وُلدت سارة كيرينا سنة 1972، في مدينة "كانتال" جنوب فرنسا، وهي تقيم اليوم في مارسيليا، عملت ممثلة مسرحية مع عدة مخرجين في مسارح باريس، نانت بوردو، وغيرها.
نشرت قصائدها في مجلات وأنطولوجيات شعرية في فرنسا وخارجها، وصدرت لها عدة كتب شعرية في فرنسا، منها: "نقطة التلاشي"2001، "الفُتات"، 2007، "كنا دائماً منفَصلين" 2005، "من إحدى الأماكن" 2010، و"من صيف إلى آخر"، 2012، أما القصائد المترجمة هنا فهي غير منشورة.
1
العشبُ الأصفرُ آخذٌ في اليباس
كزغبِ كلبٍ على تلٍّ يتشقَّقُ تحتَ الخطوات.
صفيرُ الريحِ يثيرُ الأرض
الأغصانُ الجافَّة تحملُ الغبارَ كما تحملُ الحرائق
وفي الفضاءِ عمودُ دخانٍ أسودُ
وسحبٌ بركانية
في الليلِ
يعانقُ اللهبُ البرتقاليُّ السماء
ويتقدَّمُ الموتُ مثلَ سمكةٍ خبيثة
ذبح، صلب، اختطاف نساء، إبادة قرى، نهب...
ضجيج البنادقِ يقتربُ من صيف 2014
صيفِ الدمِ والحديدِ
الصيفِ الذي تعلَّمتُ فيه السباحةَ مرتدية قناع الأوكسجين.
11
صوتُ زيزِ
إبر صنوبر يغطيان الكراسي
وريحٌ تنهض
ثمة صيفٌ هنا
السماءُ بزرقتها الساحرة
والمسبحُ بلا حركة
إنه صيف
قتْلُ كاهنٍ في كنيسة
هل يجبُ أن نواريَ هويةَ القاتل؟
عمليات تطهير في تركيا
فرنسا تشتعل
ممر إنساني من أجل حمص
ممر شديد الإتقان يُدَمَّرُ مع المشافي
تفجيرٌ في كابل، وآخر في الموصل
إنه الصيف
ضجيج حربٍ يفاجئنا في تورا بورا
وموتٌ يشبه غيمة سوداءَ في منتصفِ الأزرقِ الساحر الثابت.
الأزرق، الأسود، الأحمر.
111
كيف لنا أن نعرفَ ماذا يفعلُ الموتى في الأعلى؟
وماذا تشبه حياةُ أولئكَ الذينَ لم يروا جثةً أبداً؟
هل تشبه غرفةً للدفن؟
أم مضخةَ مورفين؟
أولئك الذين لم يختاروا يوماً كيفَ يُنجَّدُ النعش، أو كيف يُشَكَّلُ إكليل الزهور، ولا أين يقع القبر.
الذين لم يعرضوا صورة راحلٍ لكي يجعل له المحنِّطُ تسريحة تشبه تسريحته، ووجهاً جميلاً ما أمكن.
مقاطع فيديو لهواة، مأخوذة بكاميرات الجوال، تُبث مباشرة، حماس الأماكن، الكثافة، الطاقة، وجمال الأيام الأولى من الانتفاضة.
عدم القدرة على فهم حياة وجيزة جداً؛ كعدم القدرة على فهم حياةٍ شديدة الطول،
وجهل حياة الوحدة؛ كجهل الحياة الأسرية.
كل ذلك يعني كتابة نص جنائزي، يعني التفكير بموتانا، محاولة أن لا نفكر كثيراً، وأمنية مرهفة، مع علمنا أن ما نتمناه غير موجود.