}

مثل مؤذن في مالطا..أو بطريرك في مكة

صقر أبو فخر صقر أبو فخر 17 نوفمبر 2017
استعادات مثل مؤذن في مالطا..أو بطريرك في مكة
العشاء الأخير للسيد المسيح.. تجهيز، لعب

 

  اعتاد الناس في بلادنا، أي في بلاد الشام، رؤية المبشرين الأجانب وهم يتقاطرون أفواجاً على مدننا وقرانا ليصطادوا رجلاً من هنا أو امرأة من هناك يدخلونهما في "الملكوت"! وتنافس هؤلاء المبشرون كثيراً، خصوصاً البروتستانت واليسوعيين، على "أرواح الناس"، وعملوا بهمة وإصرار عجيبين، وبرسولية مشهودة أيضاً، وبأخلاق رفيعة، على خدمة البشر و"هدايتهم". ومع ذلك لم يتمكنوا من إدخال الإيمان المسيحي إلا إلى أنفار من المسلمين. وجل ما فعله البروتستانت مثلاً هو التأثير في بعض الأرثوذكس الفقراء أو بعض الموارنة من طراز أحمد فارس الشدياق، وإغراؤهم بالتعلم في مدارسهم المشهورة، وتهيئتهم لنيل الوظائف العليا. ويروي القس عبد الله صايغ، وهو من قرية خَرَبا في السويداء ووالد فايز ويوسف وأنيس وتوفيق، وهم من مشاهير الأعلام العرب في الفكر والأدب والسياسة والاقتصاد، أن إحدى المبشرات الأميركيات تمكنت من إقناع فتاة بدوية في الجولان بالإيمان المسيحي، وراحت تعلمها بعض القواعد الايمانية كالقول "إن يسوع هو عريسي وأن الكنيسة هي ملاذي... الخ". وقد سافرت المبشرة إلى صيدا لتحضر معها مبشرين آخرين لحضور عمادة تلك الفتاة، وكان السفر آنذاك على البغال ويستغرق بعض الوقت. وحين عادت، جمعت المبشرة الفتاة إلى مرافقيها وهي فرحة بإنجازها، وراحت تمتحن بزهو إيمان الفتاة أمامهم، وسألتها: مَن هو عريسك؟ فأجابت الفتاة على الفور، وكانت قد تزوجت في أثناء غياب المبشرة: عريسي هو محمد ابن عمي (انظر: مذكرات القس عبد الله صايغ، بيروت إصدار خاص، 1972). وفي سياق التبشير والمبشرين عثرنا، منذ فترة، على أحد الأعلام المهمين والنادرين في تاريخ التبشير المسيحي المعاكس هو إبراهيم متري الرحباني الذي مثّل اكتشافاً مفاجئاً لي. فمع أن مؤلفات الرحباني بلغت ثمانية كتب، ومنها كتاب "المسيح السوري" (1916)، إلا أنه بقي مجهول الاسم بين الكُتّاب المهجريين لأسباب غير جلية تماماً، وقلما يرد اسمه في تاريخ الأدب المهجري. ومن غرائب الدهور أن كتباً كثيرة وضعها مهاجرون سوريون (اللبنانيون من ضمنهم) اشتُهرت كثيراً في المشرق العربي أمثال مؤلفات جبران خليل جبران، مثل "النبي" و"الأجنحة المتكسرة"، وميخائيل نعيمة، ولا سيما في كتابيه "مرداد" و"لقاء"، وأمين الريحاني و"كتاب خالد"، وفيليب حتّي وكتابه "تاريخ سوريا"، إلا أن كتاب "المسيح السوري" بقي مطموراً إلى أن أزاح المهاجر أسامة المهتار النقاب عنه، وترجمه إلى العربية (بيروت: دار أمواج، 2001). ومع ذلك لم ينل هذا الكاتب ومؤلفاته ما يستحقان. ولعل من الضروري، حيال هذا الأمر، أن نعيد الاعتبار، بقدر الإمكان، لهذا الكاتب الألمعي، فنعرِّف به ونعرض لسيرته ومعتقداته التي استودعها في كتابه "المسيح السوري".

 

السيرة الناصعة

   ولد إبراهيم متري الرحباني في بلدة الشوير اللبنانية سنة 1869 لعائلة أرثوذكسية، ونشأ في بلدة بتاتر الشوفية بعد انتقال العائلة إليها، ثم درس في مدرسة البروتستانت في سوق الغرب، وهناك تحول إلى البروتستانتية. وفي سنة 1891 هاجر إلى الولايات المتحدة الأميركية وأقام في "المستعمرة السورية" في واشنطن. وفي هذه المدينة تعرف إلى نجيب عربيلي الدمشقي صاحب جريدة "كوكب أميركا"، وهي أول صحيفة بالعربية صدرت في الغرب الأميركي، فتولى رئاسة تحريرها سنة كاملة، ثم اختار طريقاً فريداً في حياته هو "التكلم في الكنائس" عن الأرض المقدسة. وقد جمع مواعظه الكنسية في كتاب أصدره بالإنكليزية في سنة 1916 بعنوان “The Syrian Christ”.

   كان إبراهيم متري الرحباني، فضلاً عن تبشيره الدؤوب، ناشطاً سياسياً في سبيل تحرير "البلاد السورية" من السيطرة العثمانية، وأوفدته الجمعيات السورية العاملة في أميركا إلى مؤتمر الصلح في فرساي سنة 1916، وهناك التقى الأمير فيصل بن الحسين ولبث إلى جانبه ثلاثة أشهر يساعده في مهمته. وقد نشر كتاباً في سنة 1922 بعنوان wisemen from the east and from the west (أي "رجال حكماء من الشرق والغرب") تحدث فيه عن هذه المرحلة، ووصف خيبته من نتائج هذا المؤتمر، ولا سيما بعد ظهور الحركة الصهيونية بقوة على المسرح السياسي في فلسطين. وتوفي في سنة 1944 بعدما ترك ستة كتب غير كتاب "المسيح السوري" منها "رحلة بعيدة" A Far Journey (1914). واللافت أن الرحباني حذر مبكراً في كتابه "أميركا: أنقذي الشرق الأدنى" (1918) من بقاء سوريا تحت الحكم العثماني، أو تحت الانتدابين الفرنسي والإنكليزي، ومن تقسيمها إلى دويلات طائفية، ومن وقوعها فريسة الحركة الصهيونية... وهذا ما حصل بالفعل وبالتفصيلات كلها.

 

الروح يحيي والحرف يميت

 من المعروف في الدراسات الأنثروبولوجية أن من المحال دراسة جماعة من الناس وفهم ثقافتها وتكوينها الاجتماعي من الخارج، لأن الأمور البسيطة والعادية هي التي تضفي، في نهاية المطاف، معنى على الوجود الإنساني لهذه الجماعة، وتغمر اللغة بالمضامين الخفية، وتؤثر في مفردات الكلام ومعانيها وحتى في السلوك وآدابه. ودراسة جماعة ما من الخارج تجعل الدارس كالمصور الذي ما إن يقيم في بلد ما بضعة أسابيع، حتى يتجرأ على تأليف كتاب عن ذاك البلد مزود بالصور. لكن هذا الدارس لا يمكنه أن يفهم ذلك البلد وشعبه فهماً معمقاً وجدياً من دون أن يكتشف ما وراء المعاني في الكلمات اليومية، وغير المرئي في السلوك الجمعي، ومن غير أن يمتلك العناصر الثقافية الخفية التي وُلدت بالتراكم الحضاري. وعلى سبيل المثال يشرح إبراهيم الرحباني معاني بعض المفردات الشائعة في بلاد الشام مثل "الزيارة" التي لا تعني لدينا كما ينصرف إليه ذهن الأميركي فوراً؛ زيارة صديق مثلاً، بل تعني السعي إلى مكان مقدس (مزار). وعلى المنوال نفسه لنقرأ معه من الإنجيل ما يلي: "من سألك فاعطِه، ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده" (متى 42:5). إن هذه العبارة مدعاة لمط الشفاه لدى الأميركيين، فربما يعلق أحدهم بالقول: "ماذا سيحدث لأعمالنا ومصالحنا ومؤسساتنا المالية إذا أعطينا كل سائل أو أقرضنا كل طالب من دون كفالة؟" (ص 84). وعلى هذا النحو يمكن أن نقرأ من الإنجيل أيضاً: "أقول لكم، لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل" (متى 19:17). فالعقل الأنغلوسكسوني يرى في هذا الكلام نوعاً من الخوارق، وسيردد الغربيون أن لا أحد حاول نقل الجبال بالإيمان والصلاة (ص 86). وفي جانب آخر، ستتسع حدقة العين لدى الأميركي حين يقرأ: "إن مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من دخول غني في ملكوت الله" (متى: 24:19). لكن إبراهيم الرحباني سيقول له إن هذه العبارة تعني أن الجمل يستطيع أن يمر من باب الملكوت إذا لم يكن محملاً بالخطيئة (ص 86)، وأن الله اختار أكبر حيوان معروف في سوريا، وأصغر ثقب معروف في دياره ليُتمّ عبارته. لكن الرحباني نفسه لم يتنبه إلى الغلط في ترجمة هذه العبارة الإنجيلية، إذ خلط المترجم القديم بين الحبل (كاميلوس) والجمل (كاملوس). وأصل العبارة هو التالي: أقول لكم إن مرور حبل من ثقب الإبرة أيسر من دخول غني في ملكوت الله. وهكذا يستقيم المعنى ويتآلف عنصراه: الإبرة والحبل بدلاً من الإبرة والجمل. بينما تتنافر في الترجمة الشائعة عناصر العبارة. فما علاقة الجمل بالإبرة؟

 لا أدري، على وجه الدقة، هل تمكن إبراهيم الرحباني من جر الأنغلوسكسون إلى فهم الروح الإنجيلية في سوريا القديمة؟ ولعله لاقى الأهوال في تقريب معاني الكلمات إلى عقل المواطن الأميركي البسيط وهو يشرح له كيف أن المواطن في بلادنا إذا أراد التعبير عن استحسانه لشخص ما يقول له: "يخرب بيتك". وإذا رأى امرأة جميلة يردد على الفور "يخرب زوقك شو حلوي" والزوق هو الأرض العامرة. وإذا أراد الاستفسار عن شيء يقول: "شو دينو هيدا".

    يعيب إبراهيم الرحباني الطريقة الحرفية في فهم الإنجيل، لأن عدم اكتشاف الرمز في النص يؤدي إلى إظهار عيوب لا يمكن تفاديها في النص الإنجيلي نفسه. لنقرأ من الإنجيل ما يلي: "فإن كانت عينك اليمنى تُعثِرك فاقلعها والقِها عنك، لأنه خير بك أن يهلك أحد أعضائك ولا يُلقي جسدُك كلُّه في جهنم. وإن كانت يدك اليمنى تُعثِرك فاقطعها والقِها عنك" (ص 82).         

   يقول المؤلف إن يسوع لا يقصد القطع الفعلي بل القطع الرمزي، فالقطع هنا مثل الذي يحلف قائلاً: "والله، سأقطع ذراعي إن لم يكن ما أقوله صحيحاً".  وهذا الرأي يطابق تماماً ما كان العلامة عبد الله العلايلي يدعو إليه بقوة، ولا سيما آراؤه الواردة في كتابه الخطير "أين الخطأ؟" (بيروت: دار الجديد، 1992). فالعلايلي يؤكد: "إن العقوبات المنصوصة في القرآن ليست مقصودة بأعيانها حرفياً بل بغاياتها (...) وكل عقوبة تؤدي مؤداها تكون في مثابتها" (ص 72). أي أن قطع يد السارق وجلد الزاني مجازيان لا حِسّيان، كأن يقول أحدهم: "سأقطع رجلك عن هذا الدار"، أي سأمنعك منها. وقد رأى العلايلي أن "القِصاص صيانة للحياة وليس لجعل المجتمع مجموعة مشوهين: هذا مقطوع اليد والآخر الرِجل والآخر الآخر مفقوء العين أو مصلوم الأذن أو مجدوع الأنف" (ص76). لهذا طالما استنكر العلايلي "البَدَلية" في العقوبات أي قاعدة "مَن غّرَّق يُغرَّق، ومَن خَنَق يُخنق ومَن رضخ رأساً بين حجرين رُضخ رأسه بينهما" ( ص78).

 

دافنشي والعشاء الأخير

   إن ألمع ما في هذا الكتاب نقده لوحة "العشاء الأخير" التي ابتدعتها ريشة ليوناردو دافنشي في أواخر القرن الخامس عشر. إن دافنشي الذي صَوّر حادثة شرقية، لم ينجده خياله كثيراً فوضعها في قالب غربي خالص. فالطاولة العالية والكراسي والأطباق وكؤوس الشراب هي من عناصر المائدة الأوروبية لا السورية. ولو كان ثمة رسام حاضراً ذلك العشاء لرسم المسيح وتلامذته وهم جالسون على الأرض في شبه دائرة، يأكلون من وعاء واحد (ص 54). إن هذه الملاحظة الدقيقة والثاقبة تحيلني إلى لوحات كثيرة منتشرة هنا وهناك تصور آدم وحواء في الجنة ثم على الأرض. وهذه اللوحات تُظهر سُرّة حواء وسُرة آدم أيضاً. والصحيح هو عدم وجود سرة لحواء على الإطلاق، وكذلك لآدم، لأن حواء لم تولد من رحم امرأة كي يُقطع الحبل السُرّي في المكان المعتاد للسُرّة. من جهة ثانية فإن عدم تضلع المؤلف من الأدب العربي أدى به إلى تطويع التاريخ لمصلحة الإيمان، فلم يتورع عن تحميل "نشيد الإنشاد" معانيَ لا تمت له بأي صلة. ولهذا استهل أن يقرن نشيد الإنشاد بفكرة "الهوى العذري" عند العرب (ص 184). والحقيقة أن الحب العذري عند العرب خرافة شاعت طويلاً في الأدب العربي، وارتبطت، كما هو معروف، بالعفة والحرمان والتسامي. لكن هذه الخرافة لم تصمد طويلاً أمام النقد المنهجي، فأُرغمت على النزول من عليائها.

   إن الحب العذري قائم، بحسب ما أرى، على الزنى بالدرجة الأولى. والحكاية كلها تدور على كيفية استراق الفرصة لاختلاء العشيق بعشيقته خلسة عن زوجها أو عن أهلها. فجميل ظل يحب بثينة ويلتقيها حتى بعد زواجها. وكذلك كان يفعل عروة بن حزام مع ابنة عمه عفراء. وكان العاشقان إذا اختليا تمنحه حبيبته ما فوق السُرّة إلى العنق. وما تحت السُرّة فلزوجها إذا كانت وفية، فإذا بكى رضيعها أسكتته بصدرها وحوّلت جذعها إلى صاحبها. وفي معمعان هذه الشهوة يبدو الزوج المسكين دائماً كأنه شرير، بينما الأحداث تدور على حسابه وكرامته. والغريب أننا نتعاطف مع العاشقَين ونمقت الزوج الذي لا ذنب له، ونرى في محاولة الأهل منع ابنتهم من لقاء حبيبها تصرفاً شائناً (انظر: صادق جلال العظم: في الحب والحب العذري، بيروت: دار العودة، 1981).

 

وطن المسيح

 يقول المؤلف إن يسوع المسيح "رجل بلا وطن" (ص 29). ثم لا يلبث أن يؤكد في الصفحة نفسها أن "يسوع لم يعرف بلداً آخر سوى فلسطين. ففيها ولد وترعرع وأصبح رجلاً، وفيها كرز ببشارته وقضى في سبيلها" (ص 29). وعندي أن المسيح ربما لم يكن له وطن آخر غير فلسطين. لكننا، في المقابل، لا ندري، لاحقاً، هل عرف بلداناً أخرى كثيرة أم لا. ومع أن بعض المصادر يذكر أنه عاش في مصر ردحاً من حياته، إلا أن الهند ربما تكون البلد الذي عاش فيها معظم عمره.

   إن صلة الصابئة بيوحنا المعمدان (النجمة ومجيء المجوس الى بيت لحم)، علاوة على التوافق الكبير بين تعاليم الصابئة والمسيحية، تشير إلى احتمال أن يكون المسيح أقام في العراق شوطاً من أيامه. غير أن مقارنة سيرة المسيح بسيرة الإله "كرشنا" تزودنا بوسيلة معيارية تتيح لنا الاستنتاج، ولو بصورة موقتة، أن المسيح عاش في الهند طوال الفترة الضائعة من حياته، أي بين الثانية عشرة والثلاثين، ما يعني أن المسيح، خلافاً لما يقوله الرحباني، عرف بلاداً أخرى غير فلسطين واتخذها موطناً له.

            لنلاحظ أن كلمة Christ تطابق، لفظاً، كلمة Crishna. فالإله "كرشنا" هو الأقنوم الثاني في الثالوث الهندي (براهما، كرشنا، شينا). ثم إن اسم والدة كرشنا هو "مايا" المماثل، لفظاً، لاسم أم المسيح مريم. وأبعد من ذلك فإن الإله كرشنا ولد من عذراء في 25 ديسمبر، وهو عيد فلكي، ولم يتزوج، وتعمد في مياه الغانج. وعندما حاول الحاكم كنزا قتله فرّ به والداه إلى قرية"ماطورا" التي تطابق باللفظ قرية "المطرية" في مصر التي يُقال إن والدي المسيح هربا به إليها. وقد مات كرشنا مصلوباً بين لصين، وما زال أتباعه ينتظرون عودته حتى الآن. والجماعة الأحمدية التي نشأت في الهند تعتقد أن المسيح لم يمت على الصليب، بل غاب عن الوعي. ثم أُنزل عنه وعولج وأخذ أمه ومريم المجدلية وسافر إلى الهند. وهناك تزوج مريم المجدلية وعمّر حتى بلغ إلى أكثر من مئة سنة، ودُفن في سرينغار من أعمال كشمير.

   إننا لا ندري، على وجه الدقة، الجوانب الواقعية في حياة المسيح، وعلم الآثار لا ينجدنا البتة في هذا الحقل من المعرفة. وفي ما عدا ذلك، فهو يندرج في باب العقائد التي يؤمن بها الناس من غير الحاجة إلى البرهان على صحتها. وكتاب "المسيح السوري" لإبراهيم الرحباني هو كتاب في العقائد بالدرجة الأولى، لكنه كتاب فريد في معانيه وتفصيلاته، وهو طراز من المقارنة بين التفكير الشرقي والتفكير الغربي في آن.

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.