Print
صدام الزيدي

تحت جناح فخري رطروط تستريح الريح

8 مايو 2019
عروض
عن دار "الآن ناشرون وموزعون" في عمّان صدرت حديثاً للشاعر الفلسطيني فخري رطروط المقيم في نيكاراغوا مجموعة نصوص شعرية بعنوان "تحت جناحي الممزق تستريح الريح"، تقع في 176 صفحة من القطع الوسط، لتمثل إضافة مهمة إلى اصدارات الشاعر السابقة.
تبدأ المجموعة بباب "صيف وحشرات وأحلام ميتة" يمتد على نحو 100 صفحة متضمناً شذرات أو ما يمكن أن يطلق على كثير منها "كتابة السطر الواحد"، وهناك أيضا نصوص ومقاطع قصيرة على امتداد الكتاب، وجميعها تنبني على التقاط احترافي لمشهدية الحياة والوجود بمفارقاتها وبمفارقة بديعة يتقنها الشاعر. ثم يأتي عنوان ثانٍ: "متى ستتحول البنادق إلى كائناتٍ نباتية"، ثم عنوان ثالث: "موسم خِصاء البراغيث"، ويأتي عنوان رابع: "مُقدمةُ سفينةٍ في كأس الماء" وعنوان خامس: "مملكةُ القرود" وعنوان سادس: "مسحوق الكآبة" وعنوان سابع: "رجل وحيد يلعب التايكواندو مع الهواء" وعنوان ثامن: "لن ننجز شعراً يكفي لرثاء العالم" وهي في الأصل عبارة مقتبسة لمحمد بن الأمين.
يهدي فخري رطروط مجموعته الجديدة "إلى طفلنا هشام المعايطة: ماذا جئت تفعل على هذه الأرض في عشر سنين فقط؟ زيارتك قصيرة، إنها لا تكفي، هذا قليل يا الله، أنا لا أعرف لماذا يموت الأطفال؟ يقولون إنهم يتحولون إلى طيور في الجنة. كنا نودّ أن تظلّ طائراً في حديقتنا الأرضية".
في مستهل العنوان الافتتاحي للمجموعة "صيفٌ وحشرات وأحلام ميتة" يقتبس رطروط من
هنري ميللر: "كن شاكراً لأنك نكرة، لأنك لا أحد". أما عنوان الكتاب "تحت جناحي الممزق تستريح الريح" فهو عبارة عن شذرة وردت في سياق نصوص المجموعة وتحديداً في الصفحة 21 التي تأتي امتداداً لعنوان أول.
"تحت جناحي الممزق تستريح الريح" هي المجموعة الخامسة في ترتيب إصدارات الشاعر فخري رطروط، وقبلها صدر له "جنة المرتزقة"، "صنع في الجحيم"، "400 فيل أزرق"، و"البطريق في صيف حار".
أما في الترجمة فقد صدر حديثاً لفخري رطروط عن دار "الآن ناشرون وموزعون" بعمّان، مترافقاً مع مجموعته الشعرية الأحدث، كتاب "ملابس أميركية" للشاعر الهندوراسي دينس أبيلا، وهو أول كتاب شعري يصدر له عن الإسبانية، وكُرِّست نصوص الديوان للحديث عن هجرة اللاتينيين غير الشرعية إلى الولايات المتحدة (أميركا الشمالية). ودينس أبيلا (من مواليد تيغوسيغالبا ويقيم منذ عام 1981 في كوستاريكا)، يقدم ديوانه شهادة في الهجرات الحزينة، الهجرة في عصرنا بأشكالها الحزينة واللاإنسانية خلف الحلم الأميركي بما خلفته من مآسٍ وندوب في ذاكرة رجال ونساء القارة اللاتينية. 

من أجواء الكتاب:

منذ أربعين سنة وأنا أصعد رقبة زرافة.

الطاقة السلبية في مقبرة تكفي لتحطيم العالم مئة مرة.

قالت لي: أرواح شريرة بداخلك، أنت تحتاج إلى تطهير، وإلى قبلات كثيرة.

للشعر رائحة لا تعرفها إلا الذئاب المنفردة.

إنها تمطر في الخارج، أو ربما قرد أعمى يبول على صباحاتنا.

عزرائيل قنّاص أحول.

أنا شاعر القضايا المهجورة.

راقب غيمة، قدرتها على المناورة درس مجانيّ.

لمحتُ آدم يجري تحليلا لـ DNA سراً في أحد مختبرات كوستاريكا.

الأعاصير تبدأ من عيون النساء الغاضبات.

أحد الأموات استخدم كفنه كحبل، وهرب إلى كوكب المشتري.

أنا سائق دبّابة في جيش الشعر.

الشاعر ميكانيكي أحلام.

في مساء كئيب، أنزع إبرة دبور ميت، أطعن نفسي بها، وأموت.

غيمة انتحرت في سجن صحراوي.

في حقل مليء بالفزّاعات والطيور، كنتِ الزهرة الوحيدة.

أستعير من ساحرة مكنستها، أعطيها بدلا منها طائرة إف 16.

أنا حجر نرد له سبع جهات.

بلادي على الخريطة تبدو كشوارب الطّغاة.

أن تعيش مع شظيّة في جسدك هذا تعريف دقيق للشعر.

مفتاح العالم كان في جيب آدم، دفنوه معه.

الموت لتوبيخنا.

هذا الوجود كدمة زرقاء في وجه طفل.

خلق الله أشجار القهوة في صباح اليوم الأول من أيام التكوين.

العالم المشيّد في قصيدة، لا يمكن تدميره.

سأهديكِ فقرة من عمودي الفقري.

كومة فحم أبيض في آخر حلمي.

في داخلي هاوية، أتسلى بقذف الحجارة، والبشر إلى قاعها.

إنهم هادئون ينتظرون معجزة أو مجزرة أو لا شيء.

لا شفاء، الفجوة داخلنا أكبر من العالم.

هناك ثلاث طوائف: الطغاة، والضحايا، والمتفرجون.

لي كآبة حقل ذرة حُصِد منذ قليل.

في عقلي ثقب أسود يكفي لامتصاص أكثر من مجرّة.

مذعور مثل شمس في القطب الشمالي.

ضِعْ، كأوراق شجر في عاصفة.

أقود نهرا أعمى ليصل إلى البحر.

بعد المنعطف الأخير للأبدية، هناك اصطدمت عربتي بكمين مسلح.

فلقتُ حبة فاصولياء، وجدت الله بين الفلقتين.

الشعر إشارة لخلل ما خارج العالم وداخل الشاعر.

شجرة السرو لا تحلم بالربيع؛ لأنه لا يضيف إليها شيئاً.

أضعتُ نصفي الثاني في سفينة نوح،

أعيش بنصف روح، ونصف جسد، ونصف حلم، وطوفان كامل.

تصلني على هاتفي رسالة مكرّرة، تقول: الطوفان قادم، فحصِّن سفينتك،

إذا أردت النجاة معنا، فأرسل رسالة sms

تكلفة الرسالة: ربع دولار، المقاعد محدودة.

حشرتُ عشرين ماردا في خرزة الخاتم، لا أجرؤ على الخروج من غرفتي.

هل تعرف كيف يمحو فبراير يناير؟

أفتح بطيخة، فيخرج لي وحيد قرن حزين ورديّ اللون.

تنين نائم في ديوان المتنبي، لا توقظوه.

هل الشعراء سينقذون العالم؟

إنهم يربّون قطعان زومبي في قصائدهم.