Print
عارف حمزة

محطات "نوبل للأدب".. 14 كاتبة بين 114 فائزاً

9 أكتوبر 2019
تغطيات
تأسّست جائزة نوبل بفروعها الخمسة في عام 1895 وفق ما أراده العالم الشهير ألفريد نوبل، وبدأت الأكاديميّة السويديّة بمنحها في فرع الأدب اعتباراً من عام 1901، وكانت من نصيب الكاتب الفرنسيّ رينه سولي برودوم (1839 – 1907). وتبلغ قيمة الجائزة حالياً تسعة ملايين كرونة سويديّة.

وحتى عام 2017 نالها 114 شخصاً من بينهم 14 إمرأة فقط، وهي نسبة تميل بشدّة لصالح المؤلفين الرجال، مما عرّض مسؤولي الجائزة لكثير من الانتقادات. وكانت الكاتبة السويديّة سلمى لاغرلوف الأولى التي حصلت على الجائزة في عام 1909، قبل أن تصبح، بدءاً من عام 1914، ضمن أعضاء الأكاديميّة التي تمنح الجائزة. وتعتبر فرنسا أكثر دولة حصل كتّابها على الجائزة، وهي 16 مرة، تليها الولايات المتحدة الأميركيّة- 12 مرة، ومن ثم بريطانيا بنيل كتّابها 11 جائزة.


حجب ورفض وعدم اعتراف
حُجبت جائزة نوبل للأدب في الأعوام 1914 و1918 و1935 ومن عام 1940 حتى عام 1943 وتأجّل منحها في عام 2018، بعد الفضائح التي لاحقت بعض أعضاء الأكاديميّة، وأدى ذلك إلى استقالة سبعة أعضاء من الأعضاء الثمانية عشر، لتُمنح في هذا العام إضافة للفائز بها في عام 2019.
وكانت الجائزة قد مُنحت لشخصين في أربع مناسبات في أعوام 1904 و1917 و1966 و1974. وكان الفيلسوف والروائي والمسرحي والناقد الفرنسي جان بول سارتر (1905 – 1980) الرافض الوحيد لتسلم الجائزة، بينما أُجبر الشاعر الروسي بوريس باسترناك (1890 – 1960)، تحت ضغط من حكومة بلاده، على رفض الجائزة في عام 1964. ومع ذلك تضمهما لجنة الجائزة في قوائمها الخاصة بالحائزين على الجائزة، رافضة رفضهما، الإجباريّ أو الاختياريّ، للجائزة.
كانت هناك حادثة رفض أخرى للجائزة ونيلٌ غريبٌ لها؛ وجاءت من السويدي إريك أكسل كرلفلت (1864 – 1931) في عام 1919؛ لأنّه كان عضواً في الأكاديميّة منذ عام 1904، ولكنّ الجائزة أسندت إليه بعد وفاته بأشهر. وهي المرة الوحيدة التي نالها كاتب ميت.


مكافأة نهاية الخدمة

صحيح أنّ من شروط منح جائزة نوبل أن يكون المرشّحَ والفائز على قيد الحياة حين إعلان النتائج، لولا الاستثناء الوحيد الذي ذكرناه سابقاً، ولكنّها جاءت في كثير من الأحيان كمكافأة لنهاية الخدمة، بحيث انتقلت قيمة الجائزة للورثة، إذ أنّها مُنحت لكتّاب قبل وفاتهم بأعوام قليلة؛ فالألماني تيودور مومسن نال الجائزة في عام 1902 ليموت بعد عام واحد. وهذا ما حصل مع الإيطالي جوزويه كاردوتشي (1835 – 1907) بعد نيله نوبل في عام 1906. أو الكاتب الروسي/البولوني فواديسواف ريمونت (1867 – 1925) ونال الجائزة في عام 1924. أو الدانماركي كارل غيلوروب (1857 – 1919) والذي نال الجائزة مع مواطنه الدانماركي هنريك بونتوبيدان عام 1917. وهذا ينطبق على كتّاب آخرين لم يستفيدوا من مبلغ الجائزة، إلا في حالات نادرة؛ قام من خلالها الورثة برصد مبلغ الجائزة لجائزة تحمل اسم فقيدهم.
وقد يقول قائل، ولكن جائزة مثل جائزة نوبل لا ترتبط فقط بالمبلغ المادي الذي يحصل عليه الفائز، أو بقيمتها الماديّة، بل هي تكريم كبير وتتويج لكاتب ستتم ترجمة أعماله مباشرة إلى أكثر من عشرين لغة. ولكن هذا الكلام يبدو عاطفيّاً عند الأوروبييّن على الأقل، إذ ينظرون إلى مبلغ الجائزة بعين الاعتبار، لدرجة أنّ هناك مَن يقول: ما نفعُ منحها الآن للكاتب الكبير ميلان كونديرا طالما أنّه بلغ التسعين من عمره؟ 



أصغر الكتّاب عمراً
في نفس الوقت هناك كتّاب نالوها وهم ما زالوا صغار السن مقارنة بمن نالها في أواخر حياته. وأصغر كاتب نال نوبل كانت الأميركيّة بيرل باك (1892 – 1973) التي نالت نوبل في عام 1938 وهي في الثامنة والأربعين من عمرها، وعاشت بعدها 35 عاماً. بينما نالها الكاتب البلجيكي موريس ماترلينك (1862 – 1949) في عام 1911 وهو في التاسعة والأربعين من عمره، وعاش بعد ذلك 38 عاماً. كذلك نالها في عام 1915 الفرنسي رومان رولان (1866 – 1944) وهو في التاسعة والأربعين، وعاش بعد ذلك 29 عاماً.


على قيد الحياة
أطول فترة عاشها كاتب ما بعد نيله جائزة نوبل للأدب كانت 38 عاماً، ولكن ربّما يتم تحطيم هذا الرقم من قبل بعض الكتّاب الذي نالوها وما زالوا على قيد الحياة. وهم:
الكاتب النيجيري وول سوينكا (1934) ونال نوبل في عام 1986.
الكاتبة النمساويّة إلفريدي يلينيك (1946) ونالت نوبل في عام 2004.
الكاتب التركي أورهان باموق (1952) ونال نوبل في عام 2006.
الكاتب الفرنسيّ جان ماري غوستاف لو كليزيو (1940) ونال نوبل في عام 2008.
الكاتبة الألمانيّة هيرتا مولر (1953) ونالت نوبل في عام 2009.
الكاتب البيروفي ماريو فارغاس يوسا (1936) ونال نوبل في عام 2010.
الكاتب الصيني مو يان (1955) ونال نوبل في عام 2012.
الكاتبة الكنديّة آليس مونرو (1931) ونالت نوبل في عام 2013.
الكاتب الفرنسي جون موديانو (1945) ونال نوبل في عام 2014.
الكاتبة البيلاروسيّة سفيتلانا أليكسييفيتش (1948) ونالت نوبل في عام 2015.
المطرب والشاعر الأميركي بوب ديلان (1941) ونال نوبل في عام 2016.
الكاتب البريطاني كازوو إيشيغيرو (1954) ونال نوبل في عام 2017.



توقعات وترشيحات

رغم أنّ أسماء المرشّحين تبقى سرّية حتى يوم الإعلان عن الفائز في العاشر من شهر تشرين الأول/ أكتوبر (غداً)، إلا أنّ الصحافة والنقّاد يطرحون أسماء عديدة على أنّها صاحبة الحظ الأوفر لنيل نوبل. وفي هذا العام توقّع الكثيرون بأنه لا بدّ أن تكون هناك كاتبة هذا العام ستنال إحدى جائزتي نوبل.
وكانت صحيفة الغارديان توقّعت أن تكون الروائية الروسية لودميلا أوليتسكايا (1943)، صاحبة رواية "قضية كوكوتسكي"، التي نالت عنها جائزة بوكر الروسيّة في عام 2002، والمعارضة لنظام بوتين، من بين الأسماء المتنافسة على الجائزة هذا العام. كما رشّحت الروائيّة ماريز كوندي (1937) القادمة من جزر غواديلوب الفرنسية في منطقة الكاريبي، والتي نالت العام الماضي الجائزة البديلة لنوبل. وتوقّعت كذلك منافسة الروائية الكندية مارغريت أتوود (1939) مؤلفة "حكاية الجارية" والكثير من الروايات التي ترجمت لأكثر من عشرين لغة في العالم.
والتكهنات ترشّح كالعادة الروائي الياباني هاروكي موراكامي (1949) صاحب "كافكا على الشاطئ" و"الغابة النرويجيّة"، والمؤلف الكيني نجوجي واثيونجو (1938) صاحب "شيطان الصليب"، بوصفهما مرشحيْن دائمين لنيل الجائزة. إضافة إلى أسماء أخرى مثل الكاتبة والناشطة البولندية أولغا توكاركوك (1962)، والفائز بمان بوكر لعام 2015 الروائي المجري لاسلو كراسناهوركاي (1954)، والألباني إسماعيل كاداريه (1936)، والروائية الأميركية جويس كارول أوتس (1938). ويُضاف إليهم أسماء أخرى، وعلى رأسهم الروائي ميلان كونديرا (1929) صاحب "كائن لا تحتمل خفته" و"الخلود". ولكن عادة ما تحصل هناك مفاجآت من قبل الأكاديميّة، ومنها ما يكون من العيار الثقيل؛ كما حصل مع نيل المطرب والشاعر بوب ديلان وآخرين للجائزة.