Print
محمود عبدو عبدو

أدب العتمة... سيناريو النجاة من الموت

25 يناير 2024
شعر

 

دائمًا نحن هنا

قلوبنا طروادة

وحصانُ أملنا الخشبي

متفرغٌ للموت أكثر

...

لم تقرأ بعد

هذي الأرض جيدًا

ولا رغيف خبزها

ولا تعرف لغة القصف جيدًا

ثمّة أميّ من خشب

ينتظر

...

تعتني بالخوف

كوظيفة

تكتبها بحرص

تُرتّبها

تُقدّمها هكذا

...

ملحك الزائد

يُبقيك

لتقول للحفاة

يا أيّها الحفاة

معي وظيفةٌ اضافية

أخرى

لأقدامكم

...

دائمًا نحن هنا

قلوبنا طروادة

وحصان أملنا الخشبي

متفرغٌ للموت أكثر

...

وظيفةٌ ما للنص في العتمة

تُدين خشونة السّطر

وتسبقك النهاية كفريسة

 

ووظيفةٌ أصعب لعتمة روحك

أن تعلّم عود الثقاب

لغة الحصان!!

...

الشاخصة تبادلك

حمولة الجهات

رعونة الغد

لا تتجاوزها، لا تبادلها أمنية

مدينتك

تحلم عنك

فلتنم كنصف إله

ويدك تهرع لخشب القلب

...

بعد أقل من فاتحتين

تُقدّم الماء

لما بقي من خشب.

...

صوتك يشبه هذه العتمة

...

علينا أن نبكي كثيرًا

...

البكاءُ نافذتنا المُتبقاة

...

نبوءة شمّها الأنبياء فينا

شمّاعة لناي يسكنك

...

البكاء رسالة أخرى لله

صلاة لاستسقاء النور

...

نمسح الحناء عن صباحاتنا

ونترك لأقدامنا عشبنا الصامت.

...

كلّهم زيّنوا الباب

بمغادراتهم

وحدك

وبثلجك تقيم شجرة ميلاد للعتمة.

...

ألا تشتاق

تقولها صفارات الانذار

المسافة بينك وبين النور

مسافة قنص وبندقية.

...

يدك رسالة أخرى

لعناق أسمر

...

توقد أملك الخشبي

...

حصان طروادتك

رويدا رويدا

آخرُ

حراس القلوب المستديرة

حتى ينتصر العدم فيك.

يرمّمُ ما كُسر دون فائدة

ترش الحزن من حولك

 كما جارتك حين تسقي الأصيص

غدٌ مكسور القدم

مرهونٌ لأسئلة

خطّها الغرباء لك

 تسألهم عنك

عن "أخيل"

عن إلياذتك

أدبك الجالس على الأسوار.

 

*شاعر من سورية.