Print
صدام الزيدي

أحد الفائزين بـ"جائزة ناجي نعمان": وقود لتحريك ساكن الشعر

10 يونيو 2019
هنا/الآن
فور أن تلقى نبأ فوزه بجائزة الإبداع ضمن "جوائز ناجي نعمان العالمية للشعر" لهذا الموسم 2019 والتي أُعلن عنها قبل أيام في بيروت، قال الشاعر الفلسطيني سعد الدين شاهين (الأردن): "لنكن واضحين أولاً ولنسأل ماذا تعني الجائزة للمبدع لتصبح لديه ذات معنى وقيمة بغض النظر عن القيمة المادية من عدمها؟، فالجوائز في رأيي تكتسب قيمتها من كيفية استقطاب المشاركين فيها ونوعية المشاركين".
واعتبر شاهين، نائب رئيس رابطة الكتاب الأردنيين، الجائزة بمثابة وقود إضافي في المحرك المحفز للتطوير والتجديد لدى المبدع الذي من المفروض أن لا يقف عند تجربة بعينها.
ونوه في حديث لـ"ضفة ثالثة" أنه "بمجرد أن يبني الشاعر لنفسه عمارة إبداعية، عليه أن يستمر في تأثيثها وتجديد أثاثها بدءاً من اللغة وليس انتهاءً بالانزياح، ومن ثم الصور الشعرية التي تُلوِّن الكلمة وتحرك صمت حروفها".
وأضاف شاهين: "يكمن دور الجائزة في تحريك ساكن الشعر وتحفيز البحث عن الجمال والإبداع المتميز، فالخيول هي الخيول لا ينقص منها عدم الفوز ولا يزيدها الفوز في مضمار غير أن الحافز يبقى مُلهماً.. ولقد تشرفت بأن أكون أحد الفائزين بجائزة الإبداع ضمن جوائز ناجي نعمان الأدبية لهذا العام، فهذه إضاءة جيدة ومهمة في نظري كون المتقدمين للجائزة تم ترشيحهم إما من قبل أسماء مرموقة شعرياً سبق لها أن فازت بالجائزة وإما من قبل هيئات ثقافية وازنة، ولذلك إذا تتبعت الأسماء المعلن عن فوزها فستجد أنها أسماء هامة في عالم الشعر من مختلف دول العالم يمثلون 68 دولة إضافة إلى أن الجائزة أصبحت عالمية وليست محلية وهذا يعطيها مكانة ورمزية".
وأشار شاهين إلى أنه كان تقدّم بمخطوط شعري إلى المسابقة التي اشترك فيها آلاف الشعراء من عدة بلدان عالمية بمختلف اللغات، عنوانه "سمّني ما شئت"، وهو مجموعة قصائد تفعيلة حديثة عددها ست عشرة قصيدة في الشأن الوطني والإنساني والاجتماعي "اخترتها من بين عدة قصائد كثيرة حديثة مخطوطة عندي من التي تنتظر دورها وامكانية طباعتها".
وتابع: "إجمالاً، الجائزة تشكل إضاءة نوعية في أساليب استقطاب المشاركين لضمان نوعية العمل الفائز وضبط مخرجات هذا الفعل بما يضمن السوية العالية، كما تشكل إضاءة لافتة في عالم الشعر لافتقاده إلى جوائز كما هي الحال في جوائز السرد وبالأخص الرواية العربية.. وفي المحصلة إنه الشعر الذي حمل لواء الدهشة والجمال والفكر والحكمة وسيبقى كذلك".

استحقاق/ إبداع/ تكريم
وبحسب بيان إعلان الجوائز بلغَ عددُ المرَشَّحين الذين تقدموا لنَيل "جوائز ناجي نعمان الأدبيَّة" للعام الحالي 2368 متنافساً يمثلون 68 دولة، و 27 لغة ولهجة، هي: العربيَّة (الفصحى والمَحكيَّة في أكثر من لهجة)، الفرنسيَّة، الإنكليزيَّة، الإسبانيَّة، الإيطاليَّة، الرُّومانيَّة، الصِّربيَّة، الصِّينيَّة (التقليديَّة والمُسَهَّلَة)، الألمانيَّة، الألبانيَّة، اليابانيَّة، الكوريَّة، المُنتِنِغريَّة، البولونيَّة، البرتغاليَّة، السّلوفينيَّة، التُّركيَّة، المُلدوفيَّة، الباموم، الأوسكارا، الغالِيَّة، المالطيَّة. وقد أسفرت منافسات الدورة السَّابعة عشرة لهذا العام عن فوز 60 متسابقاً توزعوا على 6 جوائز استحقاق، و29 جائزة إبداع، و25 جائزة تكريم عن الأعمال الكاملة.
وتم إدراج وسام العبيدي من العراق ضمن الفائزين بجوائز الاستحقاق.
وضمت قائمة الفائزين بجوائز الإبداع من العالم العربي كلاً من وليد عبد الله (مصر)، وإيمان

خالد بهنسي (سورية/ الإمارات العربيَّة المتَّحدة)، وسعد الدين شاهين (فلسطين)، وعبد الحميد شوقي (المغرب)، وعيسى حديبي (الجزائر)؛ فيما ضمت قائمة الفائزين بجوائز التَّكريم (عن الأعمال الكاملة) كلاً من زهير بَهنام بُردى (العراق)، ومحمَّد الفاضل سليمان (تونس)، ونجاح إبراهيم (سورية)، ونجيب كيَّالي (سورية).

طباعة الكتب الفائزة
ومن المقرر أن يتمّ خلال شهر آب/ أغسطس المُقبِل نشرُ الأعمال الفائِزَة، جزئيّاً أو بالكامل، في كتاب الجوائز لهذا العام ضمن سلسلة "الثَّقافة بالمَجَّان" الَّتي تصدرُ عن مؤسَّسة ناجي نعمان للثَّقافة بالمجَّان، كما ستوزَّع الشَّهادات الخاصَّة على الفائزين وسيمنح كل منهم عضويَّةَ "دار نعمان للثقافة" الفخريَّة.
وتهدف "جوائز ناجي نعمان" إلى تشجيع نشر الأعمال الأدبيَّة على نطاقٍ عالميّ، لإعتاق هذه الأعمال من قيود الشَّكل والمضمون، والارتقاء بها فكراً وأسلوباً، وتوجيهها لما فيه خَير البشريَّة ورفع مستوى أنسَنَتها.
ونظراً للإقبال على الاشتراك في هذه الجوائز، فقد تقرَّرَ منذ تسعة أعوام خفض نسبة الفائزين إلى ما دون الخمسة في المئة من إجمالي عدد المُشارِكين كلَّ عام، وبلغت النِّسبةُ هذا العام نحو اثنين ونصف في المئة.