Print
فادي جودة

الجوزاء

2 يناير 2019
شعر

أمس قطرة من مني وبويضة في حوض الأغنية، 

وغداً شريحة تحت المجهر،

خزعة في موكب القبر، وعظام

كالكشف قبل الفناء، وأنا كأني 

بين شاهدة وزوالها أترجم عمري بكلمات 

ليست لمن أعيد عنهم الكلام.

كلب بيت أنا

أو حصان ما أردتَ من الذات، رسومات

لا رصيد لألسنتها، ووقع 

الصدفةِ في منجم. إذاً،

 

يا فزّاعة التكرار لشريط ثرثرتي،

إليك هذه الحكاية:

 

كان لجارتنا ابنةٌ متوحدة اسمها "كليلة".

ومفردةٌ من بين المفردات

كلما لفظناها أثارت فيها الصراخ: "ريلكه". 

أقمنا التجارب وتأكدنا.

 

كان يزورها سراً منذ زمن وبلا هيئة.

تصعدُ معه في فضاء السكينة

فتهوي بها حناجرنا.

 

أظنها كانت "لوركا"، قال صاحبي

بعد ثلاثين عاماً، وثالثنا قال: لا هذا ولا ذاك،

إما "كوفي" أو "كرمانجي"

(لانشغالنا حينئذ بخط رسائل حب،

 

في حضرتها، لبناتٍ لم نعد نذكر أسماءهن).

كانت كليلة تحتج أو تعبث بنا.

يا كليلة، يا كليلة، الشوق ذاكرة، أينك الآن؟

 

اتصلتُ بأمها المهجّرة مثلنا.

قالت: إنها ترقد مع أهل الكهف عند غابة الحور

التي أحرقتها الحرب.

 

ستنتهي الحرب وأزورها، قلت،

واعداً من دون وعد.

قالت: حين يعود الشجر

تعود الطيور.