Print
سناء عبد العزيز

أفضل 100 كتاب في أوائل القرن الحادي والعشرين (10)

31 ديسمبر 2019
تغطيات
يتضمن هذا الجزء العاشر والأخير من قائمة الغارديان البريطانية لأفضل 100 كتاب في أوائل القرن الحادي والعشرين بعض الروايات المسلسلة التي تندرج ضمن مشروع أكبر لمؤلفيها، منها أول جزء لآلي سميث من روايتها الفصلية المطروحة في أربعة أجزاء؛ "الخريف"، "الشتاء"، "الربيع"، و"الصيف"، والجزء الأخير من ثلاثية فيليب بولمان المعنونة بـ"مواده المظلمة"، وهي ثلاثية ملحمية فنتازية تتكون من "أضواء شمالية"، و"السكين البارع"، وأخيراً "منظار الكهرمان" الواردة هنا. وهناك جزء من المشروع الذي جعل من هيلاري مانتل ظاهرة تحت عنوان "قاعة الذئب". ومن المقرر أن تنتهي مع الجزء الثالث من ثلاثيتها "المرآة والضوء"، في مارس/ آذار المقبل.
كما يشمل هذا الجزء عنوانين لكاتبين متوجين بنوبل، الكاتبة البيلاروسية، سفيتلانا أليكسيفيتش، التي ابتكرت نوعا أدبيّاً جديداً، باستعمالها الأدوات الصحافية في الكتابة، وكازو إيشيجورو، في روايته السادسة "لا تدعني أرحل".


10 ــ "نصف شمس صفراء"
شبت الكاتبة النيجيرية تشيمامندا نغوزي أديتشي وحرب بيافان التي استمرت ثلاث سنوات في ستينيات القرن العشرين "تحوم فوق كل شيء"، وهي حرب كان سببها انفصال المحافظات الجنوبية عن نيجيريا، وإعلان جمهورية بيافرا، التي اتخذت من نصف شمس صفراء شعاراً لها.
في "نصف شمس صفراء"، الرواية الفائزة بجائزة الأورانج، تسبر أديتشي أغوار النضال

السياسي والشخصي لأولئك الذين تورطوا في الصراع في لحظة تاريخية مليئة بالأحداث، وتستكشف الإرث الوحشي للاستعمار في أفريقيا.
قال عنها الروائي النيجيري الكبير، شينوا آشيبي، الملقب بـ"أبو الأدب الأفريقي": "آديتشي ظهرت مكتملةً"، وهي شهادة كبيرة من أديب عالمي. وقالت عنها الواشنطن بوست: "إنها رواية أبدعتها ابنة تشينوا أتشيبي المنتمية إلى القرن الواحد والعشرين". وقالت عنها جويس كارول أوتيس: "رواية أديتشي الجديدة مكتوبة على نحو يتدفق بالحيوية والطاقة. وهذه الرواية في ذكائها المتعاطف، كما في قدرتها على التصوير الحميم على مستوى رفيع لكلاسيكيات القرن العشرين، مثل رواية شينوا أتشيي (الأشياء تتداعى)، ورواية في. إس. نايبول (انعطافة في النهر).
وبدوره، قال عنها الناقد إدموند وايت: "هذه الرواية الثانية لأديتشي تستحق أن ترشح لجائزة بوكر. وما يستعصي على النسيان فيها هو أن الأحداث السياسية لا تسرد بطريقة جافة، وإنما يتم الشعور بها عبر الحياة المعاشة، وعبر وجع التجارب الحساسة".

9 ــ "سحابة الأطلس"
تعد الملحمة التي صنعت اسم الروائي البريطاني ديفيد ميتشل هي الرواية الثالثة لمؤلفها، وتنتمي إلى الأدب الفنتازي، وقد تم تقسيمها إلى ست قصص متداخلة تأخذ القارئ من جنوب

المحيط الهادئ إلى جزيرة هاواي في مستقبل بعيد عن نهاية العالم، حيث تعشش القصص داخل القصص وتمتد لقرون، من بحار من القرن التاسع عشر إلى حكاية بعد نهاية الحضارة، عبر المؤامرات النووية في سبعينيات القرن الماضي، والتناسخ.
"سحابة الأطلس" هي قصة البشرية من منظور عدة شخصيات يواجهون تحديات ويطمحون إلى الخلاص، والعنوان مستوحى من قطعة موسيقية تحمل الاسم نفسه من تأليف الملحن الياباني توشي إيشياناجي، وفي عام 2012 استوحى فيلم من الرواية بطولة النجم العالمي توم هانكس.
فازت الرواية بجائزة الأدب البريطاني، وجائزة ريتشارد آند جودي "كتاب العام"، كما وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر، وجائزة سديم لأفضل رواية، وجائزة آرثر سي كلارك.
 

8 ــ "الخريف"
بدأت إلي سميث في كتابة روايتها الفصلية التي تتكون من أربعة أجزاء، بـ"الخريف"، يليها الأجزاء الثلاثة المعنونة بـ"الشتاء"، و"الربيع"، و"الصيف". وهي تجربة تدور على خلفية استفتاء الاتحاد الأوروبي، وخروج بريطانيا، والصدمة المروعة التي لجمت الجميع، فانقسموا

بين مؤيد ومعارض.
وصفتها صحيفة الغارديان البريطانية بأنها "سيمفونية من الذكريات والأحلام والوقائع المؤثرة. إنها عن الحزن الشفيف الأبدي الذي يكتنف الفانين".
ولا تعدُّ "الخريف كجزء أول لـ"قصة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي" مجرد لقطة لبريطانيا المنقسمة حديثاً، بل هي بمثابة استكشاف رائع للحب والفن، والزمن والأحلام، والحياة والموت.
صدرت الرواية فى عام 2016، ونافست ضمن القائمة القصيرة لجائزة المان بوكر 2017.


7 ــ "بين العالم وبيني"
إن تأمل تا نيهيسي كوتس المحموم حول معنى أن يكون أميركياً أسود اليوم جعله أحد أهم المفكرين والكتاب في الفترة الأخيرة. حيث يأخذنا كوتس في رحلة طويلة في رسالة من ثلاثة أجزاء إلى ابنه المراهق ساموري، بعد أن كبر في شوارع بالتيمور العنيفة، بنبرة تتسم بالتحدي، ولكنها شاعرية أيضاً، تتراوح بين الواقع اليومي للظلم العنصري، وعنف الشرطة، إلى تاريخ العبودية والحرب الأهلية: فالأشخاص

البيض، كما يكتب، لن يتذكروا مقياس السرقة التي جعلتهم أثرياء.
"بين العالم وبيني" هو عنوان إحدى قصائد الشاعر الأميركي ريتشارد رايت، التي يورد كوتس منها ثلاثة أبيات في مفتتح كتابه "وذات صباح حين عثرت في الغابة فجأة على ذلك الشيء،/ عثرت عليه في أرض عشبية تحرسها أشجار البلوط والدردار/ فتراءت تفاصيل المشهد القاتمة وهي تدفع نفسها بين العالم وبيني…".

 

6 ــ "منظار الكهرمان"
الجزء الأخير من ثلاثية فيليب بولمان المعنونة بـ"مواده المظلمة"، وهي ثلاثية ملحمية فنتازية تتكون من "أضواء شمالية"، و"السكين البارع"، وأخيراً "منظار الكهرمان". وتحكي قصة طفلين؛ ليرا بيلاكوا، وويل باري، وهما يتجولان عبر سلسلة من العوالم المتوازية.
لقد اشتد عود خيال الأطفال حين فازت ثلاثية بولمان بالعديد من الجوائز، الأبرز من بينها

جائزة العام لسنة 2001، مقدمة من جوائز كوستا للكتب، وفازت رواية أضواء شمالية بـميدالية كارنيغي لأدب الخيال الموجه للأطفال في المملكة المتّحدة سنة 1995. كما أعلنت شبكة BBC عن موعد طرح الموسم الأول من الثلاثية بالتعاون مع منصة شبكة HBO الأميركية.
لقد جلب بولمان شعلة الخيال مخترقاً موضوعات شائكة: الدين، والإرادة الحرة، والهياكل الشمولية، والدافع الإنساني للتعلم، والتمرد والنمو.
قد يكون النجاح التجاري الذي تغذيه هوليوود، والذي حققته (ج. ك. رولينج)، بعيداً عن بولمان حتى الآن، لكنه بإعادة صياغته المتطورة للفردوس المفقود ساعد القراء البالغين على التخلص من أي حرج في الاستمتاع بأدب الطفل.

5 ــ "أوسترليتز"
ينفرد جورج ماكسيمليان سيبالد بكونه كاتباً وأكاديمياً من أصل ألماني. وكان النقاد يعتبرونه

أحد أكبر الأدباء المعاصرين، والمرشح المستقبلي لنيل جائزة نوبل في الأدب، ولكنه توفي في حادث سيارة في عام 2001 عن عمر يناهز 57 عاماً. تدور أعماله حول الذاكرة وفقدانها، والتدهور في الحياة والحضارة، وتتوخى استعراض صدمة الحرب العالمية الثانية، وتأثيرها على الشعب الألماني.  كان لمزجه الصعب بين الواقع والخيال، وللشعور الشديد بالثقل الأخلاقي للتاريخ، ولتشابك الرحلات الداخلية والخارجية، تأثير كبير على المشهد الأدبي المعاصر. في عمله الأخير "أوسترليتز"، يرسم سيبالد ملمحاً عاديّاً من حياة رجل، ويتناول فكرة خريطة الشتات اليهودي، والضياع في القرن العشرين، على نحو مفجع.

 

4 ــ "لا تدعني أرحل"
من كتابه الحائز على جائزة البوكر عام 1989، "بقايا اليوم"، إلى روايته "العملاق المدفون" 2015، يكتب كازو إيشيجورو، الحائز على جائزة نوبل، بطريقة عميقة ومدهشة عن التاريخ،

والقومية، ومكانة الفرد في عالم يتجاوز إدراكنا على الدوام. في روايته السادسة، "لا تدعني أرحل"، يطرح قصة حب ثلاثية بين مراهقين يجابهون أزمات وجودية، بعد أن يكتشف أحدهم أنه تم استنساخه وهو لا يشبه الإنسان في أي شيء.
وصفت سارا دانياس السكرتير الدائم للأكاديمية السويدية مؤلفات إيشيجورو لدى حصوله على نوبل بأنها مزيج من إبداعات الروائية الإنكليزية، ﭼين أوستِن، وفرانز كافكا، مضافاً إليه بعضاً من نكهةِ الروائي والناقد الفرنسي مارسيل بروست، ومن ثم نحصل على القوام الإبداعي الأدبي لـ إيشيجورو.

 

3 ــ "وقت مستعمل"
قامت الكاتبة البيلاروسية، سفيتلانا أليكسيفيتش، الحائزة على جائزة نوبل، بتسجيل آلاف الساعات من شهادات الناس العاديين، بغرض تأليف هذا التاريخ الشفاهي للاتحاد السوفييتي

ونهايته. حيث تمنح في كتابها مساحة كافية لكتّاب، ونادلين، وأطباء، وجنود، وموظفين سابقين في الكرملين، وناجيين من معسكر الغولاج لرواية قصصهم، ومشاركة غضبهم وشعورهم بالخيانة، والتعبير عن قلقهم بشأن الانتقال إلى الرأسمالية. إنه كتاب لا ينسى، وعمل تنفيسي ووصف عميق للآخر، والتعاطف معه.
تمتاز أليكسيفيتش بقدرتها المدهشة في الاستعانة بأدوات الصحافة، لتروي قصصاً، وتطرح قضايا شائكة في عالمها الاستثنائي المسكون بالأصوات:
"أسير مع فلاديا، نحمل شالاً من الريش.. إنه شيء جميل بالنسبة لعالم آخر. إنه مصنوع حسب الطلب. تعلمت فلاديا الحياكة، واعتشنا من ذلك. دفعت المرأة لنا، ثم قالت: "ماذا عن قطع بعض الزهور لأجلكما؟". باقة من أجلنا؟ كنا نفكر في الخبز فحسب، لكن هذا المرأة ارتأت أنه بوسعنا التفكير في أشياء أخرى كذلك. وهذا معناه أننا لم نكن مختلفين عن الآخرين".

2 ــ "جلعاد"
يتم سرد رواية مارلين روبنسون التأملية الفلسفية العميقة من خلال رسائل كتبها الواعظ المسن،

جون أميس، في خمسينيات القرن الماضي إلى ابنه الصغير الذي عندما يبلغ سن الرشد لن يكون والده شاهداً على ذلك. سيحصل على الأقل على هذه المحادثة الأحادية بعد وفاته: "بينما تقرأ هذا، لن أكون هنا، وإن كنت على قيد الحياة بطريقة أو بأخرى أكثر من ذي قبل".
إنه كتاب عن التراث، وسجل لحقبة من تاريخ أميركا لن تعود مطلقاً، وتذكير بالجمال المحزن العابر الذي يمكن العثور عليه في الحياة اليومية. كما يستنتج أميس، لابنه وله: "هناك آلاف من الأسباب للعيش في هذه الحياة، كل واحد منهم يكفي".


1 ــ قاعة الذئب"
ظلت هيلاري مانتل تنشر أعمالها على مدى ربع قرن قبل كتابة مشروعها الذي جعل منها

ظاهرة، والذي من المقرر أن ينتهي مع الجزء الثالث من ثلاثية "المرآة والضوء"، في مارس المقبل. إن قراءة قصتها عن صعود توماس كرومويل في بلاط تيودور، التي تتناول بالتفصيل صنع إنكلترا الجديدة، وخلق نوع جديد من البشر، هي خطوة في مجرى الزمن الراهن الذي لا يمكن مقاومته، ويجد المرء نفسه ينظر من وراء عيون أبطالها. الكتاب يمتلئ بالتفاصيل المباشرة على نحو حسي فوري بشكل واضح، كما اللغة الطازجة، مثل طلاء جديد؛ لكن استكشافها للقوة والمصير والثروة يدعو إلى التأمل بعمق، وإقامة حوار مع عصرنا، مثلما قام الماضي بصياغتنا وخلقنا. في هذا الكتاب، كما قصدت، "شعور بالتاريخ يستمع ويتحدث إلى نفسه".