}

المغامر العراقيّ الذي أقنع هتلر ببثّ القرآن من برلين

باسم المرعبي 19 فبراير 2018
استعادات المغامر العراقيّ الذي أقنع هتلر ببثّ القرآن من برلين
يونس بحري

قبل القراءة

الكتابة عن شخصية إشكالية في مواقفها كيونس بحري لا تعني بأي حال تبني هذه المواقف أو التعاطف معها والانحياز لها تحت أي ذريعة أو مسمّى، خاصة عمله مع النازيين والتعاطي معهم، وهو أمر لا يمكن تبريره، بأي شكل، على الرغم من أنّ بحري كان يصرّح ويفخر أنه بموقفه هذا إنما كان يحارب الاستعمار البريطاني، أي من خلال التعاون مع أعداء بريطانيا في ذلك الوقت، كما تجلّى في ألمانيا النازية. وهو يعدّ نفسه عروبيًا، وما فتئ يذكر ذلك ويشدّد عليه في كل مناسبة. لكنه بذلك يكون كالمستجير من الرمضاء بالنار. إن غاية هذه الكتابة أولًا وأخيرًا، هي تقصّي روح المغامرة لدى يونس بحري، ما جعله شخصًا ينتمي إلى المرويات الخيالية أكثر منه إلى الواقعي، وضمنًا يعرض المقال إلى آرائه وشهاداته، كما بصدد انقلاب 14 تموز/ يوليو 1958 في العراق، وهي على درجة من الأهمية كما مثلها كتابه "سبعة أشهر في سجون قاسم" الذي انفرد بالكثير مما هو خفي ومجهول من سيرة الانقلاب ورجالاته.

بقي القول إن التعرض لمواقف إشكالية، مهما كانت، لا يعني تبنيها، وإلا كان كل مترجم أو ناشر أو حتى قارئ لكتاب هتلر "كفاحي" نازيًا!

من هو يونس بحري

يجيد سبع عشرة لغة ويحمل خمسة عشر جوازًا. خاض في السياسة فاشترك في انقلابات عسكرية. تعاون مع الألمان وكان صوت الرايخ الموجّه للعرب. التقى هتلر وأقنعه ببث القرآن من الإذاعة في برلين، وكان قد تعرّف إليه، قبل ذلك، في مشرب في ميونخ، عام 1923، قبل أن يؤسس حزبه، كما يذكر في لقاء معه. ويتعرف في العام نفسه، بواسطة الأمير شكيب أرسلان، إلى موسوليني عندما كان الأخير مدرسًا في ميلانو. اُتهم بالجاسوسية والنازية. جاب العالم طولًا وعرضًا. تزوج تسعين امرأة زواجًا شرعيًا وأكثر من مئتين زواجًا مدنيًا، وله أكثر من مئة ولد! عمل مفتيًا في إندونيسيا وراقصًا في ملهى في الهند، وإمام جامع في باريس، بلحية مستعارة! خالط الملوك والرؤساء والزعماء. تعرّض للسجن وحُكم بالإعدام أربع مرات. أسس ست عشرة إذاعة والعديد من الصحف. عمل رئيس تحرير ومدير إذاعة، أكثر من مرة، وموزّع صحف! هرب إلى ألمانيا بعد مقتل الملك غازي لأنه كان هو والملك يحرضان على سياسة الإنكليز من إذاعة "قصر الزهور" في بغداد وكان يديرها ويكتب مقالات تعبر عن آراء الملك والملك يذيعها. كانت طريقة هروبه تستحق وحدها أن تكون فيلمًا سينمائيا، فقد صعد، بترتيب من السفير الألماني في بغداد فريتز غروبا، لأن حياته كانت مهددة، إلى طائرة تحمل وفدًا ألمانيًا بذريعة إجراء لقاء صحافي مع الوفد، فحملته الطائرة إلى برلين وكان ذلك، في 5 نيسان/ أبريل 1939، أي قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية بستة أشهر ليبقى في ألمانيا ست سنوات، أي طوال سنوات الحرب، وتأسيسه لإذاعة برلين العربية وانطلاق برنامجه وعبارته الافتتاحية الشهيرة "هنا برلين، حيّ العرب"، وهذه التحية مأخوذة من التحية النازية، "هايل هتلر Heil Hitler". ولأجل استقطاب المستمعين اقترح على غوبلز، وزير الدعاية النازية، افتتاح البرامج بآيات من القرآن الكريم، غير أن غوبلز لم يحسم الأمر، فطلب مقابلة هتلر وتمّ له ما أراد. وقد قصدت إذاعة برلين العربية، بهذه الخطوة، منافسة البي بي سي البريطانية، التي بدأت بعد أشهر بتقليد إذاعة برلين وافتتاح بثها بالقرآن، أيضًا. بعد استسلام ألمانيا للحلفاء وانتحار هتلر، بيوم واحد، هرب إلى فرنسا وأصدر في باريس صحيفة "العرب" بمساعدة من رشيد عالي الكيلاني وقد طالبته الحكومة الفرنسية بدفع ضريبة دخل، غير أنّ القانون الفرنسي يستثني من له 12 ولدًا من الضريبة، فقال لهم إن له أكثر من ذلك، وقدم أسماء 45 منهم وقامت بلدية باريس بجمعهم من مختلف أنحاء العالم وقد استضافتهم على حسابها عام 1954 لمدة 40 يومًا فكان ذلك، كما يقول هو نفسه، حدثًا عالميًا، كتب عنه وقتها الصحافي المصري المعروف محمد التابعي في مجلة "آخر ساعة"! اعتبره الزعيم اليوغسلافي تيتو مجرم حرب هو والمفتي أمين الحسيني لأنهما شجعا المسلمين على القتال مع الجيش الألماني. وكان الحسيني قد جمع ثمانين ألفًا من مسلمي يوغسلافيا لهذا الغرض.

هذا غيض من فيض صورة الرحّالة والإعلامي والكاتب العراقي، الذي أصدر 16 كتابًا، نجم الأربعينيات والخمسينيات، ابن مدينة الموصل، يونس بحري (1900 ـ 1975)، صورة ارتفع فيها الواقعي إلى الغرائبي والخيالي أو اختلط به فلم يعد من حدود بين الإثنين ما جعل منه أسطورة حية، لكن دون استبعاد، كما في مثل هذه الحالات، المبالغة والتهويل في ثنايا وقائع سيرة الرجل، بحكم الإضافات و"المخترَعات" اللاحقة في غمرة سكرة الإعجاب والانتشاء بما حققه. غير أنّه من المؤكد أن يونس بحري شخص استثنائي ومغامر كبير، اقترب من الخطر ولامسه مرارًا، عرف المجد والثراء، كما عرف الجوع والفقر والتشرّد. ساح في بلدان عديدة، مترامية، منذ منتصف عشرينيات القرن الماضي، قاطعًا العالم، عُرف بِاسم "السائح العراقي" ولحقه لقب "البحري" بسبب من أسفاره، رغم أن ثمّة "أسطورة" صغيرة أُخرى تفسّر اللقب. تعدّدت وتنوعت مواهبه ومعارفه حتى بدت موسوعية، فمن الصحافة والإذاعة إلى الرياضة، إلى التصوير الفوتغرافي، إلى الغناء، إلى ترتيل القرآن، إلى تقليد خطب الزعماء، تقليدًا متقنًا، كما في تقليده لهتلر وعبد الكريم قاسم وسواهما وهو ما يُحيل إلى التمثيل. عن ذلك يقول: "... وفيما كان الشاعر محمد مهدي الجواهري الذي عاد شيوعيًا بعد يوم 14 تموز/يوليو، يلقي قصيدة من دار الإذاعة، رحت أقلّد إلقاءه، وكان ضباط السجن يسترقون السمع من فوق سطح سجننا، فأعجبوا كثيرًا بالتقليد المتقن، ولما انتهيت من الإلقاء صفقوا إعجابًا وطلبوا مني أن أقوم بتقليد هتلر وموسوليني وتشرشل وديغول وخروتشوف في خطبهم". هذا الموقف يعود إلى فترة سجنه بعد انقلاب 14 تموز 1958 في العراق، لاعتباره نصيرًا للعهد الملكي، وقد لعبت الصدفة، هنا، في غير صالحه، إذ إنه عاد من لبنان مع زوجته اللبنانية إلى بغداد قبل يوم واحد فقط من الانقلاب!

من مبعوث ملوك

إلى طبّاخ

 برع يونس بحري في مجال لا صلة له بما عُرف عنه من مهارات أدبية وخطابية، وهو إجادته الطبخ، ولمختلف الأكلات العالمية، وقد عمل في هذا المجال بنجاح كبير، كما في المحال التي أدارها مثل "كشك البحري" ومطعمَي "كوبانا" و"بوران"، في بغداد، بعد خروجه من السجن، أوائل عام 1959، حدّ أن حكومة عبد الكريم قاسم كلفته رسميًا بمهمة إعداد قوائم الطعام لحفلات الحكومة الدولية. وهو لا يستنكف عن العمل في أقلّ المهن شأنًا، على الرغم من اضطلاعه السابق بمهام رفيعة كمستشار أو سفير ومبعوث لأكثر من ملك ورئيس وحكومة، كما في سفاراته للملك فيصل الأول إلى أمراء الخليج أو الملك غازي إلى هتلر أو الملك عبد العزيز آل سعود إلى إندونيسيا، وسوى ذلك. علاوة على صداقاته وعلاقاته مع كبار زعماء العالم، مثل هتلر وموسوليني وديغول وإمبراطور الحبشة وملك النيبال وملك تايلند وسلاطين الملايو وتيمور بن سعيد والد السلطان قابوس، وغيرهم من شخصيات أُخرى عربية وأجنبية، وهو ما يذكره بنفسه في لقاء أجراه معه الصحافي المصري عبد الله مليجي، تحت عنوان "أسطورة تمشي على الأرض"، لمجلة "اليقظة" الكويتية عام 1972.

ولا يمكن لقارئ سيرة بحري المتناثرة عبر أكثر من كتاب أو لقاء صحافي أو عبر شهادات مجايليه أو ممن عرفه عمومًا، إلّا أن تلفته ثقافته أو آراؤه السياسية والأدبية والاجتماعية مقترنة بسعة تجاربه الحياتية وغناها وتعدد علاقاته وتنوعها كمصدر من مصادر هذه المعرفة أو وجه من أوجهها. غير أن العنوان الأبرز له هو سرعة بديهته وخفة ظله، ولطالما أنقذته هاتان الخصلتان من مواقف شديدة وقاسية، لا سيما عندما كان في السجن، كما في تجربة السبعة أشهر التي قضاها، بعد انقلاب 14 تموز 1958، أو بعد إلقاء القبض عليه حينما كان موفَدًا من الحكومة الفرنسية لمفاوضة إحدى القبائل في دولة أفريقية، والحكم عليه بالإعدام للاشتباه به كعميل للفرنسيين وتخلصه من ذلك لما يمتلكه من ظرف وروح النكتة، حتى في أحلك الظروف. وربما تحتمل القصة الأخيرة، هذه، أن تكون من "المخترعات" اللاحقة، حتى يثبت العكس.

وكمثال على سرعة بديهته، بل قل دهائه، حدث أن استدعاه عبد السلام عارف في أول أيام انقلاب 14 تموز، وكان وزيرًا للداخلية، فاقتيدَ إليه مخفورًا، وعندما دخل يونس ورأى عبد السلام وراء مكتبه، أخذ يطيل النظر إلى المنضدة التي أمامه، فسأله عن سبب نظرته تلك، فقال له: "اسمح لي سيادتك أن أقول لك إن هذه المنضدة مشؤومة". وكان قبل ذلك قد جال في ذهن يونس تاريخ هذه المنضدة، التي صُنعت بطلب من رشيد عالي الكيلاني، حين كان وزيرًا للداخلية، عام 1935، ومن ثمّ تعاقب خمسة أو ستة وزراء عليها، ليخلص إلى نتيجة، أن جل من جلسوا حولها قد نُكبوا، إما بحياتهم أو برزقهم أو بسمعتهم. يتحدث بحري بعد ذلك عن امتقاع لون عارف وارتباكه، إثر سماعه القصة، حتى أخذ يتطلع إلى المنضدة بريبة، ليقول له بصوت مرتجف: اجلس! ثم أخذ يوجه، مثل تلميذ، أسئلة غير منتظمة إلى أستاذه، حسب وصفه، عن وزراء داخلية العهد الملكي الذين سبقوه وتاريخ كل واحد منهم. عندها يقول يونس سيطرت عليه تمامًا كما لو كنتُ منوِّمًا مغناطيسيًا، وعند حضور من ينبهه إلى موعده التالي مع السفير البريطاني، تذكّر عارف، وقتها، السبب الذي من أجله أرسل في طلبه. وبينما هو يودّعه أخذ يوصيه، بشكل مختصر وملطّف، بالكفّ عن التأثير على الجنود والحرس في المعتقل بسبب حكاياته وما تحمله من تحريض. وهو ما سيتوضّح في القسم التالي.

قصة العريف باتيستا

كان يونس بحري يتمتع بحضور طاغٍ وتأثير على الآخرين كجزء من مواهبه، أو بسبب هذه المواهب، إضافة إلى تمتعه بقابلية التكيّف التي ينطوي عليها وهي نقطة جوهرية في شخصيته لا ينبغي إغفالها في أي دراسة تتناوله. ففي تجربة سجنه التي تحدث عنها في كتابه "سبعة أشهر في سجون قاسم" والصادر في طبعة لاحقة بإعداد وتقديم خالد عبد المنعم العاني، وبعنوان مختلف، عن الدار العربية للموسوعات، نتعرف على البحري في هذه التجربة القاسية بمعية رجالات العهد الملكي كالدكتور فاضل الجمالي وتوفيق السويدي وأحمد مختار بابان وسعيد قزاز وغازي الداغستاني وبرهان الدين باش أعيان وعمر علي وسواهم من بقية الرتب والمراكز المختلفة، مدنية وعسكرية، وكل هؤلاء نراهم في مرآة يونس بحري وفي مختلف المواقف كالتعرض إلى الضرب والإذلال والتجويع وسوى ذلك من مواقف مؤثرة، غير أن بحري استطاع تحويل الكثير من المواقف المكفهرة إلى نقيضها بسرعة بديهته وروح المرح التي تتملكه، غالبًا، وهذا عائد إلى قابلية التكيّف التي يتميّز بها، حتى بشكل متطرف، مثل تصرفه مع العريف رسن، أحد حراس السجن، وسؤاله له: لماذا لا تقوم بانقلاب وتستولي على السلطة؟ وحين يسأله مندهشًا كيف يقوم بانقلاب وهو مجرد عريف؟ عندها يسرد بحري على مسامعه قصة العريف باتيستا، الذي قام بانقلاب في كوبا واستلم الحكم، (وقتها كان باتيستا لا يزال يحكم وقد أطاح به انقلاب فيديل كاسترو عام 1959). مضيفًا، إمعانًا في السخرية المبطنة أو النفخ في العريف، بما مؤدّاه: ها أنت تسيطر على أكثر من مئة سجين من رجال العهد الملكي، فيهم الوزير ورئيس الوزراء ومدير الأمن وقائد الجيش... إلخ وهؤلاء قد حكموا العراق طوال 38 عامًا، وأنت الآن تحكمهم. وانتشرت قصة العريف باتيستا داخل السجن وخارجه بين الجنود والضباط حتى وصلت إلى عبد الكريم قاسم وإلى وزير داخليته عارف، الذي استدعى بحري لهذا السبب كما سلف الحديث عن ذلك. وهو لا يتحرّج من القول إنه يعمل على اقتناص الفرص، باستخدام ذكائه، وصولًا، لتحقيق رغباته ومطالبه وهو ما يتحقق له في النهاية، مهما بدا ذلك بعيد المنال ومستحيلًا، كما في تجربة عزله مع سجينين آخرين في غرفة مفردة خلافًا لبقية السجناء الذين كانوا في حال أفضل، قياسًا لوضعه. إلا أنه أخبر رفيقيه بأنه سيُخرجهما من هذا الوضع، فسألاه متعجبين، كيف؟ فبين لهما أنه لو أُتيح له الحديث، حتى لو عرَضًا، مع المسؤول عن السجن، فسيعقد معه صفقة في سوق الصداقة، حسب تعبيره. ويحدث أن يمر بهم الشخص المعني، واسمه عبد الستار سبع وهو نفسه المتهم بقتل العائلة الملكية، صبيحة الانقلاب. يصل سبع مصطحبًا مجموعة من مراسلي الصحف العربية والأجنبية لإطلاعهم على وضع السجناء، ويتعرف بعض الصحافيين على يونس بحري فيحيّونه بلازمته المعروفة منذ أيام برلين "حيّ العرب" فيردّ بحري، معتبرًا أن الفرصة قد واتته: حي الرئيس عبد الستار سبع، فيجيبه هذا، بل حيّ الزعيم عبد الكريم، فيسارع بحري، وبأعلى صوته، إلى القول حي الزعيم "الأوحد" عبد الكريم قاسم، فيعجب سبع بكلمة "الأوحد" فيقول له سأنقل هذه الكلمة إلى الزعيم، فكلمة "الأوحد" ابتكار بديع يا يونس! وفعلًا تصل الكلمة إلى قاسم وتجد تجاوبًا وهوًى في نفسه فيشيع استعمالها في الصحافة وفي الشارع وصارت صفة لصيقة به حتى يومنا هذا، يستخدمها أصدقاء قاسم وأعداؤه على السواء، حتى لو من باب التندر أو النقد لقاسم، كدكتاتور، كما عند أعدائه ومنتقديه! وبأثر من مفعول كلمة "الأوحد" السحرية، يستدعيه قاسم، بعد فترة قصيرة، وهو القائد الأعلى للجيش ورئيس الوزراء، إلى مكتبه في وزارة الدفاع ليخبره بأنه سيكون حرًا، وبما يشبه الرجاء يقول له وهو يعرف أنه سيكتب وسيتحدث عن تجربة سجنه هذه، أنّ له أن يمدحه أو يشتمه، لكن فقط عليه أن يحكّم ضميره في ما سيقول!

وربما في الحادثة الطريفة التي تُروى عن يونس بحري، خير ما يعبّر عن شخصيته وأفضل ما يمكن أن نختم به هذا المقال، فقد نُقل عن بحري أن أحدهم أخذ يتباهى أمامه، كيف أنه استطاع أن يمرر بضاعة ممنوعة من الحدود التركية ويدخلها إلى العراق، فما إن غادر هذا الشخص، حتى قال يونس لمن معه: "ضحكنا على ذقون ملوك ورؤساء سنين طويلة وهذا يتفاخر بأنه خدع شرطيًا".

مقالات اخرى للكاتب

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.