Print
شي مو رونغ

قلعة رملية وقصائد أخرى

28 أكتوبر 2019
ترجمات

درب طويل

تماماً مثل بذرة حملتها الرياح،

يبدو لي كأنني ضللت الطريق. 

هذا العالم ليس أبداً كالصورة،

التي لطالما وعدني بها في البداية؛

ولكن فيه دمعاتي،

المسكوبة على ممر الجبل الصغير،

وفيه أحلام ليلاتي المعتمة، التي تنامت في الغابات.

آمالي وحبي هنا،

مثل زهرة تفتحت ثم تلاشت.

 

لن أترك قلبي النقي،

وسط ظلال الأشجار العطرة الموجودة على ضفاف النهر.

ولكنني سأترك كل آثار أقدامي،

القلقة المترددة،

بل والتي يستحيل أن تتبدل.

 

قلعة رملية

في النهاية.... آخر موجة للظلام،

يمكنها دوماً التهام كل تطلع

 وحلم لي.

كيف تتشابك الحكاية بمجرد بدايتها،

ولا تسير سوى بخطى متلاحقة صوب النهاية.

 

قطعاً أنا أفهم،

أن ظهور كل الجمال يكون في سبيل تلاشيه،

وكل اللقاءات التي تجعلني أرتجف وأحترق،

يكون مصيرها الفراق.

ولكنك لن تستطيع حرماني،

من استخدام الوقت الذي لا أملك سواه على هذا الشاطىء،

في بناء أو استرداد تفاصيل كل جزء بلا توقف.

 

ففي نهاية المطاف عندما تهيج أمواج البحر تدريجياً،

تغرق السفن الضالة في مكان قصيّ.

وبالطبع أدرك أن الأثر الذي  

سأتركه لكَ بعد هذه الليلة،

لن يتعدى كونه قلعة رملية.

 

أكتب إلى البحر

 

أمواج

وسط الرياح،

بُحت إلى البحر بكل ما مررت به،

في حياتي.

 

ولكنه لم يرد،

واكتفى بأن يدفع صوبي بشكل متلاحق،

ذلك الرذاذ الصغير للأمواج،

الذي يشوّش المرء.

  

رسالة

إرسال رسالة إلى البحر،

ليس بأمر هين.

 

فبغض النظر عن وجهة إرسالها،

بوسع صوت الأمواج في رحاب الليل،

أن يرد مجدداً إلى مناماتي،

تلك الجمل المرتبكة المشتتة،

 لمرات متكررة.

 

قمر الليل

فلنبحر بعيداً،

حتى وإن كان حلماً، فأنا أود

أن أجتاز معك،

 ذروة وقاع تلك الأمواج الممزوجة بالأفراح والآلام.

 

من فضلك اصطحبني،

 وأمسك بيدي تماماً في مثل هذه اللحظة،

لنمض بخطانا مع ضي القمر.

 

فإن البحر الموجود في ذلك الأفق البعيد،

ساكنة

أمواجه

مثل

مرآة.

 

شي مو رونغ: شاعرة وكاتبة ورسامة منغولية الأصل، وتحديداً من منغوليا الداخلية؛ وهي منطقة ذاتية الحكم في الصين، ولدت في مقاطعة سيتشوان بالصين عام 1943، ثم قضت طفولتها في هونغ كونغ، وتعيش حالياً في تايوان. درست في قسم الفنون بجامعة المعلمين بتايوان، وبعد تخرجها تابعت دراستها في الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة ببروكسل، وتخصصت في الرسم الزيتي. أقامت معارض فنية في جميع أنحاء العالم، كما أنها تعد من أبرز الشعراء المعاصرين وأهمهم في الصين وتايوان، وحصلت على عدة جوائز.

ترجمتها عن الصينية: مي عاشور