}

ذكرى عبد اللطيف الطيباوي.. "الأستاذ" عاشق "الكتب الصفراء"

استعادات ذكرى عبد اللطيف الطيباوي.. "الأستاذ" عاشق "الكتب الصفراء"
الدكتور عبد اللطيف الطيباوي (29.4.1910 – 16.10.1981)
قَامت "لجنة رعاية الإبداع" في مدينة الطيبة (فلسطين) مؤخراً بإعادة طِباعة بعض أعمال الأكاديمي الفلسطيني البارز الدكتور عبد اللطيف الطيباوي، ابن المدينة، ضمن كتابٍ خاص تحت عنوان "خمسة أعمال عربية". وقامت بلدية الطيبة بإطلاق اسم هذا الراحل الكبير على شارعٍ في المدينة ونظمت احتفالاً للإشادة بذكراه وإسهاماته العلمية. وفي هذا، كانت بلدية الطيبة رائدةً في اهتمامها بالتراث الفكري الفلسطيني وأعلامه. ولما كُنت قد شَرُفت بتكليف "لجنة رعاية الإبداع" بكتابة مقدمةِ هذا الكتاب، وكان قد تَعذر عليّ المشاركة في احتفال التكريم لتواجدي خارج البلاد، ارتأيتُ أن أنشر هذه المقدمة من أجل التعميم والتعريف بهذه القامة الفلسطينية العالية، عساني بذلك أقوم بدوري في واجب الوفاء والعرفان للأجيال السابقة في ذاكرة المعرفة الفلسطينيّة.


الطيبة - لندن: ما بين مدينتين
نحتفي بهذا الكتاب بالدكتور عبد اللطيف الطيباوي (29.4.1910 – 16.10.1981)، ونكّرم سيرته على مُجمل أعماله العلمية واسهاماته الثقافية التي رفع بها اسم وطنه عالياً، وكرّس بها نفسه واحداً من أهم القامات الفكرية التي أنجبتها بلادنا فلسطين. نَحتفي به بعد أكثر من أربعة عقودٍ من صُدور آخرِ كتابٍ لتكريم "الأستاذ"، وهو اللقب الذي دَرج أصدقاؤه وطلابه على مناداته به. ففي العام 1977 أصدرَ المركز الثقافي الإسلامي في لندن كتاباً علمياً باللغة الانكليزية بعنوان "إكليلُ غَارٍ عربي وإسلامي: مقالات تاريخية وتربوية وأدبية مُقدمة لِعبد اللطيف الطيباوي من زملاءٍ وأصدقاء وتلاميذ" (1). اشترك في هذا الكتاب الذي أعِد لتكريم الطيباوي حينما بلغ سِن السبعين 31 كاتباً من 15 بلداً، وفيهم من الفلسطينيين الدكتور إبراهيم أبو لُغد وإسحاق موسى الحسيني وطريف الخالدي وغيرهم. قَدم المشاركون في الكتاب 29 ورقة بحثية بالإضافة إلى عرضٍ لسيرة حياة الطيباوي وإرفاقِ قائمةٍ مُفصلةٍ (لكنها غير كاملة) بمنشوراته وأعماله. يجدر ذكره أنني لم أجدْ من هذا الكتاب في البلاد إلا نسخةً واحدةً لا غير في مخازن المكتبة الوطنية في القدس. لذلك، من الأهمية بمكان إعادة طباعة هذا الكتاب أو أجزاء منه من أجل إعداد بيبلوغرافيا كاملة لأعمال الطيباوي.

قامت بلدية الطيبة بإطلاق اسم هذا الراحل الكبير على شارعٍ في المدينة ونظمت احتفالاً للإشادة بذكراه وإسهاماته العلمية 

















أربعةُ عُقود مضت وها نحن نقدم مجموعة من آثارهِ من جديد، لكن هذه المرة في مدينة الطيبة، مسقط رأسه، لا في لندن، حيث سقط قلبه في غربة الشتات. أربعةُ عُقود مضت منذ صدور ذلك الكتاب، فيها رحل الطيباوي عن عالمنا في العام 1981، وفيها اختفى جيلٌ حاول أن يقاوم بالعلم والحفاظ على الذاكرة، وأتى جِيلٌ جديد فيه من يَتذكر بِصعوبة وفيه من يَنسى بِسهولة، وفيه من يُقاوم بخجلٍ وفيه من يستمرئ دونيته بصلافةٍ وجهل.


المُثقف المُنتمي و"الكتب الصفراء"
الصّدق أننا نُقدم هذا الكتاب وفيه مختارات من مؤلفات الطيباوي بخجلٍ نظراً لما يستحقه "الأستاذ" من واجب التكريم لنبوغه وطلائعيته مند بداياته وحتى وافته المنية. نَبغ الطيباوي منذ جيلٍ مُبكر. تَفوق في دراسته في مدرسة طولكرم الأميرية، وفاز بالجائرة الأولى في المسابقة الأدبية لمجلة الهلال عام 1925 وهو ما يزال على مقاعد الدراسة في الكلية العربية (دار المعلمين) في القدس التي التحق بها في جيل 12 عاماً.

كما نَال أكثر من جائزة على أبحاثٍ له خلال دراسته في الجامعة الأميركية في بيروت حيث درس التاريخ والأدب العربي، ونال شهادة البكالوريوس عام 1929. هذا النبوغ أدى به إلى مَنفاه، حيث قدم في أوائل 1948 للندن باحثاً زائراً لستة أشهر لدراسة أنظمة التربية والتعليم في إنكلترا. كان المفروض أن يَعودَ الطيباوي لِوطنه ولخدمة بلاده بعد انتهاء منحته الدراسية، لكن أحداث نكبة عام 1948 قطعت عليه طريق العودة إلى وطنه فاضطر إلى البقاء في لندن، وهناك منحته جامعة لندن درجة الدكتوراه وضمته إلى طاقمها باحثاً ومحاضراً في مؤسسة التربية ضمنها.
ظلَّ الطيباوي طِيلةَ عُمره مشغولاً بهموم بلاده ومُنافحاً عن قضاياها. لم يطلبْ لنفسه منصباً سياسياً، بل فهم بعمق دوره الثقافي في مقاومة ادعاءات الاستعمار والصهيونية. فَهم الطيباوي أن دَوره الأهم هو في التحقيق والتأريخ والتحليل والتنقيب في دور الوثائق والأرشيفات الرسمية والكتب التراثية: "الكتب الصفراء" التي أحبها.

ظلَّ الطيباوي طِيلةَ عُمره مشغولاً بهموم بلاده ومُنافحاً عن قضاياها. لم يطلبْ لنفسه منصباً، بل فهم بعمق دوره بمقاومة ادعاءات الاستعمار والصهيونية   


















يَكتبُ الطيباوي في الجزء الثاني من "محاضرات عن تاريخ العرب والإسلام" الصادر عام 1966 فصلاً عن فضل "الكتب الصفراء" على "الكتب البيضاء" وفيه يقارن كتب القدامى التراثية بكتب المُحدثين المعاصرة. يكتب الطيباوي (ص. 161-162) بعد أن قهر نفسه على أن تُحب ما تكره وانجلت عن صدره رهبةُ المجهول وتَعود أن يقرأ في كتب التراث بالسُّهولة عيّنها التي يقرأ بها الكتب البَيضاء الجديدة:
"وتزداد سعادتك في هذه الجنة، أنك تجد الكتبَ الصفراءَ كريمةً، مسرفةً في كَرمها، فهي تَبذل لك العلم والادب بذلاً، وأنت تأخذه وتستعمله في شأنك، وقد تُنصب نفسك قاضياً في غياب المُدّعين مُؤلفيها، فتقول إن المؤرخَ قد أخطأ، وأن الأديب قد أسّفَ، وأن المتصوف قد بالغ، وأن الفيلسوف قد أغربَ، فلا تجدُ من مُؤلفي تلك الكتب من يحتج، ولا تلاقي من مؤلفاتهم إلا كل ترحيبٍ عند عودتك إليها… هل تجد مثل هذا الودِّ من الكتب البيضاء وأصحابها؟ فإنك إذا قرأت كتاباً منها، وجدت أكثرَ مادته على حدِّ قول الشاعر "ما أرانا نقولُ إلا معاراً"، أما ما فيه من رأي فهو غالباً جُهد المُقلِّ، أفرط صاحبُه في المحافظة على جميع حقوقه فيه، من طَبعٍ ونقلٍ وترجمةٍ واقتباسٍ. وإن حدثتك نفسك أن تخالف المؤلف، ردَّ على قولك بما لا يتسع لاعتراف بخطأ أو إقرارٍ بنقصٍ، أو شُكر على بيان مَواضع الضعف، أو قابليات التحسين في كتابته".

شخصياً، بدأت معرفتي بكتب الدكتور عبد اللطيف الطيباوي بكتابٍ له صار "أصفر" اللون بالنسبة لجيلي من الباحثين. هذا الكتابُ المرجعي هُو "التعليم العربي في فلسطين في عهد الانتداب" الصادر في العام 1956 (2). هذا الكتاب يُوثَّق من خلال مُعطياته الكَمية وتحليله النقّدي أحوالَ التعليم في فلسطين التاريخية في ثلاثة عقود تحت إدارة سلطة الانتداب البريطاني، التي خَبِرها الطيباوي عن قُرب معلماً ومفتشاً وباحثاً. شدَّني الكتابُ بحرصه على تقديم تفاصيل وحيثيات المشهد التعليمي في فلسطين في تلك الفترة، مما جَعل الكتاب مرجعاً لا غنى عنه في تفنيد ادعاءات الحركة الصهيونية بأنها مشروع "تنوير" و"حداثة" في أرض "بلا شعب" و"بلا حضارة". مثلاً، يُبينّ الطيباوي أنه في الفترة 1944-1945 عمِلت تحت سُلطة الانتداب 478 مدرسة إضافة إلى 317 مدرسة خاصة (مدارس إسلامية ومسيحية). كذلك الأمر أضحى الكتاب مرجعاً في تحليل تمظهر السياسات الاستعمارية في حقل التربية والتعليم وكيف يتم توظيف هذا الحقل في خدمة علاقات القوة التي تُمليها هذه السياسات من أجل إعادة إنتاج الضبط والسيطرة وهَرمية التراتبيات المختلفة ما بين المستعمِر والمستعمَر. ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن هذا الادعاء الأخير ما زالت وجاهته تَرفد أدبيات الباحثين في شؤون التعليم العربي إلى يومنا هذا، حيث ما زال الادعاء المركزي في هذه الأدبيات أن التعليم العربي تم تجنيده لخدمة أغراض الهيّمنة في تفتيت الهوية الفلسطينية الجامعة وإنكار روايتها والترويج للمشروع الصهيوني في فلسطين ولمشروعيته الأخلاقية. باختصار، تعليم ما بين المطرقة والسندان: في خدمة المُستعمِر من جهة، وفي خدمة حراك السكان الأصليين المُستعمَرين نحو التنمية والحداثة والتقدم والتحرر، من جهة أخرى.

كان هذا الكتاب الّلافت علامة طريق أخرى في مسيرة "الأستاذ" الوطنية التي كرسته مثقفاً منتمياً وملتزماً وفاعلاً. مسيرةٌ تُعلمنا جميعاً دروساً ثمينةً حول دور المثقف النضالي وغير الوعظي في مجتمعه. فمنذ بداياته ورغم كونه موظفاً حكومياً في فترة ما قبل نكبة العام 1948، كتب الطيباوي المقالات التي تَنتقد السياسات البريطانية وتُوضح المخاطر المُحدقة بمستقبل فلسطين، كما قدم للجنة الملكية البريطانية التي قدمت إلى فلسطين عام 1937 مذكرتين هامتين: الأولى حول مراسلات مكماهون- الحسين وفيها بَيّن أن الوعد البريطاني بالاستقلال للعرب يشمل فلسطين ونشرت مترجمةً في جريدة "الدفاع" بتوقيعٍ مستعارٍ (كان يُحظر على الموظفين في إدارة الانتداب الكتابة للصحف)، والثانية حول عدم مشروعية معاهدة فيصل- وايزمن.
هنا لا بد من الإشارة الى أن الطيباوي ورغم تضييقات سُلطات الانتداب وقُيودها الوظيفية دَرج على نشر المقالات التوعوية والنهضوية في المجلات والصحف الفلسطينية والعربية باسمه وبأسماء مستعارة وهو أمر يستحق التقصي والتوثيق، وسعى الى تطوير مبادرات تربوية رائدة في المدارس العربية وهو باب يستحق التعمق والدراسة حول تجربة الطيباوي التربوية. ولعل في هذه التجربة الرائدة في إعادة نشر بعض ما كتبه الطيباوي عبرةً وحافزاً لكل المهتمين بالتراث العلمي والتربوي في فلسطين من أجل تشجيع الكتابة الأكاديمية والأدبية في هذا المجال والاحتفاء بأعلام فلسطين في التربية والتعليم، مثل خليل السكاكيني وإسعاف النشاشيبي وإسحاق موسى الحسيني وجورج أنطونيوس ومصطفى مراد الدباغ وسامح الخالدي وثابت الخالدي ووصفي عنبتاوي وحافظ طوقان وعلي رشيد شعث وأحمد القاسم وغيرهم الكثير.  وما يزال التراث التربوي والفكري لهذه الأسماء من المربين الرواد أرضاً بِكراً من حيث المواد والأبحاث المتوفرة والمُنجزة. تحديداً، يغيبُ عن تأهيل المعلمين العرب في الكليات والجامعات أي تعاطٍ جدّي مع العطاء الثقافي والعلمي لهؤلاء الرُواد، وقلما تجد مبادرة أهلية ومجتمعية لإحياء ذكرى هذه الشخصيات وتجديد التواصل المعرفي مع نتاجاتها. 

أعاد الطيباوي الاهتمام بالتربية الإسلامية تاريخاً وفلسفةً كحقل معرفي مستقل، لافتاً النظر إلى تحولاتها في ظلِّ الحداثة وقيام الدولة الوطنية 


















إضاءة على الإسهام المَعرفي
تَعاطتْ كتابات الطيباوي في مُجملهما مع مِحورين مركزيين هُما: دراسة تاريخ ومصالح القوى الاستعمارية (Colonialism) في بلاد الشام (سورية الكبرى) وبضمنها فلسطين؛ دِراسة تاريخ وأصول الفكر التربوي الإسلامي. في الباب الأول أنجز الطيباوي كُتباً مهمة حول تاريخ المنطقة (3) والمصالح البريطانية (4) والأميركية (5) والروسية (6) في فلسطين والعلاقات العربية مع بريطانيا والمسألة الفلسطينية (7). ويتصل بهذا الباب موضوع نَقد الاستعمار، حيث كان الطيباوي من أوائل المهتمين في نقد منطلقات الاستشراق وتحليل تأثيره على الباحثين في تاريخ الإسلام والموقف من القومية العربية (8). وفي كل ذلك، كانَ الطيباوي رائداً في تحليل عَمل نُظم وآليات الاستعمار في مجال التربية والتعليم (9) والمؤسسات الدينية والتبشيرية في المنطقة (10)، وطلائعياً في نقده للادعاءات التي أعطَتْ لهذه المُؤسسات حَجماً زائداً وثِقلاً فائضاً في "النهضة العربية" (11) وفي دَفع قوى "التقدم والتنوير" في المنطقة. وما يُميّز الطيباوي في هذه الأبحاث هو تنقيبه المنهجي في المواد الأرشيفية وحرصه على استخدام الوثائق لتدعيم أبحاثه.


أما فيما يخص الدراسات الإسلامية عموماً والتربية الإسلامية خصوصاً فإن جهد الطيباوي الموسوعي لا يخفى على أحد. من ناحية، اهتم بحضور الإسلام في الفكر الغربي عموماً والحيز البريطاني تحديداً (12)، ومن ناحيةٍ أخرى أعاد الطيباوي الاهتمام بالتربية الإسلامية تاريخاً وفلسفةً كحقل معرفي مستقل (13)، لافتاً النظر إلى تحولاتها في ظلِّ الحداثة وقيام الدولة الوطنية (14). كما أعاد الطيباوي تقديم الفكر التربوي لدى إخوان الصفا (15)، واهتمَّ بالفكر الّلاهوتي لدى الإمام الغزالي (16). ولم يكُّفْ الطيباوي عن النشر باللغة العربية في دور النشر العربية في القاهرة وبيروت (17) رغم غزارة إنتاجه باللغة الإنكليزية، مُتواصلاً بذلك مع محيطه العربي الطبيعي وعمقه الإسلامي الذي غَرف منه حتى ارتوى وأروانا.


أحسنَ الله خَاتمتنا

لا يَسع القارئ إلا أن يَجد أن كثيراً مما كتب الطيباوي ما زال راهناً وقادراً على تسليط الضوء على ظلمات واقعنا الاجتماعي والسياسي


















يَجدُ القارئ في كتابة الطيباوي باللغة العربية مذاقاً خاصاً لما فيها من جَزالة الّلفظ وبَلاغة المعنى وعُمق التبصر. تحديداً، لا يَسع القارئ إلا أن يَجد أن كثيراً مما كتب الطيباوي ما زال راهناً وقادراً على تسليط الضوء على ظلمات واقعنا الاجتماعي والسياسي. مثلاً، يَكتبُ في الجزء الثاني من "محاضرات عن تاريخ العرب والإسلام" (ص. 170- 171):
"ولكن شَرُّ المحّن ما يصيب الأمة في مجموعها، فتُمتحن في قدرتها على تَحمل المشاق وبذّل الجُهد والمال، ودَفع العدو سواء كان وباءً أم فيضاناً أم قحطاً أم عدواناً على الوطن.  وامتحانُ الأمة في هذا امتحان لأفرادها وجماعاتها ورؤسائها، لا يقتصرُ في نِطاقه على المادة والعلم، بل هو في أساسه امتحان للأخلاق قبلَ كلِّ شيءٍ آخر، فإذا نجح الفردُ في الامتحان، كان نجاحه على قوة خُلقه من استعدادٍ ومثابرةٍ وضبطِ نفسٍ، وإذا نجحت المجموعة أو الأمة في الخروج من محنة تُصاب بها، كان نجاحها دليلاً على قوة خلقها في التعاون والصبر والتغلب على المصاعب. إلا أننا الأن في امتحان أخلاقي عَصيب فأين نحن من نهايته، وكيف تكون هذه النهاية؟"
لَو كان "الأستاذ" بيننا لأخبرناه أننا ما زلنا في نفس الامتحان. فما زلنا لا نُجيد تَنظيم قِوانا ولا نُتقن توزيع الواجبات بين القادرين فينا. وما زالت قيادتنا مُفككة ومُتناحرة ومُنقسمة وتخفق المرة تلو المرة في إدارة الدفة نحو المأمولِ منها. وتحديداً، ما زالتِ القيادة السياسية لا تعي أن دورها الأخلاقي قد يكون أهم من أي دورٍ سياسي لها.
لو كان "الأستاذ" بيننا، لرأى خيراً كثيراً في طُموح وانجازات أبنائنا وبناتنا على الصعيد الشخصي، ولكنه كان سيرى أيضاً أن النجاحات الفردية لم تحولنا بعد إلى مجتمعٍ مُتماسكٍ ولم تؤت أُكلها على صعيدِ الجماعة.

رَحم الله "الأستاذ" وأحسن الله خَاتمتنا.

هوامش:

  1. Awa, A., Bou-Uata, I., Nadvi, S., El-Droubie, R. (Eds.). (1977). Arabic and Islamic garland: historical, educational and literary papers presented to Abdul-Latif Tibawi by colleagues, friends and students.London: The Islamic Cultural Centre.
  2. Tibawi, A. L. (1956). Arab education in Mandatory Palestine: A study of three decades of British administration. Luzac.
  3. Tibawi, A. L. (1969). A modern history of Syria, including Lebanon and Palestine. London: Macmillan; New York: St. Martin's P.
  4. Tibawi, A. L. (1966). American interests in Syria, 1800-1901: a study of educational, literary and religious work.  Oxford :Clarendon
  5. Tibawi, A. L. (1961). British interests in Palestine, 1800-1901: a study of religious and educational enterprise. Oxford University Press;
  6. Tibawi, A. L. (1966). Russian cultural penetration of Syria—Palestine in the nineteenth century (Part I). Journal of the Royal Central Asian Society, 53(2), 166-182; Tibawi, A. L. (1966). Russian cultural penetration of Syria‐Palestine in the nineteenth century (PART II). Journal of the Royal Central Asian Society, 53(3), 309-323.
  7. Tibawi, A. L. (1977). Anglo-Arab relations and the question of Palestine, 1914-1921. Luzac.
  8. Tibawi, A. L. (1965). English-speaking orientalists: A critique of their approach to Islam and Arab nationalism. Geneva: Islamic Centre.
  9. Tibawi, A. L. (1980). English and American Education for Arabs 1900-1931. Arab Studies Quarterly, 203-212; Tibawi, A. L. (1956). Arab education in Mandatory Palestine: A study of three decades of British administration. Luzac; Tibawi, A. L. (1953). The project for a British university in Palestine. Journal of the Royal Central Asian Society, 40(3-4), 224-233.

10. Tibawi, A. L. (1967). The genesis and early history of the Syrian Protestant College. Middle East Journal, 21(1), 1-15; Tibawi, A. L. (1963). The American Missionaries in Beirut and

11. Butrus al-Bustani. St. Antonys Papers 16:137–82

12. Tibawi, A. L. (1981). History of the London Central Mosque and the Islamic Cultural Centre 1910-1980. Die Welt des Islams, (1/4), 193-208.

13. Tibawi, A. L. (1962). Origin and Character of al-Madrasah. Bulletin of the School of Oriental and African Studies, 25(2), 225-238; Tibawi, A. L. (1957) Philosophy of Muslim education, in: G. S. Bereday & J. A. Lauwerys (Eds) The yearbook of education. Education and philosophy (London, Evans Brothers), 80–92; Tibawi, A. L. (1954). Muslim education in the golden age of the Caliphate. Islamic Culture, 28(1), 418-438.

14. Tibawi, A. L. (1972). Islamic education: Its traditions and modernization into the Arab national systems . London: Luzac;

15. Tibawi, A. L. (1959) Some educational terms in Rasa’il Ikhwan as-Safa, Islamic Quarterly, 5(1/2), 55–60.

16. Tibawi, A. L. (1965). Al-Ghazali's Tract on the Dogmatic theology, ed. tr., annotaed and introduced. Islamic Quarterly, 9, 62-122.

17. أنظر مثلا كتب "التصوّف الإسلامي العربي"، "تاريخ إخوان الصفا وفلسفتهم"، "جماعة إخوان الصفا"، و"محاضرات في تاريخ العرب والإسلام"، وأيضاً كتاب "القدس" المترجم عن الإنكليزية.

* رئيس برنامج دراسات اللقب الثاني في التربية والمجتمع والثقافة، جامعة حيفا

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.