Print
عبد الجواد العوفير

أزهار تنمو في الذاكرة

10 يوليه 2018
شعر
البحر يجلس إلى طاولتي

الحانة عامرة بهؤلاء
الذين يدخلونه
ولا يخرجون.
يدمدم أغنية بحار عجوز،

يدمدم
ويشرب
كعصفور دُوري مجهول
في الغرفة.

*****

الضوء عاد من جديد
من فرط المحبة
صار أسود وجميلًا
دافئًا كهواءٍ صوفي

*****

يغرق المتصوفة
في بحار قلوبهم
ويطلعون
كزهر الحبق
في حجرة شاعر
غابت كلماته.

*****

يا ابتسامة الطفولة
تعالي الآن، أدرك
أنك ترتدين شالا
ومعطفا باليا
سأهديك كل شيخوختي الرزينة
وكل هذا العمر الذي يدنو من اللاشيء.

*****

سألني شيخي "العطار" (1)،
ونحن قاعدان
إلى نفسينا
في "المثلث الأحمر" (2)،
ألم نصل بعد؟

*****

الموتى يطلقون غيابهم طيور محبة
سناجب تقفز الكلمات
من حلقي
لتملأ الفراغ.

*****

موسيقى الطفلة الصغيرة في "باب الأحد" (3)
أذكر عدوها
بين سنابل الروح.

*****

الحزن أزهار غريبة
تنمو في الذاكرة.
المرأة في خيال الحانة.
هل تذكر يدانا
هواءً باردًا
آتيًا من جهة الروح؟
والبحر حينما نغادر
آخر طاولة
نتركه كقلوبنا.

 هوامش:

(1) العطار: فريد الدين العطار النيسابوري                   

(2) المثلث الأحمر: مقهى بمدينة الرباط

(3) باب الأحد: ساحة بمدينة الرباط

*شاعر ومترجم مغربي