Print
ماجد مطرود

لست أنا...

18 يناير 2024
شعر

 


في النهار دائمًا ما أقلق 

أرتبك وأبحث عن مكانٍ يمنحني السكينة 

وفي الليل دائمًا ما يصيبني الأرق، ويدخل فيّ الخوف، وتحاصرني صور لجيش مهزوم

 

الحياة، ساحة للحرب، الضعيف فيها مقتول!

فقاعة قابلة للانفجار، ودعابة فارغة من الضحك 

 

منذ أربع وعشرين ساعة، لم أذق طعم النوم، 

ولم أحاول النهوض من فراشي، 

وبما أني أعرف من خلال تجاربي، 

أن هذا الشعور يمثل بداية النهاية، 

رحت أفكر كثيرًا

أفكّر بجديةٍ عن معنى وجودي!

 

التفكير هذا شجّعني لكي أفتح آخر الرسائل- 

تلك التي تسللت من سُمّ خيالي

 

قلتُ متفكرًا بعمق المعنى وليس بظاهره 

لماذا الماء الذي اندلق على رمل رحلتي الغامضة، 

أخذ شكل طائر بلا ريش، له منقار طويل 

يرتدي قميصًا مشجّرًا محاطًا بغابة!

بينما الرمل الذي سقط على ماء حياتي الواضحة، 

رسم طائرًا فنتازيًا رأسه وذيله من نار، 

ريشه من ماء، ومخالبه من خشب؟ 

 

أنا مبلل بالآلام كالمسيح، وحيدًا، مصلوبًا بمسمار 

المسمار في الجسد والروح معلقةً على اللوح!

 

من خلف هذا الصلب أرى نفسي بكل تجاعيدها مجسّدةً كسفينة مبحرة في حريق! هل رأيتم سفينةً تبحر في نار؟ 

سفينة تحاول بكل قوتها الإفلات من قبضة الحريق!

ترى من حمّلها كلّ هذا الرماد؟ 

 

أنا لست واثقًا بنفسي، ولا بخيالي 

لست واثقًا بجنوني ولا بعقلي

لستُ واثقًا بالوجود الملموس أصلًا،  

ولا بالنفوس التي تعيش هنا...

 

في الحقيقة أنا لست أنا، فمن أكون أنا؟ 

هل أنا خيال في حقيقة، أم أنا حقيقة في خيال؟

 

*  شاعر عراقي/ بلجيكا.