Print
ديمة محمود

لن أسميَ الحصى كستناءً

10 أكتوبر 2019
شعر

ليستْ سوداويةً ولا اكتئاباً حاداً

لا أعاني من عقدةٍ نفسيةٍ تجاه الفرح أو التفاؤل 

لم أتعاطَ جرعةً عاليةً من المورفين 

ولم أتقنْ لفّ لفافات الحشيش بعد لأدمنَها 

كلُّ ما في الأمر أنه لا يمكنُني أن أنقسم نصفين 

لا أجيدُ المكياج كثيراً 

 ولم أعتدْ استعمالَه باستمرار

 كلُّ الرجال الذين أحبوني أجمعوا أنني أجملُ بدون أقنعة سان لوران وديور.

*

مشكلتي فعلاً مع الانشطار 

أن أكون اثنتين

أن أرتدي الوجه التنكّريَ في حفلٍ

بينما تنمو بأضلاعي فطرياتٌ من أسلاكٍ شائكةٍ وبركٌ من ملح.

*

لن أكذب وأدّعيَ النزاهة 

حاولت مراتٍ ليست قليلةً أن أشتريَ شموعاً لِعيد ميلادٍ 

ونفختُ لأطفئها وقطعت التورتة 

لكنّ ابتسامتي كانت تبهتُ بعد موجتين أو ثلاثٍ من التصفيق 

والرقصِ على "إنزل يا جميل في الساحة"

 أصابتني نوبةُ أكزيما حادةٌ من بلياتشو ذات مرةٍ 

 وبعيار عالٍ من الكورتيزون حاصر الطبيبُ الأمر.

 *

لا يمكنُ أن أعتقد أو أضحك واهمةً 

 أنّ سانتا كلوز قد عبّأ الفرح 

 لأولادٍ يصطكّون من البرد بلا شباشب 

 أو بِمفرزاتٍ مخاطيةٍ وذبابيةٍ تنزُّ عبر ثقب زجاجة حليبٍ يمصّونها فارغة

 أو لآخرين تؤويهم بيوت الصفيح أو الجبانات

 أو لِمن يتسولون عند إشارات المرور.

*

لا أبتهج لِمشهد استقبال اللاجئين بـ "طلع البدر علينا"

مُفبركاً كان أم حقيقياً 

دون أن أستدعيَ بانوراما الشتات الكبير

والوجوه المتعدّدةَ للإمبريالية التي تعزف البيانو بِأصابعها اليمنى 

وتدير صفقات السلاح بِيدها اليسرى.

 * 

بِوضوح أكثر مرآتي لا تحتملُ الغبار ولا الرماد

واليدُ التي تطلق الرصاصة 

لا تعبَأُ بالحديقة ولا تملؤها أفواج الطيور   

والرأس المحشوُّ بالثكنات

طريقه نحو الغيم مدججٌ بالجماجم والأطراف الصناعية

أقرُّ أنني لن أسميَ الحصى كستناءً 

ولا كرة القدم بطيخاً!

 

* شاعرة مصرية