Print
صقر أبو فخر

"الهلال الخصيب": حيرة الانتماء ونوستالجيا المُهاجر

1 أغسطس 2019
عروض
زحلة أكبر مدينة كاثوليكية في المشرق العربي، وربما في المشرق كله. وسكانها، على الأعم الأغلب، من حوران وجبل العرب ودمشق وجوارها، وهي إحدى مدن سورية المجوفة بحسب المؤرخ الزحلي عيسى إسكندر المعلوف الذي تتحدر عائلته من قرية داما في جبل الدروز. وقد نبغ من أبنائها كثيرون خصوصاً في الشعر أمثال فوزي المعلوف، وشفيق المعلوف، ورياض المعلوف، وسعيد عقل (الذي يتحدر من بني الحاج نعمة في بلدة إزرع الحورانية)، والأب لويس المعلوف صاحب "المنجد في اللغة"، علاوة على ميشال طراد، وغيره.
وعلى خطى هؤلاء سلك جورج عبد الأحد في مسالك الكتابة من منفاه الكندي الموقت، فأصدر "باقة بنفسج" (بيروت: دار نلسن، 2016)، و "الهلال الخصيب في الذاكرة وفي النسيان" (بيروت: دار سائر المشرق، 2019).
والواضح أن الكاتب جورج عبد الأحد كَلِفٌ بقصة الجذور، وشديد الاهتمام بها، وهو أمر مفهوم لمن اضطر إلى الاغتراب. وقد أعاد وصل آل عبد الأحد الزحلاويين بالأرومة الأصلية "آل عريضة" البشراويين الذين كان من أبرز أعلامهم البطريرك أنطوان عريضة صاحب الاتفاق المشؤوم مع الوكالة اليهودية الذي صاغه إلياهو ساسون، ويعقوب شمعوني، ووقّعه في 30/5/1946 توفيق عواد بالنيابة عن البطريرك عريضة (اسمه الأصلي سليم بن عبد الأحد عريضة)، وبرنار جوزف (دوف يوسف)، بالنيابة عن حاييم وايزمن. وينص ذلك الاتفاق على اعتراف الكنيسة المارونية بالرابطة التاريخية بين اليهود وفلسطين، وبحق اليهود في الهجرة إليها، والموافقة على البرنامج السياسي للوكالة اليهودية الذي يتضمن إقامة دولة يهودية في فلسطين، لقاء اعتراف الوكالة اليهودية بالطابع المسيحي لدولة لبنان، وتقديم الدعم المالي للكنيسة، والتعاون في التجارة والدعاية والمعلومات. وكان البطريرك عريضة التقى إلياهو أبشتاين، أول مرة، في سنة 1932 عندما انتخب بطريركاً، ثم لم يلبث أن منح يحيئيل وايزمن صاحب شركة "نور" اليهودية ديراً في الدامور لإنشاء معمل لعيدان الثقاب في سنة 1933. ويلوح لي أن الكاتب متسربل بالحيرة بين الانتماء إلى الوطن التاريخي، أي سورية، والانتماء إلى الوطن الجديد، أي لبنان، وهو الذي عاش يفاعته وصوت المطربة السورية دلال الشمالي تغني "من قاسيون أطل يا وطني/ فأرى دمشق تعانق السُحبا" (ص156). ومع ذلك يقرر ما يلي: "لبنان وسورية... ذلك يعني بلدين ومدينتين وعقليتين متناقضتين" (ص233). وذلك التناقض المزعوم يرى فيه الباحثون والدارسون والمفكرون مجرد اختلاف طبيعي في البيئة الواحدة، إذ إن الهلال الخصيب مكوّن من بيئات خمس متكاملة لا متنافرة هي: الساحل الذي يمتد من مرسين وأضنة حتى غزة؛ ثم الجبال المشرفة على الساحل والتي تمتد من جبال اللكام  (الأمانوس) حتى جبال القدس والخليل، وبينها جبال الجليل وعاملة وجبل لبنان؛
والسهول الداخلية الخصبة التي تمتد من شمال حلب حتى جنوب أريحا، وفيها نشأت الحضارات السورية القديمة والمدن التاريخية كحلب وحماة ودمشق وبصرى؛ ثم البيئة الريفية - البدوية التي تُعد غلافاً للسهول الداخلية؛ وأخيراً البوادي المهمة كبادية الشام. وفي كل بيئة اختلافات بالطبع كالاختلاف بين جبل عامل وجبل عكار، أو بين العرقوب والمنية، أو بين صور وطرابلس.


بين يدي الكتاب
ليست فصول كتاب "الهلال الخصيب في الذاكرة وفي النسيان" بحوثاً ودراسات محكّمة، بل مقالات ممتعة من "حواضر الذهن والبيت"، ومراجعها هي "صحاحير" الكتب التي قرأها الكاتب. إنها حكايات الذاكرة السارية على ألسنة الناس، والمستلة من بطون الكتب، والتي تتحدث عن أماكن شتى، مثل حاصبيا، وراشيا، وكفرمشكي، وزحلة، ودمشق، أو عن أعلام أمثال إسكندر رياشي، وفارس الخوري، وشبل دموس، وأنطون سعادة، وميشال عفلق، وزكي الأرسوزي، وجمال عبد الناصر، وخليل مطران، وشبلي الشميل، وإميل مبارك، وأَكرم الحوراني، وحسني الزعيم، وصلاح جديد، وغيرهم كُثُر. وتدور معظم الوقائع التاريخية التي حفل بها الكتاب على الأقضية الأربعة (بعلبك وزحلة وحاصبيا ومرجعيون) التي اقتطعها الجنرال غورو من ولاية دمشق وضمّها إلى لبنان الصغير (متصرفية جبل لبنان) ليجعله كبيراً. والكتاب مثل رديفه "باقة بنفسج" فيه ما لذّ طعمه وطاب مذاقه؛ إنه مثل مائدة جهد صاحبها طويلاً في إعدادها كي يتسنى لنا التهام ما عليها في سهرة واحدة. وفي الكتاب ملتقطات وافرة ومنتخبات ماهرة، ومُلَح زاخرة، وهي من منكّهات الطعام ومطيباته. ومنها على سبيل المثال أن المحامي الظريف إميل جرجس لحود كان يصنف الدعاوى القضائية بحسب الطوائف اللبنانية على النحو التالي: دعاوى الموارنة نصب واحتيال وتزوير، ودعاوى الدروز قتل وعنف، ودعاوى الشيعة سرقات ونهب، ودعاوى السُنة تجارية. وعندما سُئل المحامي عن دعاوى الأرثوذكس أجاب: عندهم حبيب أبو شهلا، وهي تورية ذكية، فأبو شهلا كان مشهوراً بمغامراته الغرامية (ص26 و27). ومن مُلَح الكتاب أن

المبشر الأميركي كرنيليوس فاندايك كان راكباً بغلته في طريقه إلى صيدا، فالتقى أحد الأشخاص الذي سأله عن وجهته وغايته، فأجابه فاندايك أنه ذاهب إلى صيدا لافتتاح أربع مدارس. فدهش الرجل تعجباً، فتابع فاندايك: سأفتتح مدرسة للبنين ومدرسة للبنات، وسيقتفي أثري فوراً الجزويت (اليسوعيون)، وهكذا أكون قد افتتحت مدارس أربع (ص70). وعن النضال الوطني في لبنان يورد الكاتب أن العمل الوطني عبارة عن مجموعة من الشيعة يتقدمها رفّ من المسيحيين يسيرون في شارع سني ويرفعون شعارات فلسطينية (ص254).

وهن المراجع
يستشهد الكاتب جورج عبد الأحد مراراً بكتاب غسان زكريا الموسوم بعنوان "السلطان الأحمر" (الصفحات 131-136)، وهذا الكتاب ثأري وتضليلي ولا قيمة علمية أو تاريخية له، وكل ما فيه هو الرغبة في تحطيم سيرة عبدالحميد السراج بقلم عديله غسان زكريا. ويستشهد المؤلف كذلك بـِ "الكتاب الأسود" لنهاد الغادري (ص172 – 173)، ولعله يقصد "السجل الأسود: السراج ومؤامرات الناصرية" الذي صدر أول مرة عن دار الحياة في دمشق سنة 1962 بتوقيع "مطلّع". وهذا غير جائز علمياً وثقافياً لأن الكتاب تافه مثل مؤلفه الذي لم يعتب عليه أي جهاز استخبارات في سورية ولبنان والعراق والسعودية وأميركا، وابنه فريد الغادري جاء إلى اسرائيل في سنة 2007 بعدما غيّر اسمه إلى "فرانك" وخطب في الكنيست مطالباً إسرائيل بشن حرب على سورية لإطاحة النظام الحاكم فيها (الولد سر أبيه)، ودعا مراراً إلى طرد العلويين من دمشق وإعادتهم إلى جبالهم البعيدة.
إن ركون المؤلف، ولو جزئياً، إلى بعض المراجع الضعيفة أوقعه في هفوات ما كان يجب أن يقع فيها البتة. ثم إن تسرعه أحياناً في النقول جعله لا يدقق فيها، فهو ينسب إلى صديقي الراحل نبيل الشويري القول بأن أدهم خنجر لم يكن موجوداً في أثناء محاولة اغتيال الجنرال غورو في 23/6/1921، ثم يعدد أسماء مجموعة الاغتيال واحداً واحداً، وتفصيلات العملية وضحاياها. والحقيقة أن هذا الكلام ليس لنبيل الشويري، إنما لي أنا في حواري الطويل معه الذي صدر في كتاب بعنوان "سورية وحطام المراكب المبعثرة" (بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2005). وقد ورد ذلك في هامش الصفحة 57، والهامش غير المتن. أَليس كذلك؟
يعتقد جورج عبد الأحد أن زكي الأرسوزي هو مؤسس حزب البعث العربي، ويقول إنه "المؤسس الذي لم يحضر التأسيس"، و أن "نواة حزب البعث مؤلفة من الأستاذين زكي الأرسوزي وميشال عفلق... لقد رفض الأول أن يكون ثانياً في الحزب، وأصر الثاني على أن يكون الأول" (ص159- 160). ويضيف: "زكي الأرسوزي هو المؤسس الآخر للحزب" (ص179). والمعلوم أن هذا الكلام روّجه سامي الجندي في كتابه "البعث" (بيروت: دار

النهار، 1969)، وهو كلام متهافت مثل "المنامات المخربطة"، فلا علاقة لزكي الأرسوزي بتأسيس حزب البعث على الإطلاق. وقد جرى تزوير التاريخ نكاية بميشال عفلق ليس أكثر. أما في الصفحة 286 فيروي الكاتب ما يلي: "حدث أن البطريركية المارونية برئاسة البطريرك عريضة قد اتخذت موقفاً وطنياً من مسألة الريجي (...)، ووقفت إلى جانب مصالح الفلاحين. وزار بكركي (مقر البطريركية) في تلك الأوقات السياسي السوري الوطني فخري البارودي داعماً ومؤيداً. وعند عودة البارودي إلى دمشق، وبعد صلاة الجمعة خرج المصلّون من الجامع العمري وهتفوا: لا إله إلا الله البطرك عريضة حبيب الله" (ص286). ولا ريب أن الرواية هذه كما أوردها الكاتب ليست دقيقة قط، وهي مخلّة بالواقعة التي جرت فعلاً، لكن على نحو مغاير. أولاً، خرج المصلّون من الجامع الأموي لا من الجامع العمري. ثانياً، أصل الحكاية هو التالي: قرر الكونت دي مارتل احتكار التبغ وصناعته في لبنان (الريجي)، واعترض البطريرك عريضة لا وقوفاً إلى جانب الفلاحين، بل لأن الرهبانيات المارونية وشركاءه كانوا يملكون مساحات واسعة جداً تُزرع تبغاً. ولما عُرض مشروع الريجي أمام مجلس النواب اللبناني تحت الانتداب الفرنسي اقترع لمصلحته معظم النواب المسيحيين خلافاً لإرادة البطريرك، واقترع ضده معظم النواب المسلمين، ليس نزولاً عند رغبة البطريرك، بل مخالفة للفرنسيين. فقرّعهم البطريرك غاضباً بالقول إن النواب المسلمين لديهم وطنية خلافاً للنواب المسيحيين العبيد. وكان فخري البارودي في بيروت مصادفة، وقرأ تصريح البطريرك في إحدى الصحف، فنقله معه إلى دمشق، وفي صلاة الجمعة في جامع بني أمية تلا التصريح، فتحمس المصلّون المعادون لفرنسا وراحوا يهتفون "لا إله إلا الله البطريرك عريضة حبيب الله"، وزاد البعض على الهتاف عبارة "والشيخ تاج عدو الله". وكان الشيخ تاج الدين الحسني رئيساً لسورية موالياً للفرنسيين (راجع: اسكندر رياشي، قبل وبعد ورؤساء لبنان كما عرفتهم، دمشق: دار أطلس للنشر، 2006، ص 128 و129).
كال الكاتب مديحاً متعدد الوجوه لرياض الصلح. ولا أدري هل كان يعلم أن رياض الصلح كانت له صلات متمادية بالقسم السياسي في الوكالة اليهودية قبل النكبة الفلسطينية وبعدها؟ والمعروف أن لقاءات الصلح - حاييم وايزمن بدأت في باريس في سنة 1921 في منزل

جيمس دي روتشيلد، ثم تواصلت مع دافيد بن غوريون وموشي شاريت في القدس أيضاً، وكان آخر اللقاءات في باريس في 15/10/1948 حين التقى إلياهو ساسون ويولاند هارمر (وهي صحافية يهودية مصرية من أصول يونانية عملت مع الاستخبارات الاسرائيلية) بحضور زهير عسيران واطلاع تقي الدين الصلح، ثم التقى طوبيا أرازي ويولاند هارمر في فندق بريستول ست مرات. (أنظر: محمود محارب، المفاوضات السرية بين اسرائيل ورياض الصلح، جريدة "السفير، 29/1/-3/2/2011)، وأنظر أيضاً: رؤوفين إرليخ، المتاهة اللبنانية، ترجمة محمد بدير، بيروت: د.ن.، 2017).

لا بد من تصويب
ما برح جورج عبد الأحد يعتقد أن عمر الشريف لبناني من زحلة (ص12)، وهي خرافة لبنانية ساذجة؛ فعمر الشريف هو ميشال إبن ديمتري شلهوب من كاثوليك دمشق القاطنين في حارة بولاد لا من آل شلهوب الموارنة في زحلة، ووالدته كلير سعادة من مدينة اللاذقية (راجع: فارس يواكيم، عمر الشريف لم يكن يهودياً ولا زحلاوياً، جريدة "النهار"، 20/7/2015). ومثل هذه الخرافات كثيرة جداً في لبنان. فعندما انتخب الأرجنتينيون كارلوس منعم رئيساً لبلادهم ضجت الصحافة اللبنانية بالتهليل لاعتقادها بأنه لبناني، وتبين أنه سوري من النبك. وحين عُين جون سنونو كبير موظفي البيت الأبيض "انفحط" البعض وقال إنه لبناني، وظهر بسرعة أنه من أصل فلسطيني. وعلى هذا النحو جعلوا المخرج إيليا كازان من آل قازان، ويورغ هايدر من عشيرة حيدر، وجو بايدن من آل بيضون، وأنطوني زيني من البترون، ومن آل الزعني بالتحديد، ولم يوفروا هنري بركات الدمشقي فصيروه لبنانياً (والده دمشقي ووالدته من آل بولاد في كسارة وهم بدورهم دمشقيو الأصول)، وكذلك المطربة العظيمة فايزة أحمد (اسمها فايزة أحمد بيكو مولودة في دمشق لأب سوري ووالدة من آل الرواس، وآل الرواس عائلة سورية – صيداوية على غرار معظم عائلات صيدا أمثال البزري والددا والخياط والحريري والديماسي). ويقول الكاتب في الصفحة 28: من الشخصيات الوطنية في جنوب سورية سعيد العاص. ويضيف في الصفحة 31: إن الشيخ أسعد العاصي (سعيد العاص). ويكرر القول إن الشيخ أسعد العاصي هو نفسه سعيد العاص أحد قادة الثورة السورية من بلدة جباتا الزيت. وهذا كله غلط بغلط، فسعيد العاص (أبو سعاد) من مدينة حماة، وهو من آل شهاب الحمويين. أما العاص فهو لقبه نسبة إلى نهر العاصي. وقد انتمى سعيد

العاص قبيل استشهاده إلى الحزب السوري القومي، وأسس جيش الجهاد المقدس في فلسطين (مع عبد القادر الحسيني) واستشهد في جبال الخضر في سنة 1936. أما أسعد بك العاصي فهو رجل آخر من الجولان.
يخطيء الكاتب حين يذكر أن سعيد عقل هو القائل: لا تلم كفي إذا السيف نبا/ صح مني العزم والدهر أبى (ص208)، فصاحب البيت والقصيدة هو حافظ إبراهيم. ويخطيء أيضاً حين يقول إن عبدالرحمن الشهبندر هو صهر نزيه المؤيد العظم (ص28)، فهو صهر تقي الدين العظم لا نزيه المؤيد العظم رفيقه في النضال الوطني. وينقل عن حنا بطاطو في الصفحة 35 أن إسم جرمانا أطلق على تلك القرية بمناسبة زيارة إمبراطور الجرمان فلهيلم الثاني (غليوم) إلى سورية في عام 1898. وهذا غير صحيح البتة؛ إنها بلدة قديمة سريانية، واسمها الأصلي جيرمانوس، أي الرجل الشديد، وقد ذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان، وابن بطوطة في رحلته المشهورة. وحتى حنا بطاطو يقترض كلمة "يُقال" للإشارة إلى ما يعتقده سكان البلدة في شأن اسمها. والكتاب مملوء بكلمات مثل يُقال وقيل ويُشاع، وهو يستخدمها في غير محلها مثل: "عبد الكريم الجندي قيل إنه انتحر" (ص164). لماذا قيل؟ هو انتحر بالفعل، مثله مثل غازي كنعان، وعبد المحسن السعدون، ونوري السعيد، ومحمود الزعبي، ولا يوجد باحث مدقق يشكك في انتحار عبدالكريم الجندي إلا "مهروقو" الصحافة اللبنانية الهابطة، والمعارضة السورية البائسة الذين ما برحوا يطنطنون بالإفك أمام أي حدث. وعلى المنوال نفسه كتب: "يُقال إن أول من هاجر من لبنان كان طانيوس المشعلاني عام 1854" (ص264). والصحيح البشعلاني بالباء وليس بالميم، وسبب هجرته ليس الظلم التركي، كما قيل ويُقال ويُشاع ونُمي إلينا وحدثنا فلان، بل لأن أهله قاطعوه بعد أن تحول من الكاثوليكية إلى البروتستانتية على غرار فارس الشدياق، وقصة الاثنين مشهورة.