Print
مناهل السهوي

شعراء مُدنٍ بحريّة: كيف يصنع البحر قصيدته؟ (2/2)

24 أغسطس 2019
هنا/الآن
كنّا بدأنا في مادة سابقة البحثَ في تأثير المدن البحريّة على شعرائها انطلاقاً من مقولة الفيلسوف الفرنسي غاستون باشلار: "على كلّ شعريّة أن تتلقى مكوناتٍ تبقى – مهما تكن ضعيفة – ذات جوهر مادي"، يؤكد فيها أهمية مكان الولادة وطبيعتها في التأثير على خيال الشاعر وما يقدمه طوال حياته.
عرفنا في المادة السابقة مع الشاعر السوريّ أحمد. م. أحمد (الـمِلّاح)، وهو الريح الخفيفة المشبعة ببخار الماء المالح، التي تهب من البحر فتترك الصدأ على الحديد، وتهري الخشب وبشرة الوجه. ورفض الشاعر إياد حمودة تذكير البحر، بل أكد أنه يجده واقعياً وأقل قسوة من اليابسة! لترى سوزان علي البحر رجلاً، رجُلها الخاص.
إذاً، يترك البحر نظريات كثيرة حوله. فذلك الكائن الغامض والشهيّ والمتقلب، بعلاقته الغامضة هذه مع الشعراء، يدفعنا للتفكير بالأبديات الزرقاء والغوص في المعاني ومجازات الرحيل.
لفهم هذه العلاقة أكثر توجهنا إلى مزيد من الشعراء الذين ولدوا وعاشوا قرب مدن بحريّة بسؤالنا كيف يرون البحر وكيف يخاطبونه، وما الذي يربطهم شعريّاً بالبحر؟ وكما يقول فيكتور هوغو "الماء مليء بالمخالب"، فهل حقاً تعرّف الشعراء إلى تلك المخالب؟ كيف صنع البحر قصيدتهم؟ وكيف يصفون النفسية المائية لديهم؟
الشعراء هم حسب الترتيب الأبجدي: أنيس غنيمة، عبد الرحيم الخصار، لميس سعيدي، ندى الحاج.


أنيس غنيمة - غزّة:
عند البحر عرفت أن الشاعر صيّاد
في الخيال الجمعي يرسم البحر للناس صورة الاستجمام والنزهة، واعتاد الناس في المدينة التي أعيش فيها على إعطائه تلك الصورة الشعرية الكلاسيكية: "البحر ملوّث حتى آخر أنف، لكنه متنفّس كل أنف". الأرض مغلقة من جهاتها، والبحر أوسع من عين شيطان الحرب، إذ أنه

مهما علا صوت الجحيم الذي يحيط بالمدينة فإن البحر سيكون الملاك دائماً. وبهذا يمكن إعطاءه ترف المكان الوحيد حيث يمكن النظر، وهو صيحة الابتعاد ونرجسية العزلة.
ولدت قرب البحر، هذا صحيح، إنه المكان عندما أعشق وأكتب وأنظر، وهو تعريف يشمل الذاكرة بمفهومها المعرفي، حيث كلمات مثل الغوص والعمق والاتساع تأخذ الحيّز الجمالي الأعلى. وليس من قبيل الصدفة أنني كنت أسمّي مجموعتي الشعرية الأولى لأصدقائي بـ"كلمات البحر المتوسط"، إذ كان هواءه البارد صباحاً هو منبّه الصحو الأول، وفي الغرفة الصغيرة المطلّة على الاتساع والتدفق اللانهائي ولدت الضآلة قربَ لافتةٍ واضحة: أنت لا شيء. وفي حالات نزقه وهياجه يرفعها أعلى، بضجيج واضح؛ أنت نكرة. ومبكراً أيضاً تكوّنت الشعرية وسيرورتها: الماء الذي ما يزال يتدفّق في الخيال - تسونامي- يمدّ روعته في دوّامة هادرة.
دائماً كنّا نغار من الصيادين إذ يصعدون البحر بكلّ خفّة، كنا نقود أنفسنا للبحر كلما كان الصباح يقودنا، قهوة سوداء وتبغ أبيض، هكذا كان يمضي أول اليوم. نجلس فوق شِباك الصيادين لنتأفف، متى يأخذون هذا الثقل الهائل الى كل تلك الخفّة!
المراكب الصغيرة الراسية على طول لسان ميناء غزّة عند الظهيرة هي الأحرف التي تشكلّ علّة المشهد، حيث تقف متفرجة بصمتها البديع، ويتكلّم عنها بصوتٍ خافت لكنه مسموع السمك الذي يسحب البُسطْ من تحتها. وهنا بالضبط تعلّمت أن القصيدة لا تبدأ في العزلة، بل في نطاق من العلاقات (العالم والإنسان)، وعرفت أن الشاعر ليس هو ذلك المخترع للأشياء إنما هو صيّادها.
من المعروف أن اللون الأزرق هو دلالة نفسية على الانعزال، وميراثنا الشعري يمتدّ في جزئية كبيرة على طول الحركة النفسيّة للشاعر، وقديماً قالوا – من بين ما قالوا- إن الانسان في ظلمة الليل لا يفرّق بين السماء والبحر، إذ أن اللون هو مؤثر قويّ وهو مبعث النزق الشديد الذي يبرز الكتابة/ كتابتي أنا، ويبرز الاشتغال والجد وهو ما يبقى معي، ويمحو الفتات والهذر وهو الى زوال.
في ليالي الصيفية التي اعتدت أن أقضيها في "بيت البحر"، هناك نغمة هادئة كانت تتجول مثل قصة ما قبل النوم اعتدت تأليف القصائد حولها، لكني بسذاجة ربمّا اخترت دلالة المصدر حيث عرّفت الجوف، وربّما في اللحظات التي تسبق كلمة القصيدة تطلّعت الى عمق ما يمكن.
أستطيع أن أقول ببساطة شديدة إن البحر بوصفه الرومانسي لديه الجوف والشعر لديه الصدف والتحفة الفنيّة التي تسمّى قصيدة هي المزيج. إذاً الشعر هو حريّة الغوص، ومصاف الشعرية يحققها المدّ نحو الماء/ حيث أقف، والجذر إلى دوّامة الشعر/ حيث ماء الغرابة، أما قارب الإنقاذ للقصيدة وحمّال خفّتها فهو غفوتها في بطن الحوت، حالمةً هي وشاعرها.


عبد الرحيم الخصار- المغرب:
البحر يمنح روح المغامرة
ثمة جملة لإيزابيل الليندي تقول فيها: "هناك شيء من الشاعريّة والسريّة في كلّ ما يقذفه البحر". لكن بدت لي هذه الجملة مقلوبة وأنا أستعيد مشهداً يعود إلى ثلاثة وعشرين عاماً مرّت. فهناك شاعرية مضاعفة وسريّة أيضاً في كلّ ما نقذفه نحن للبحر.
أتذكر عام 1996، كان عاماً أسودَ بالنسبة إليّ. تم طردي من مهنتي الأولى في السكك الحديدية بعد أقل من سنة من العمل في مدينة الجديدة، وسنتين من التكوين في الدار البيضاء. في العام ذاته توجّه البنك إلى والدي للحجز على كلّ ممتلكاته بعد تجارة فاشلة. أيضاً غادر أخي عمله، ومرض الوالد، ومرضت أنا أيضاً. كانت لديّ مشاكل في الجهاز الهضمي نجمت عن الضغط النفسي. وكنت حينها قد عدت إلى الجامعة لدراسة الأدب، بعدما كانت دراستي خلال المرحلة الثانوية في العلوم التجريبية، وفي مرحلة التكوين عن الميكانيك، ميكانيك القطارات تحديداً.
أستعيد ذلك الصباح الباكر الذي خرجت فيه وأنا أجرّ الخطى تحت نير ضغط اجتماعي ونفسي رهيب. ذهبت إلى البحر؛ باستثناء صياد هرم لم يكن هناك أحدٌ تقريباً. تقدمت في الماء ووقفت على صخرة ومكثت أخاطب البحر وأناجي خالقه لفترة طويلة. كانت الدموع تسبق كلماتي وتعقبها. أحسست كما لو أن البحر كان يصغي بعمق إليّ ويتعاطف معي. كررت ذلك في مناسبات أخرى، لكن دون دموع.
يجعلك البحر تحس أن الحياة أكثر شساعة، وأن كرمها وارد وممكن. ربما يكون أبناء المدن

البحرية أكثر هدوءاً وأكثر إحساساً بالرضى. يدرك المقيم على مقربة من البحر أنه أصغر من موجة، وأنه مجرد حصوة صغيرة أمام امتداد هذا البحر. فكيف بالذي يسكن على حافة المحيط؟ ثمة أيضاً إحساس دائم بأن حياة أخرى توجد وراء المحيط، حياة لا تشبه بالضرورة حياتنا، وأن الوصول إليها ممكن. فقبل خمسة عقود خرجت السفينة البسيطة "رَع" من مدينتي آسفي وعبرت المحيط إلى نهايته. لم تكن سفينة بالمعنى الذي نتخيله، بل قارب من نبات البردي. المغربي الوحيد الذي كان في طاقمها التقيت به وتحدثت معه عن تلك المغامرة. كان يتحدث وعيناه تلمعان، كما لو أنه عائد للتو من تلك الرحلة الرهيبة. أعتقد أن البحر يمنح للمقيم على ساحله روح المغامرة، هذه الروح تمتد أيضاً إلى الشعر. ربما الشاعر القريب من البحر قريب أيضاً من تخوم الشجاعة والمجازفة والرغبة الدائمة في التجاوز والتغيير.
لا يتعلق الأمر هنا بأحكام تشمل الجميع، لكنّه على الأقل مرتبط بإحساسي الشخصي وبنظرتي الخاصة للشاعر البحريّ. في الليل كنت أذهب إلى المحيط وأنتشي بشرب شاي ساخن في البرج الخشبي المخصص للمنقذين. صوت الأمواج بالليل يختلف عن صوتها بالنهار. ثمة رهبة إضافية، إذ يبقى صوت الموج هو الصوت الوحيد. يدفعني مشهد مثل هذا إلى كتابة نصوص تحمل روح الموج وتسير على إيقاعه.
مراراً وقفت على الشاطئ المجاور لميناء المدينة، أراقب السفن العملاقة التي تعبر البحر عرضاً فوق الخط الذي يلتقي فيه، على مستوى النظر، البحر مع السماء. إنه مشهد مذهل يعود بنا إلى الأصوات القديمة التي تبثها البواخر وهي تدنو من الميناء. حركة السفن هي في حد ذاتها شعر. أما عبور المحيط فهو النص الطويل المنساب من جهة، والزاخر بالتموجات والمنعطفات، النص الذي تبنيه العواصف والأهوال.


لميس سعيدي – الجزائر:
قصيدتي والماء المالح
في طفولتي كان كلّ شيء يقودني إلى الملل: الرسوم المتحرّكة والكتب والأفلام والجلوس إلى طاولة الطعام و"الأصدقاء" ولعبة الشطرنج، وكان البحرُ الماءَ الوحيدَ الذي يذوب المللُ داخله، ملل الطفولة الصافي والحادّ كالملح. ربما لأن البحر كائن قديم جداً غير أنه لا يشيخ، تماماً كالشاعر واللغة، لغة الشعر تحديداً.
في ديواني الأوّل "نسيت حقيبتي ككلّ مرّة" (صدر سنة 2007 عن دار النهضة العربية في بيروت) كتبتُ قصيدة بعنوان "شريعة البحر" لا أذكر منها سوى هذا العنوان "الواسع" ومفردات عربية قديمة لم يعد أحد يستعملها، وتلك العبارة: "مخمصة الروح"؛ ربما كانت قد تملّكتني رغبة خفيّة في أن أنقل البحر دفعة واحدة، كما عرفته، إلى اللغة، فلم ينج من تلك

الصفحات الهائلة سوى عدد قليل لا يتجاوز السبعين صفحة وصخور تبدو طازجة وهي مكسوة بالطحالب.
فتحت عينيّ لأرى البحر لأوّل مرّة من خلال شرفة الصالون، تلك الغرفة التي لم تكن سوى جدران مكسوة بالكتب. كنت أدير ظهري للمكتبة وأقابل البحر. لم يكن البحر عارياً كما نعرفه في الشواطئ والجبال، كان يكسو ظهرَه ميناءٌ ومدينةٌ تتهالك.
وكما تحكي الأساطير قصة فأر المدينة وفأر القرية، أردت أيضاً أن أحكي قصة بحر المدينة وبحر الجبل، ذلك البحر الذي سأتعرّف إليه لاحقاً وسأمنحه جسدي، عكس بحر المدينة الذي لم يكن صالحاً للأجساد البشرية وقد احتلت البواخر (بزيوتها وصوت صفاراتها) وقوارب الصيادين الخشبية وشباكهم شواطئه وأعماقه.
قبل بداية تلك الحرب التي لا يعرف أحد اسمها في تسعينيات القرن الماضي، كنت أمكث داخل البحر الذي تفصله عن الجبال رمالٌ ضئيلة ونقية قرابة ثلاثة أشهر، لا أخرج منه سوى لضرورات الحياة الآدمية؛ حتى بالنسبة للنوم، كنت أفترش حرفياً الماء المالح وأنسى نفسي للحظات طويلة لأستمتع بموت مؤقت وعذب تحت شمس لذيذة. كان ذلك في قطعة من الجنة حملها بلا شك آدم معه في أحد جيوبه قبل أن ينزل إلى الأرض، كان ذلك قبل أن تعيد الحرب تلك القطعة "المسروقة" إلى الذين يتحدثون باسم الإله.
مع مرور الوقت والحروب، تحولت أنا الأخرى إلى باخرة بزيوتها التي تتسرب من حين لآخر وصوت محركها المزعج وصفارتها التي تنبئ بالوصول، ولم يبق أمامي سوى بحر المدينة الذي يتضاءل ليدفعنا إلى الرحيل. غير أنني قبل الرحيل تسرّب الماء المالح مجدّداً إلى قصيدتي، ماء بطعم الرطوبة والزحام، ماء يتسلّل ولا تمحو أثره الرمال. ومن خلال ديواني "كقزم يتقدّم ببطء داخل الأسطورة" (الصادر مؤخراً عن دار العين بالقاهرة) أخذتُ صورة لمدينة الجزائر العاصمة (آلجي) قبل أن تختفي نهائياً، المدينة التي كنت أطلّ عليها من شرفة الصالون ولا أرى منها سوى البحر:

يوماً ما، ستعود آلجي إلى البحر الذي جاءت منه
حين عَلِقت بشبكة أحد الصيّادين
الذي تركها على الشاطئ
ريثما تنشف قليلاً
ويعثر على الخاتم الذي يختبئ داخل جوفها
ولأنها لم تتخبّط
- كما تفعل الكائنات البحرية -
نسيها ولم يستعجل رميها في البحر
وفي انتظار أن يبتلعها الماء مجدّداً
لا يزال سكّانها - الغرباء عن اليابسة -
يعيشون وسط جدران شديدة الملوحة
بحساسية عالية تجاه الهواء
وارتفاع مزمن في الضغط.


ندى الحاج – بيروت:
البحرُ نديمي وكاتمُ أسراري
كيف صنعَ البحر ويصنعُ قصيدتي؟ هو من أجمل الأسئلة إن لم يكن أجملها!
كيف لا وأنا ابنةُ المياه والهواء، كيف لا وأنا لا أزالُ أولدُ كلَ يوم وكلَ لحظة من موجةٍ ترتمي على أخرى!
كيف لا وأنا أعانقُ الآفاقَ بقلبٍ يتلهَّفُ للسفر في الرؤى، كيف لا والبحرُ نديمي وكاتمُ أسراري؟
كيف لا وقد "خلقني أبي للشعر، وولدتْني أمي للبحر، فأينعتُ زهرةً للحب وأشواكاً ملوَّنة"؛

كيف لا و"قبْل الإشراق كان الإبحار، قبْل التوغُّل كان الحلمُ راكعاً على شرفة العالَم" (من كتابي "تحت المطر الأزرق").
الشعرُ بالنسبةِ لي هو الشراعُ غيرُ العابِئ بعصْفِ الريح ووسْعِ المحيط "كُنْ ذاتكَ وكنْ أوسعَ منها كي تعبُرَ المحيط وأنت فضْفاض"... "كما أنا أحتوي المدى وأخترقُ ما سيأتي" ("تحت المطر الأزرق").
عنصرُ الماء في شعري ومخيّلتي وتكويني الشخصي هو أساسيّ وجوهريّ وفائض. وهو يهيمن على قصائد كتبي كلها، بدءاً من الدمع وصولاً الى المحيط الذي يصبُّ فيه. وقد بدأتُ كتابي "أناملُ الروح" بقصيدة فيض: "في البدءِ كانت الكلمة وكان الدمعُ فامتلأَ الكون".
الماءُ سرّي وإسرائي ولا أفرِّقُ بين عناصره. تكفيني نقطة الماء في الصحراء لأرتوي كما لو غمرَني البحر ولفَّتني أمواجه... الماء من الساقية الى النهر ومن النبع الى روافده يصبُّ في البحر وهو حياتي. لا أظنّ أن حبي للبحر متأثرٌ بكوني ولدتُ في بيروت وتعلمتُ السباحة باكراً، بل إن البحر يتمازجُ مع عناصر الطبيعة كلها في داخلي ويهدرُ فيَّ كنبْضِ الكون في قلبي.

"من الماءِ وإليه
فيه تنغرسُ قدماي
تزهران طفلاً شجيّاً حاملاً أغنيةً بيَد والمحيطَ بأخرى"

(من كتابي "غابة الضوء").

الماءُ عنصرٌ روحانيّ صوفيّ كما يتجلّى في شعري وهو يعكس خطواتي في طريق الكشْف عن تموّجات روحي وهمسات الله فيها.
"اخترتُ الموجَ من ألفِ بحر والمطرَ من ألفِ نبع والدمعَ من ماءِ اليدين" (من كتابي "بخِفَّةِ قمرٍ يهوي").
"حين تاهَ القاربُ مشيتُ على الماءِ من أجل الماءِ فقط".. "الماءُ سرّي أتعمَّدُ فيه مع كل نفَس، عند كل منحدر فتخطفَني الغيومُ لتصنعَ المطر".. "كساقيةٍ نشدو من المنبع الذي منه نولدُ ولا نهاية".. ("تحت المطر الأزرق").
أتماهى مع البحر بغموضه والغوص في الأعماق والاكتشاف والتوق إلى المطلق ومعانقة الشمس وحركة المدّ والجزر وتجاذبها مع القمر، الذي هو عشقي الآخر وقد جمعتُه بالبحر في إحدى قصائد كتابي المقبل: "تنافسُ البحرَ على حبي وأختارُكَ في سرّي".

كما أختار من كتابي "كلُ هذا الحب":

"أشتاقُ البحرَ كلما ضمَمتُ صلاتي بين أضلعي
أشتاقُه كمن يعبُرُ ذاكرتَه ومْضاً
أشتاقُه كلما رأيتُ زبدَه في عينَيّ
أشتاقُه سفينةً لا تعود
حريةً لا ترتوي
كنزاً لا ينضب
حياةً لا تموت".