Print
دنيا ميخائيل

الغجرية

20 نوفمبر 2016
شعر

 

لا خريطةَ للغجريةِ،

فقط أغنيات

للأمكنة التي تعبرُها

وتنسى.

في سرِّها ترنّمُ الغجريةُ،

بعضُ الكلماتِ لاتأتيها

فتستعيرُ نبضَ الطرقاتِ

السريعةِ والبطيئة.

الطيورُ تفهمُ

وتجيبُ في سرِّها أيضاً. 

هي لا تبالي كثيراًً

بتحولات الليل والنهار

ولو يدهشُها

كيف يمرُّ بها القمرُ كلَّ مرةٍ

ويمضي

كأنهُ قطارٌ سيختفي بركّابهِ

ليتوقفَّ، في محطتهِ الأخيرةِ، وحيداً.

الغجريةُ لا تنتظرُ أحداً.

التاريخُ دمٌ يابسٌ

في أحمر الشفاهِ

تضعهُ الآن

من أجل قتلِ اللحظةِ

أو تجميلِها قليلاً.

هي تعرفُ الوقتَ

من انحناءاتِ الوردِ،

من قربِ السماءِ أو بعدِها،

ومن اليباسِ في يديها.

حينما تتعبُ الغجريةُ

من التجوالِ،

تجلسُ قليلاً في الظلِّ،

وبعودِها الصغير

ترسمُ على الأرض

وجهَ شخصٍ لا تعرفهُ.



(شاعرة من العراق تقيم في أميركا)

(لوحة للفنان العراقي علي رشيد)