشيتُ على رؤوس أصابعي

إلى غرفة ابنتي وسمعتها

تتحدث مع شخصٍ ما، وحين فتحتُ

الباب، لم يكن أحدٌ في الداخل...

كانت وحيدة تجثو على ركبتيها، تختلس النظر

 

إلى يديها المشبوكتين.

 

 

 

خطاب وجيز إلى أصدقائي

 

1

اتركوا للفنِّ السياسي أن يكون

شفيفاً، أوتاراً خفيضةً تمسّها

الأنامل، أو عرْضَ خريفٍ

يرتقي الشوارعَ الأعرضَ، محاطاً بنقاوةِ

وجلالِ إدراككم لِكُنْهِ المدينة

التي تسكنونها، ومع مَن تتحدثون، ما الملابس

-بل حتى ما الأزرار- التي ترتدون. أخاطبُ

/مجتمَعاً

صورةً

لليوتوبيا الشائعة.

 

/النكوص

إلى الافتراق والعزلة

بعد سنواتٍ لا تُعدّ من محاولة دخول ممالك الآخرين،

هي ما يعانيها هؤلاء الآخرون مرفقةً بالدمعِ، وأبواق الساكسوفون تنوحُ

عبرَ أبوابٍ خشبية لـمَساكنَ لهم أقلّ من أن تُسمى لائقة وكريمة.

قد أصبح الفقراءُ. السّودُ. مُطبَقو الجهل،

الخالقينَ لنا.

فاتركوا

لتوليفةِ الأخلاق

والقسوة

أن تبدأ الآن.

 

2

هلِ السّلطةُ هي العدوّ؟ (الفاتكة

بالصباحات، وأجسادِ الأحبة اللطيفة، وسطَ

الإذاعات، وهْلات الصمت، وسكارى

القرن التاسع عشر. أرى الأمرَ،

كتاريخٍ فرديّ لأيّما امرئٍ. لكلّ الأبطال المحتَملين

الذين قضوا من الحرارة

على الشاطئ

أو تواروا لسنوات عن عدسات الكاميرا

فقط لكي يموتوا هكذا بكلّ بساطة على صفحات

كذبتنا اليومية.

لبطلٍ دون سواه

مَطالب من الأدب

أحدُها تجاه تجميل الأخطاء، والتعالي،

والتقنّع دائم التبدّل، كسائق شاحنة، أو ملاكم،

أو مستخدَم، أو نادل، في حانات الذاكرة. يمارس الحب

مع بطلات العادة السرية العَجولات أو يركل باستمرار

الشرَّ الواقعيّ عن السلالم العمومية الشفافة.

 

الحلّ الوسط المرِنُ

بالصمت. الخرَس، حتى عن ركوب خطرٍ

كالتوظيف الشائع

للأفعال والأسماء. بتجميد البصقة

في منتصف طريقها في الهواء، لتصيب

وجهاً ما لمثقفٍ مقدام.

 

سيكون هناك مَن

يدرك الأمر، لسبب مهما يكن

موهوماً. وسيُبعث "رُوْي"، الميّتُ، الكذاب، كأن أولادكم

سيتبرعمون. كأن جورج أرمسترونغ كاستر

لم يرتكب خطاً

طيلة هذه الـ 100 سنة التي انقضت.

 

 

إرث

 

في الجنوبِ، نوم قبالة

الصيدلية، دمدمة تحت

الشاحنات ومواقد الغاز، ارتباك

عبْرَ وحيالَ الأعين المشوشة

لليلٍ بهيمٍ مبكر. عبوس

أثناء الثمل تلويحة يدٍ أو هزّ رمش.

رقص، جثو على ركبتين، تَمَطٍّ، تركُ

يدٍ تستريح في الظل. قرفصة

للشرب أو التبوّل. مَطّ الجسد حين الصعود

المكوث على الأحصنة قرب

ما كان بحراً ذات يوم (هذا ما تقودك الأغنيات

القديمة لأن تصدقه). خروج آمن

من هذه البلدة، إلى أخرى،

سوداء أيضاً. على طريق

حيث الناس نيام. نحو القمر أو ظلال البيوت.

نحو بحرٍ يزعم أنه الأغاني.

 

 

مثل روسو

 

تقف إلى جواري، تقف بعيدة عني،

بتلك اللامبالاة المبهمة

لأحلامها. هي تحلم، بأن تمضي قدُماً،

وتوغل بالمضيّ إلى هناك، مثل حيوانات تفرّ

من قيامة الأرض. لكنها تقف

عصيّةً عن أن تُلمَّ بها، شهوتي غضب متّقد

غطاء بنهاية متعرِّقة، بفجاجةٍ يلفُّ الروح المالحة.

 

بعدَها ثمة تَراجُعٌ إلى الوراء، ثم إلى أين المسير؟ هناك علبةٌ من كلمات

وصوَرٍ. بالونات فولاذية كـمَّتْ أفواهنا.

تمتلئ الغرفة، ثم البيت. يميل الشارع إلى الانحدار.

تزلُّ المدينة، وتنزلق الأبنية باتجاه النهر.

ما الذي لم يتهشّم بعدُ؟ تلك ليست النهاية،

أو قرار النهاية. ثمة ما يحيل إلى جهة أخرى من اللغة.

استنزاف إثر استنزاف، وكلّ نظرات أعيننا تتقاطع

ثم تبرق. إنهما عاشقان يقوضان البُنى الفارغة.

ينتظران ويلمسان ويرقبان أحلامهما كيف

تلتهم الصباحَ.

مقالات اخرى للكاتب

ترجمات
3 أكتوبر 2017

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.