Print
سناء عبد العزيز

أفضل 100 كتاب في أوائل القرن الحادي والعشرين (8)

17 ديسمبر 2019
تغطيات
ما تزال القصة القصيرة، برغم تراجعها في النشر، تفرز روادها على نحو مستمر. ولعل فوز أيقونة القصة القصيرة، أليس مونرو، بجائزة نوبل عام 2013، يمثل فوزاً استثنائياً للقصة القصيرة في زمن الرواية، كما يحلو للبعض أن يطلق عليه. تبدو مونرو في مجموعتها الجديدة المعنونة بـ "الكراهية، الصداقة، الغزل، المحبة، الزواج" في أفضل حالاتها، وتستنكر أن يكون مطمح كاتب القصة هو كتابة رواية، وكأن القصة بمثابة تدريب عليها. كما تعتبر المجموعة القصصية الدافئة للكاتب الأميركي جورج سوندرز الفائز بجائزة البوكر "العاشر من ديسمبر" من أنجح ما كتب سوندرز، حسب وصف القراء والنقاد.
تضمن هذا الجزء أيضاً من تغطية الغارديان، الكتاب الأول من السيرة الضخمة "كفاحي" المسلسلة في ستة أجزاء، التي تذكرنا برائعة مارسيل بروست "البحث عن الزمن المفقود"، ورواية كولسون وايتهيد المذهلة عن العبودية والحرية، والإصدار الثاني لسالي روني التي لفتت الانتباه بشدة بروايتها الأولى "أحاديث الأصدقاء"، فضلاً عن ديوان شعر لشاعرة البلاط كارول آن دوفي، وكتاب "رأس المال" للاقتصادي الفرنسي توماس بيكيتي الملقب بماركس الحديث.

 

30 ــ "السكك الحديدية السرية"
حكاية مثيرة وعابرة للنوع عن أهوال الهروب من العبودية في عمق الجنوب الأميركي، يجمع فيها الروائي كولسون وايتهيد، المؤلف الأكثر مبيعاً، بين النثر غير العادي، والحقائق المنغصة جداً. حيث يهرب عبدان من أسيادهما مستخدمين خط السكك الحديدية السرية، وهي عبارة عن شبكة مناهضة للاسترقاق تساعد العبيد في الخروج من الجنوب، وقد أعاد وايتهيد تخيلهم بشكل رائع في نوع من الخيال العلمي. وصفتها بعض المراجعات بـ"الرواية المذهلة"، التي تصوّر

واحدة من أشدّ اللحظات الأميركية سوداويّة على ضوء آخر، وتقدم وجهة نظر جديدة للعبودية؛ وصمة العار الكبرى في التاريخ الأميركي.
صدرت الرواية في الولايات المتحدة الأميركية عام 2016، وفازت بجائزة بوليتزر، والجائزة الوطنية في الأدب الخيالي، وتم اختيارها في نادي كتاب أوبرا وينفري عام صدورها، ودخلت القائمة الطويلة لجائزة المان بوكر 2017.

 

29 ــ "موت في العائلة"
"أخفي عن قلبي أشياء كثيرة، لكني أقول كل ما فيه"، يقول الكاتب النرويجي كارل أوفه كناوسجارد في الجزء الأول من مذكراته المعنونة بـ"موت في العائلة"، ضمن سلسلة تتألف من ستة أجزاء تحت العنوان الشامل "كفاحي"، سارداً، بلا تحفظ أو خجل، عن سيرته الشخصية منذ الطفولة، ومراهقته ونزواته وعيوبه وأهله وأصدقائه وعشيقاته، وحتى رؤيته لجثة والده

المدمن على الكحول، ليسوق الحقائق المدهشة بلغة تقترب من التقريرية، جراء صدقها المفرط: "البشر ليسوا أكثر من صيغة بين صيغ كثيرة ينتجها العالم، مرة بعد مرة، والموت يشبه أنبوباً يتسرب منه الماء، أو غصناً ينكسر في الريح".
وسواء اتفقنا على تشبيه كناوسجارد بمارسيل بروست وسيرته الخالدة "البحث عن الزمن المفقود" أم لا، فقد لاقت السلسلة المؤلفة من ستة أجزاء الحفاوة والإعجاب، وأكسبته شهرة عالمية، وترجمت إلى أكثر من 22 لغة، وأفرزت بصدقها القهري معياراً جديداً للتأليف الذاتي. إنها بمثابة رحلة فكرية في السلوك البشري، ومعركة الحياة الطاحنة.

28 ــ "نشوة"
فاز ديوان شاعرة البلاط، كارول آن دوفي، الذي يحوي 52 قصيدة، تتناول عبرها الحب بكل أشكاله وصوره، بجائزة تي إس إليوت في عام 2005. ودوفي من أصحاب أحلى قصائد الحب في تاريخ الشعر، حيث تمزج الفكاهة بتبصراتها الثاقبة حول القضايا الاجتماعية التي

يهيمن عليها صوت الأنثى الخالص. وهي أول شاعرة تشغل منصب شاعر البلاط الملكي في بريطانيا، ذلك المنصب الذي استمرت سيطرة الشعراء الذكور عليه نحو 400 عام، كما أنها أول اسكتلندية تحمل اللقب.
وفي تعقيبه على منحها اللقب، صرّح رئيس الوزراء البريطاني (غوردن براون) بأنها شاعرة باهرة وبارعة في اقتناص اللحظات العاطفية والخبرات البشرية وتحويلها إلى قصائد.
من دواوينها "وقوف الأنثى عارية"، وفاز بجائزة المجلس الفني الاسكتلندي، و"بيع مانهاتن"، الذي فاز بجائزة سومرست موم، و"الوطن الآخر"، و"وقت شحيح"، و"إنجيل الأنثى".

 

27 ــ "الكراهية، الصداقة، الغزل، المحبة، الزواج"
تظهر كاتبة القصة الحاصلة على نوبل عام 2013، أليس مونرو، في أفضل حالاتها في هذه المجموعة التي صدرت 2001، إذ يتغير مصير مدبرة منزل جراء مزحة من صاحبة العمل لابنتها المراهقة، تكشف عن سر مذهل يلقي بظلاله على حياتها، زير نساء يتعذر إصلاحه يتقبل بكياسة علاقة زوجته العاطفية في دار للرعاية. لا يوجد شخصية في قصص مونرو

العطوفة والمدهشة إلى أقصى حد تتصرف كما كان متوقعاً.
وتعد مونرو "ربة المنزل الخجولة" - على حد وصف الغارديان حينما فازت بجائزة البوكر - أيقونة القصة القصيرة بالفعل. وكانت قد أعربت من قبل عن استنكارها بأن يكون مطمح كاتب القصة أن يكتب رواية، باعتبار القصة القصيرة وسيلة للتدرب، فجاء رصيدها من الروايات رواية واحدة بعنوان "أكاذيب الفتيات والنساء"، واتبعت فيها بنية المجموعة القصصية المتصلة، وفازت بجائزة جمعية الكتاب. وكانت قد فازت من قبل بجائزة الحاكم العام الأدبية عن أول مجموعة قصصية لها "رقصة الظلال السعيدة"، بالإضافة إلى العديد من الجوائز الأخرى، منها جائزة رابطة المكتبات المتميزة للخيال، وجائزة مجلس مقاطعة أونتاريو للفنون، وجائزة تريليوم للكتاب، ووسام الشرف للأدب، النادي الوطني للفنون (نيويورك)، وجائزة كتاب الكومنولث، وجائزة الإنجاز مدى الحياة، وغيرها.
من أعمالها: "من تظن نفسك"، و"أسرار معلنة"، و"عزيزتي الحياة"، و"حكايات الصبايا والنساء"، و"أقمار المشتري"، و"العاشق المسافر".

26 ــ "رأس المال في أوائل القرن الحادي والعشرين"
كتاب "رأس المال" المسرود بشكل رائع هو نتيجة 15 عاماً من البحث قضاها الاقتصادي الفرنسي، توماس بيكيتي، مدير الدراسات في مدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية، وأستاذ في مدرسة باريس للاقتصاد. وما إن صدر الكتاب عام 2013، حتى انتشر انتشاراً

واسعاً، وأثار جدلاً ونقاشاً كبيرين في الوسطين الأكاديمي والإعلامي، وجعل من مؤلفه نجماً فكرياً - ماركس الحديث - وفتح أعين القراء على الكيفية التي تنتج بها النيوليبرالية التفاوتات المتزايدة إلى حد كبير. ويمتلئ الكتاب بالبيانات والنظريات والتحليلات التاريخية، في رسالة واضحة وتنبؤية: فما لم تقم الحكومات بزيادة الضرائب، فإن مستويات الثروة الجديدة والغريبة للأثرياء ستسهم في عدم الاستقرار السياسي.

 

25 ــ "الناس العاديون"
أكدت رواية سالي روني الثانية، التي فازت بجائزة العام 2018 للشباب، ووصلت إلى قائمة البوكر 2018، مكانتها كنجمة أدبية، وتسرد قصة حب بين شابين؛ ماريان وكونيل، في السنة الأخيرة من دراستهما، إلى مرحلة البلوغ المبكر في أيرلندا المعاصرة، حيث يتحول رباطهما

المراهق إلى علاقة صاخبة، مصورة أن الحياة لا تسكن أبداً بين الصداقة والمحبة. وتناقش الرواية الاضطرابات التكوينية في تلك المرحلة العمرية، لكن التركيز الرئيسي ينصب على التشويش، وعدم اليقين المصاحب للألفية الثالثة، كما أن لسردها الأنيق جاذبية عالمية.
وذكرت الغارديان البريطانية وصف النقاد لروني بأنها "رومانسية عميقة وجريئة، ولكن بالمعنى الأكثر حداثة للمعاصرة"، وبأنها واحدة من أفضل الروائيين الشباب، إن لم تكن أفضلهم، كما أشادوا ببناء الرواية الذي يكاد أن يصل لدرجة الكمال.
وهناك أنباء عن تحويل الرواية إلى عمل درامى. تصرح روني في هذا الصدد: "أتطلع إلى التحدى المتمثل في تحويل رواية "الناس العاديين" إلى مسلسل تلفزيوني، والتفكير في هذه الشخصيات وحياتهم بطرق جديدة".
يذكر أن سالي روني، من غرب أيرلندا، وتعيش الآن في دبلن، توجت بجائزة أفضل كاتب صحفي في صحيفة صنداي تايمز في عام 2017 في سن 26 عاماً.

 

24 ــ "زيارة من فرقة غؤون"
مستوحاة من كل من بروست، والسوبرانو، تتبع الكوميديا الحائزة على جائزة بوليتزر، وجائزة الدائرة الوطنية لنقاد الكتاب عن الخيال، للكاتبة الأميركية جينيفر إيغان، العديد من الشخصيات في صناعة الموسيقى الأميركية، التي تتداخل مساراتها مع بعضها بعضاً، وتصطدم ببعضها بعضاً، لكنه في الحقيقة كتاب عن الذاكرة والقرابة والوقت والسرد والاستمرارية والانفصال.

 

23 ــ "شيطان الظهيرة"
يكشف هذا التشريح" للاكتئاب، الذي انبثق من التجربة الخاصة المؤلمة للكاتب والباحث النفسي الأميركي، أندرو سولومون، عن وجوهه العديدة، بالإضافة إلى العلوم، وعلم الاجتماع، والعلاج. إنه مزيج من الصدق والدقة العلمية والشعر يجعله معياراً في المذكرات الأدبية، وفهم الصحة العقلية، وعرض بارع لفرضيّات وارتباكات تحيط بمعضلة الكآبة:
"شعرت كأنني بحاجة جسدية لا انعتاق منها، حاجة ملحة ومستحيلة وغير مريحة، كما لو أنني أتقيأ باستمرار، ولكن من دون أن يكون عندي فم. بدأت رؤيتي بالانحسار. كان ذلك أشبه بمحاولة مشاهدة بث التلفاز وهو مشوش، حيث لا يمكنك تمييز الوجوه، وليس للأشياء حواف. كان الهواء ثقيلاً، كأنه محمّل بمسحوق الخبز".
حصل سولومون على العديد من الجوائز، منها، جائزة لامدا الأدبية، وجائزة الكتاب الوطني، وجائزة أنسفيلد – وولف.

22 ــ "العاشر من ديسمبر"
هذه المجموعة الدافئة من القصص القصيرة للمؤلف الأميركي الحائز على جائزة مان بوكر ستعيد إيمانك بالبشرية، وتتضمن قصصاً نشرت في مجلات عدة بين عامي 1995 و2009. وبغض النظر عن مدى غرابة الإعداد - مختبر السجن المستقبلي، وهو منزل من الطبقة

الوسطى، حيث تستخدم حشائش العشب البشري كرمز للمكانة - في هذه الهجاء السريالي لحياة ما بعد الانهيار، يذكرنا سوندرز بالمعنى الذي نجده في لحظات صغيرة. وهي أنجح مجموعة لسوندرز عند القراء والنقاد، إذ تطرح الكتابة بوصفها لعبة مع اللغة والوقت، وبوصفها هجاءً ساخراً لواقع الأشياء، ودعابة لا تنتهي.
اختارتها التايمز الأميركية كأحد أفضل 10 كتب لعام 2013. وفازت بجائزتين؛ جائزة القصة القصيرة، وجائزة فوليو 2014.
جورج سوندرز هو مترجم، وبروفيسور، وصحفي، وكاتب نثري، وكاتب أميركي، وعضو في الأكاديمية الأميركية للفنون والعلوم، اشتهر بالقصة القصيرة على الرغم من أن أكبر جائزة حصل عليها كانت عن أول رواية له "لينكولن في البرزخ".

 

21 ــ "العاقل: تاريخ مختصر للجنس البشري"
في تاريخه الأوليمبي عن الإنسانية، يوثق يوفال نوح هراري الثورات العديدة التي تحملها الإنسان العاقل على مدى 70000 سنة الماضية: من قفزات جديدة في التفكير المعرفي إلى الزراعة والعلوم والصناعة، عصر المعلومات، وإمكانيات التكنولوجيا الحيوية. قد يكون نطاق بحث كتاب هراري، الذي يتناول فيه تاريخ نشوء البشرية من وجهة نظر أنثروبولوجية،

فضفاضاً للغاية بالنسبة لبعضنا، ولكن هذا العمل الجذاب تصدر المبيعات، ونال إعجاب الملايين، وأثار دهشتهم، وترجم إلى نحو 45 لغة عالمية، وأوردته صحيفة التايمز ضمن الكتب الأكثر مبيعاً، كما حصل على جائزة المكتبة الوطنية الصينية لعام 2015.
ولكن بعض منتقديه أشار إلى أن هراري له توجه يدل على كراهيته للمجتمع الحديث، مما يجعله يطلق ادعاءات تدعم توجهه. وأشار آخرون إلى اعتماده على العاطفة الشخصية للوصول إلى نتائجه حول مستقبل البشرية.